++ الصليب فخر البشرية ++
مما لاشك فيه ان الصليب هو ابشع وسيلة للاعدام منذ التاريخ الرومان حتى الان ..وليس هذا فقط ولكنه مكان للعار واللعنة :
المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة.
غل 3 : 13
ولكن عندما مات المسيح على الصليب تحول الصليب الى فخر ومجد ليس له حدود بالنسبة للانسان, سواء قبل النور وكشفت له نعمة الله سر المجد الذى صار فى الصليب او تمسك الانسان بالظلمة ففقد الرؤية رؤية الحق فصار له الصليب عثرة او جهالة:
((((ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة.1كو 1 : 23)))
كل انسان يتطلع الى المسيح كملك ارضى له مظاهر براقة خارجية ولكنه من داخله ميت يصير الصليب له عثرة ,وكل انسان يظن انه حكيم ويستخدم المنطق العقلى وينظر الى الصليب بنظرة النقد يصبح الصليب عنده جهالة ولكن يتجلى سر الصليب فوق عقول الحكماء ويرتفع عن قوة وبهاء عظمة ملوك الارض كلها :
((((لان جهالة الله احكم من الناس.وضعف الله اقوى من الناس1كو 1 : 25)))))
ولكن لماذا تحول الصليب من مكان العار واللعنة الى فخر ومجد عظيم حتى تحول الى عرش لله !!!,,,,,,,؟
الاجابة على هذا السؤال لايمكن ان يدركه اى انسان لانه سر جبار جدآ حدث من اجل كل انسان على سطح الارض فمستحيل على الحكماء بعقولهم ان يدركوا سر الصليب لانه اعلى بكثير جدآ عن حكمة البشرية .
ومستحيل على من يعتبرون القوة المادية او الجسدية اساس للسلطان او شرط لملك متميز ان يدركون سر الصليب لان القوة التى فى ضعف الصليب متفوقة جدآآآآآآ على كل قوة مادية اكتشفها الانسان ولسوف يكتشفها حتى نهاية العالم ..!!
ولهذا نقول ولكن على امل ان يلمس قلوب من لم يكتشفوا سر الصليب بعد نور من نعمة الله ويتركوا حكمتهم البشرية ويقبلوا حكمة من الله وبالتالى سوف ينكشف سر الصليب أمام قلوبهم لانه سر اسرار الحياة كلها ولذلك دائمآ ما يبغض الشيطان الصليب بعنف .سواء فى ذاته او فى نفوس من سيطر عليهم وخدعهم .
تبدء قصة الصليب منذ سقوط الانسان الاول ومخالفته لله .فعندما خالف ادم الله وانخدع من الشيطان وقع تحت حكم الموت ,لان الخطية تسببت فى دخول الموت الى طبيعة ادم ,وبالتالى انتقل الموت الى البشرية كلها :
((((من اجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع. رو 5 : 12)))))
هذا لب القضية كلها فليست المشكلة فى ان ادم اخطأ الى الله فقد يقول قائل,,,,,,بأن الله رحيم ويمكن ان يقبل توبة ادم ؟ نعم هذا ممكن ولكن المشكلة فى ان ادم وقع فى حكم الموت وصار ميت حسب القانون الذى وضعه الله فهو كان يعلم انه يوما ان يأكل من الشجرة سوف يموت:
((واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.لانك يوم تأكل منها موتا تموت. تك 2 : 17))))))
فحتى اذا تغاضى الله عن خطية ادم فى حقه ولكن الله قد وضع حكم واجب النفاذ بمجرد ان يأكل ادم من الشجرة وهو حكم الموت وبالتالى صارت البشرية كلها تحت حكم الموت الذى تسرب الى طبيعتها بخطية ادم وقبوله الموت بأرادته .
وهذه صارت قضية البشرية كلها فلقد صارت البشرية تحت حكم الموت وبالتالى مهدده بالفساد والهلاك ,وكان من المستحيل على اى مخلوق ان يساعد ادم لانه لايوجد مخلوق له القدرة ان يهب الحياة لانه لا يوجد مخلوق له حياة فى ذاته لان الله هو الوحيد الذى له الحياة فى ذاته وهو الوحيد بالتالى الذى يستطيع ان يهب الحياة .
