لا ترحلي يا أمي ..
أرجوك
.. فالحياة مستمرة سواء رحلت
أم بقيت ..
لذا .. أرجوك البقاء ياأمي ..
فنياط قلبي الموصولة بنياط
قلبك ستلغى فيها الحياة لحظة
رحيلك..
أمي ..
وأنت من وهبني الحياة..
وأنت من علّمني حب الحياة..
ومعناها ..
أيعقل أن تستردّي ما وهبتني
إيّاه ..؟
إذن كيف يقولون بأنّ الأمومة
تضحية وعطاء ؟..
أرجوك ياأمي .. فإني أحب الحياة..
فلا تلغيني من وجودها ..
أرجوك ياأمي .. ابق ولا تعتزمي
الرحيل ..
إن لم يكن من أجلك ..
فليكن من أجلي ..
أمي ..
ماذنبي أنا .. حتى جئت بي إلى
هذه الحياة ..
وما ذنبي أيضا حين تحكمين عليّ
بالرحيل ؟..
لا ياأمي .. لا ..
فليس من عدل في هذا الوجود
يجيز لك صنيعك ..
ولا حكمة الله القادر تبرّر لك
فعلتك ..
أمي ..
لا تتنصّلين من واجباتك كأم ما
وجدت إلاّ لتعطي ..
فلا تسلبي مني ما كان بحكم
واجبك الأمومي .. عطاء ..
فيا أمي ..
أنا .. أنا ماتعودت يوما طلب أي
شيء منك إلاّ وكنت السبّاقة إلى
منحي إيّاه ..
أنا .. أنا حتى لم أتعلّم قبلا كيف
أقول لك أرجوك يا أمي ..
لأن عطاؤك المستمرّ لم يترك لي
فرصة واحدة تدعوني كي
أترجّاك ..
اليوم يا أمي ..
اليوم فقط ولأول مرّة منذ
وجودي ..
أجد نفسي في مسيس الحاجة
إلى استعمال لفظ أرجوك ..
بل لكلّ أنواع الرجاء ..
فارحمي رجائي يا أمي ..
وتشبّثي بالحياة ..
وارحمي نياط قلب يستمدّ
حياته من نياط قلبك ..
فلا تقطعي الأوصال ..
فعهدي بك .. عهد أم رحومة
معطاء ..
لا تعرف الأنانية ولا حبّ
الذّات ..
لم أنس بعد ما كنت تردّدينه
دائما على مسمعي ..
وما زلت أذكر .. ومازالت
كلماتك ترّن في أذنيّ ..
حين كنت تتغنّين بقولك بأنه
لامعنى لوجودك لولانا ..
وبأنّك لن تعيشي في هذه الحياة
إلاّ من أجلنا .. وحياتك لن تكون
مكسبا لسوانا ..
وكيف إذن ترحلين ؟..
ووجودنا من وجودك ..
وحياتنا من حياتك ..
وكأنّك بذلك ..
رحيلنا تتعمّدين ..
ابق يا أمي أرجوك
ابق ولا ترحلين ..
وأذنيك لهمسات الموت
صمّي ..
ولإغرائه لا تخضعين ..
فأنا أحبّ الحياة ..
فأرجوك ..
امنحيني الحياة يا أمي ..
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
لاترحلي ياأمي
العرض الشجري