أننا في فترة الصوم المقدس ولم نسمع قط أن إنسان بكى خطاياه أمام الرب واهتم بخلاص نفسه، ورفع قلبه لأباه السماوي طالباً أن يسكن قلبه ويكسيه بره، مثلما بكى على قداسة البابا شنودة الذي ارتاح من أتعاب هذا العالم والجسد وارتاح في المسكن السماوي حيث القديسين وفرحهم بالمسيح الرب !!!
- أليس يخجلنا صوت الرب الذي قال : توبوا - اسهروا وصلوا - اطلبوني فتجدوني إذ تطلبوني بكل قلوبكم !!!
- أليس يخجلنا أن الرب رئس الكنيسة الحي الذي هو سور خلاصنا وحمايتنا، أن نهمله ونظن أننا أيتام ليس لنا سند في ها العالم نستند عليه وان الناس ستبتلعنا بغياب البابا، وعشنا مثل ما كُتب في المراثي: [ صرنا أيتاماً بلا أب، أمهاتنا كأرامل ] (مرا 5: 3)، ونسينا إيماننا بالرب القائل "لا أترككم يتامى": [ أن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي. وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما انتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم. لا أترككم يتامى إني آتي إليكم. ] (يوحنا 14: 15 – 18) !!!
- أين إيماننا، لماذا يختفي إيماننا ونتوه في أيام الضيق، وأيام فقدان الأحباء بالجسد !!!
- لماذا نحيا وكأننا بلا إله حي، وكأن الروح القدس غائب عنا، أم بمعنى اصح قد أطفأناه واصبح بعيد عنا !!! وطرحنا الرب يسوع جانباً لنولول على الأحباء الذين لو كانوا أحياء لما اتفقوا معنا في هذا العويل الأسود الذي يُظهر عدم التقوى ومعرفة الله !!!
- أليس بالشفتين نقول المسيح رأس الكنيسة حي، وبالأعمال نقول أنه ميت ليس لنا علاقة معه !!!
فلنتب يا إخوتي باكين لا على الناس ولا على القديسين الذين ارتحوا في الرب، إنما على أنفسنا فالرب يلتفت لكل نفس اليوم ليقول لها مع بنات أورشليم الباكيات: [ فالتفت إليهن يسوع وقال يا بنات أورشليم لا تبكين عليَّ بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن ] (لو 23: 28)...
أنا أعلم أن كل واحد لكي يزوغ عن التوبة ويُظهر إيمانه النظري، سيتملص من هذا الكلام ومن مسئولية التوبة الموضوعة عليه ليبرر موقفه وحزنه، وسيقول: أن الكنيسة الأولى بكت على القديس استفانوس وناحت عليه لأنه تركها بالجسد، ولكن الكنيسة الأولى لم تخاف ولم تجزع من غيابه ولم تفقد إيمانها الحي وتقول أنه كان حامي حمى الكنيسة ونسيت المسيح الرب سور خلاصنا الحي وحامي كل أحد كما تعدونا أن نقول: [ الرب يدافع عنكم وانتم صامتون ] هذا القول الشهير الذي نقوله بالشفتين لا بالإيمان، بل كرزت بقوة واستعدت للشهادة لا بالجسد فقط بل بالتقوى وزيادة المحبة لله بشدة، والاتكال على الرب بكل القلب، وزادت كرازة بالمسيح في كل بقاع المسكونة والتهبت بنار الروح القدس وبشرت بموت الرب واعترفت بقيامته بالعمل قبل القوة، والكل صار ذبيحة حية مقدماً نفسه لله بكل أمانة في حياة توبة مستمرة لم تتوقف إلى القلب بإيمان حي وثمر الروح القدس حتى تزينت الكنيسة بكل أعضائها بكل زينة الروح فصارت جميلة جداً...
- فاين جمالنا اليوم بزينة الروح، من ذلك الزمان الذي ينبغي أن نكون معبرين عنه في ملء قوته اليوم، هذا لو كنا فعلاً مؤمنين بالمسيح مكرمين للشهداء والقديسين، لأن فرح الشهداء أن نذهب إليهم سريعاً مجملين بزينة الروح وثمره الخاص ....
[ والقادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا، قادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج ] (أفسس 3: 20)، (يهوذا 1: 24)