ولان الله محب وعادل وقد وجد ان البشرية قد وضعت فى الموت والفساد وهى غير قادرة على خلاص نفسها كما انه مستحيل على اى مخلوق ان ينقذ البشرية من الموت ولا حتى الملائكة لها القدرة على ذلك ولابد ان تموت البشرية وبالتالى تذهب الى الفناء والعدم التى خُلقت منه قرر الله ان ينقذ الانسان ..فكان سر الصليب .!!
وبداية الصليب منذ لحظة أخلاء الله مجده ثم ظهر فى الجسد اى تأنس وبقدرته غير المحدودة أخذ لنفسه جسدآ وصار انسانآ وهو مازال الهآ ,ولم تتغير الطبيعة البشرية فيه عن كونها بشرية فى شيئ وقطعآ لم تضيف الطبيعة البشرية شيئ الى طبيعته الالهية الغير قابلة للتغير فكان الاتحاد بين الطبيعة البشرية والالهية فى شخص المسيح ,بدون اختلاط او امتزاج او تغير.
وهكذا صار المسيح وهو الله واحد منا نحن البشر جاعا وعطش وسمح ان يقبل كل ما فى الطبيعة البشرية من ضعف اى شابهنا فى كل شيئ ولكن ما عدا الخطية وحدها ,ولما كانت القضية الكبرى هى قضية الموت التى جلبها علينا ادم فمن اجل هذا أخذ المسيح وهو الله له جسدآ قابل للموت .
وجاءت اهم لحظة فى حياة المسيح وهى الصليب الذى من اجلها ولد ومن اجلها جاء :
((((((لهذا قد ولدت انا ولهذا قد أتيت الى العالم لاشهد للحق.كل من هو من الحق يسمع صوتي.
يو 8 : 37))))))))))
فلقد سمح المسيح وبارادته هو وحده ان يُحاكم من المزورين وشهود الزور .ويُحكم عليه بالموت , كان معظم الوقت اثناء تلفيق له التهم صامت ولا يتكلم لانه هو كان راضى بحكم الموت الذى سوف يأتى عليه فهو كان يعلم تمامآ ما سوف يأتى عليه :
((((((((فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون.يو 18 : 4)))))))))
كان يقدر بسهوله ان يكشف زور الشهود ويكشف كل المشتكين عليه ويدينهم ولكنه لم يريد ان يبرر نفسه وهو بار حتى يقبل الموت وينهى حكمه على الانسان كان يريد ان يصير مكان ادم وكما جلب ادم الاول الموت على البشرية كلها ارادَ ان يجلب هو ادم الثانى الحياة للبشرية كلها:
(((لانه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع 1كو 15 : 22)))))))))
المسيح الذى برر المرأة التى امسكت فى ذات الفعل والتى كانت خاطئة ومستحقة الموت ومنع اى انسان ان يدينها وهى مستحقة الدينونة حتى هو نفسه والذى له حق الدينونة الوحيد لم يُدينها :
((((((.أما دانك احد. فقالت لا احد يا سيد.فقال لها يسوع ولا انا ادينك.اذهبي ولا تخطئي ايضا
يو 8 : 10))))))))))))
هذا الذى خلص المستحقة الدينونة من دينونة البشر المتحفذين لقتلها هل كان غير قادر على خلاص نفسه وهو البار الذى لا يعرف الخطية ولم يستطيع مخلوق ان يبكته على خطية :
(((((((من منكم يبكّتني على خطية.فان كنت اقول الحق فلماذا لستم تؤمنون بي. يو 8 : 46))))))
ولكنه ترك نفسه بارادته لهم يُلفقوا له التهم فأجتمع مجلس السنهدريم على غير العادة ليلآ وهذا ايضآ مُخالف لكل الشرائع لانه لابد ان تكون المحاكمة فى اثناء النهار حتى لاتكون باطلة وحطم عليه بأنه مجدف لانه يساوى نفسه بالله
اليست هذه هى نفسها تمامآ خطية ادم فهو أكل من الشجرة حتى يصير مثل الله فهو جاء لُيحُكم عليه بدل ادم وكل البشرية :
(((((بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر. تك 3 : 5))))
وايضآ اليس فى مقدوه وهو الله ان يطلب جيش من ملائكته تبيد كل هؤلاء البشر الذين يعتقدون انهم لهم سلطان عليه :
((((أتظن اني لا استطيع الآن ان اطلب الى ابي فيقدم لي اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة.
