يتفق الجميع تقريبآ بأن عصرنا الحالي هو عصر المادة،
بحكم طغيان المادة على كافة التعاملات،فعندما تطغي المادة على
مجتمع من المجتمعات يصبح المجتمع اسيرآ لها،
وعندها يفقدالمجتمع الكثير من صفات الانسانية المثلى بحكم تحكم المادة
في تصرفات المجتمع وعلاقاتهم ببعضهم البعض.
سبق وأن سألني أحد الزملاء عن مفهوم الصداقة
فأجبته بأنني لا اومن في الوقت الحاضر بهذا المفهوم
،وما تطلقوا عليه اليوم (صداقة) أراها مجرد (تعارف)
وليس صداقة فالصداقة بمعناها الحقيقي غير متوفرة
في الوقت الحالي بعد أن طغت المادة وأصبحت تتحكم في
علاقاتنا بالآخرين.
ومن الحكمة نقول:
(الصديق وقت الضيق) (والصديق هو من صدقك وأخلص معك)
الصديق هو من فرح لافراحك،وحزن لاحزانك.
الصديق هو ضحى لأجل أن تدوم الصداقة،والصديق
هو من وقف الى جانبك وقد الشدة و....الخ.
فهل هذه المفاهيم متوفرة في وقتنا الحاضر؟
بكل أسف لا
اذآ أين نحن اليوم من المفهوم الحقيقي لمعنى الصداقة؟
كما أننا نتساءل أين نحن اليوم من هذه الحكمة(رب أخآ لم تلده امآ)؟
ولماذا أحتكمنا للمادة على حساب انسانيتنا وكرامتنا رغم ادراكنا واقتناعنا بزوال المادة؟
فالينظر من أطلع على هذا الموضوع الى صداقاته وارتباطاته
السابقه،عندما سوف يجد بأن معظم من كان يظنهم أصدقاء قد أصبحوا في خبر كان !!
واذا بحث عن الاسباب سوف يجد بأن المصالح أو المادة بشكل عام
سببآ رئيسيا في عزوف هؤلاء الاصدقاء عنه.
فتبآ لك أيها المادة التي جعلتينا ألعوبه بين يديك، ووداعآ أيتها
الصداقه على أمل اللقاء في زمنآ غير هذا الزمان، وربما تتأخرين
وتأتين بعد فنائنا ، فأن لم نلتقي فسألك الرفق بأولادنا.