مت 26 : 53)))))))))))
ولكن رغم كل ذلك ترك المسيح نفسه لهم وترك شهود الزور تقول عليه ما تريد لانه ناظر للقضية بصورة اخرى وحُكم عليه بالصليب والموت وتجمع البشر حول المسيح ومنهم من اهانه وبصق فى وجهه ومنهم من دق المسامير فى يده ورجله ومنهم من سخر منه واسهزئون به:
((((((((((وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه على راسه وقصبة في يمينه.وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين السلام يا ملك اليهود.مت 27 : 29))))))))))
وتحمل الله من اجلهم جميعآ حتى جاءت اللحظة الهامة وقبل المسيح الموت بالطبيعة البشرية وانفصلت روحه عن جسده ولكن لم تنفصل روحه عن لاهوته وايضآ جسده لم ينفصل عن لاهوته ولذلك لم يرى فسادآ
وهكذا قبل المسيح حكم الموت ومات بالطبيعة البشرية ومات الجميع فى المسيح :
(((((اذ نحن نحسب هذا انه ان كان واحد قد مات لاجل الجميع فالجميع اذا ماتوا.2كو 5 : 14)))))))
وتم حكم الموت وحُلت القضية ولكن لان المسيح هو الحياة فلقد وهب الحياة من جديد للطبيعة البشرية واقامها من الموت وهذا هو السر لان الطبيعة البشرية اذا كانت ماتت بدون الاتحاد بالمسيح كانت ذهبت الى العدم والفساد وهذا كان يحتم ضرورة التجسد :
(((((((واقامنا معه واجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع أف 2 : 6)))))))))))
اذا على الصليب انهى المسيح على اعظم مشكلة بالنسبة للانسان وهى مشكلة الموت والعجيب وكثيرون حول الصليب لا يدرون ماذا يحدث فالبعض كان يشمت فيه وفرحان بموته مثل الكتبة والفريسيون الذى كشف خبثهم ولكنه مات عنهم ومن اجل خلاصهم اذا قبلوا .
والبعض كان يقوم بعملية الصلب نفسها ولكنهم كانوا يقمون بواجب عملهم ولكنه مات عنهم ايضآ ولغى سلطان الموت عنهم ووهب لهم الحياة بهذا الصليب الذين اشتركوا فى تتميمه .
والبعض وقف حزين ومتألم مثل يوحنا والقديسة العذراء مريم ولكنه مات عنهم ايضآ ووهبهم الحياة الابدية . وبعضهم لم يكن موافق على صلب المسيح مثل نيقوديموس ولكنه لم يقدر ان يفعل شيئ ولكن المسيح مات عنه ايضآ.
وهناك من صار ناصح وسرق الحياة بكلمة واحدة وهو اللص اليمن الذى تحرك قلبه وانكشف سر الصليب له بنور وجه المسيح المصلوب اذ فتح قلبه له ,ولما قبل الصليب صرخ اريد ان اكون معك فى كل شيئ فأنا مصلوب معك ولكن لانى استحق الموت لانى بعدل قد تمت دينونتى:
((((((((اما نحن فبعدل لاننا ننال استحقاق ما فعلنا.واما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله.
لو23: 41)))))))))))))))))))
ولما سمع المسيح هذا الكلام قال له بعد قليل جدآ نذهب سويا الى الحياة وسرق هذا اللص الحياة لانه قبل الصليب ببساطة الايمان وليس مثل زميله الاخر الذى لم يدرك سر الصليب وفكر بشر قلبة الذى يسكن فيه الشيطان واراد ان ينزل المسيح بقوة مظهرية عن الصليب...
لكى يؤمن به وهو لايدرى اذا فعل هذا المسيح وهو قادر بالطبع سوف لايكون هناك حياة لكل البشرية فجدف على الصليب فلم يقبل الصليب فلم يأخذ نصيب فى الحياة وذهب الى الهلاك الابدى.
وهكذا يظهر ان الصليب تغير تمامآ موقعه حقيقى كان مكان للعنة والموت ولكن المسيح هو الذى قبله عنا كلنا فصار على صليب اللعنة من اجلنا ومات لكى لانموت بعد :
((((((((((المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا غل 3 : 13)))))))))))
ولهذا كله نحن نكرم الصليب ونفتخر به لانه به تم خلاصنا وفدائنا من الموت والهلاك وبه صارت لنا الحياة من الله الى الابد فكيف لا نفتخر ونفرح به ونقبله ليلآ ونهارآ
(((((((((واما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وانا للعالم.غل 6 : 14))))))))))
الصليب حقيقة هامة جدآ به انفتحت باب الحياة بعد الموت للانسان ومن لا يدخل من باب الصليب مستحيل أن يجد حياة او خلاص بل سوف يظل فى الموت الذى جلبه ادم على الانسان.
الشيطان يكره الصليب جدآ ولذلك يجتهد ان يُثير البشر الذين لم يدركهم نور الصليب بعد ويضع فى قلوبهم عداوة عظيمة ضد الصليب لانه يعلم متى انكشف سر الصليب لهم سوف يخرجون من سلطانه الى الحياة والنور لانه فى الصليب ايضآ قيد الله الشيطان والغى سلطانه على الانسان :
(((((((اذ جرد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه(الصليب) كو 2 :15)))))))))
لان الشيطان كان يستلم روح اى انسان يموت لانه كان قد سلم الانسان نفسه له بارادته فعندما تقدم الشيطان ليستلم روح المسيح وجد انه امام الله العظيم ملك الملوك كلها ولكنه كان اخلى مجده فى الجسد ,فارتعب فقبض عليه المسيح وقيده والغى سلطانه على البشرية ,
ونزل المسيح الى الجحيم واخرج كل النفوس التى كانت ماتت على رجاء مجيئ المسيح .
المسيح صلب ومات من اجل البشرية كلها ومن اجل كل انسان ولكى يلغى سلطان الموت الذى تملك على الانسان فمن يدرك سر الصليب ويحاول ان ينظر الصليب من خلف ظلمة عقله وظلمة التعصب الذى وضعه الشيطان فى قلبه حتى يثعمى عينه عن الخلاص الموجود فى الصليب من يحاول ان يدرك سوف يدرك الحياة ويكتشف سر الحياة والسعادة الابدية الحقيقية التى ينقلنا اليها الصليب.
كثيرون كانوا حول الصليب كثيرون جدفوا على الصليب واشتركوا فى صنع الصليب ودق المسامير كثيرون استهزئوا بالصليب واخرون صار عقلهم عثرة فنظروا الصليب ضعف شديد مستحيل يليق بالله ولم يدروا لماذا يفعل الله هذا ويقبل هذا فالهدف الذى جعل الله يقبل هذا الضعف عظيم جدآ لانه لا حياة للانسان بدون هذا الطريق وهذا الضعف.
كل هؤلاء الذين جدفوا على الصليب ورفضوه بشدة خرجوا عن فعل عمل الله على الصليب ولم يحصلوا على نصيب فى الحياة الاتية وهى حقيقة وليست كذب الحياة الاتية ليست اكل وشرب ولذات جسدية هذا خداع اخير من الشيطان ولكنها ارتفاع ورقى بطبيعة الانسان الى شبه الملائكة ولكن ليس لها مدخل الا بالصليب ومن يقبل سر الصليب
وحول الصليب كانا هناك قليلون جدآ قبلوا الصليب سواء فى لحظة الصليب نفسها مثل اللص اليمن فنال الدخول فى الحياة على الفور او من قبل فيما بعد وبمعونة من الله فنالوا ايضآ الحياة وسعادة الحياة الاتية .
واخيرآ الله فتح ذراعيه على الصليب منذ ان صلب والى ان ينتهى الزمان فتح ذراعيه لكل انسان فى كل جزء من الارض مهما كان هذا الانسان ومستعد ان يعطيه نعمة خاصة فى قبول الصليب وسر الصليب اذا اراد ......!!!
فأما يرفض عثرة العقل وجهالة وظلمة القلب الذى صنعه الشيطان به ويرفع قلبه الى المصلوب عنه دون ان يدرى ويطلب منه ان يعطية نعمة معرفة سر الصليب وهكذا ينال الخلاص من حكم الموت الرهيب الذى حمله المسيح عنه وعن البشرية كلها .
او يظل فى جهله وظلمة قلبه ويجدف على الصليب ويتهم المصلوب بالضعف ويشجعه الشيطان ويعززه عقله المظلم وبالتالى يحرم نفسه من الفداء الذى عمله الله من اجله لكى ينتقل من الموت الى الحياة ويكون له نصيب فى الحياة الابدية الحقيقة التى سوف يسموا فيها الانسان جدآ فوق مستوى الاكل والشرب والتزاوج الى حياة ملائكية لا تخطر على بال انسان او قلب بشر .فى النهاية :
((((((((((((أشهد عليكم اليوم السماء والارض.قد جعلت قدامك الحياة والموت.البركة واللعنة.فاختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك تث 30 : 19)))))))))