رد: الجزء(12)من بحث تدبير الخلاص والتجسد الالهى
كُتب : [ 08-07-2008
- 07:19 PM
]
[ من أجل ذلك تجســـــــــــد الكلمة وتأنس وهو الإله وصانع الإنسان لكي يعطي الحياة للإنسان ولكي يُبيد العدو الظالم ، فوُلِدَ من امرأة وجدد في ذاته صورة الإنسان كما خُلقت في البدء وذلك بالظهور بجسده الخالي من الشهوات والأفكار الجسديـــــــــــة وصار مثال التجديد .
والإرادة الإلهية الخاصة بالكلمة الإله كانت أيضاً في صورة العبــــد لأن ملء اللاهوت حلَّ عندمـــــــــا تجســــــــد وظهر كآدم الثاني دون أن ينقسم إلى شخصين ، وإنما تم اتحاد حقيقي بين اللاهوت والناسوت ، ولذلك السبب اقترب الشيطان من يسوع كإنسان .
ولكنه لم يجد فيه ملامح الإنسان القديم ولا الزرع الذي زرعه في الإنسان ، ولذلك لم ينجح في تجاربه ، فهُزم وانحدر في اضطراب وعجز فسال " من هذا الآتي من أدوم " أي أرض البشر و " يسير بقوة " ( إشعياء 63: 1 ) لذلك قال الرب " رئيس هذا العالم آتٍ ولن يجد شيئاً في " ( يو14: 30 ) ، رغم أننا تسلمنا وتعلمنا أن آدم الثاني كان له نفس آدم الأول وجسده وكل ما يخصه . وما ذكره الرب بقوله " لن يجد شيئاً فيَّ " تُشير إلى كيانه الإنساني كله والحقيقي ، ولا يُشير فقط إلى جسده المنظور وكيف يُمكن أن يكون هذا عن جسده فقط ؟ .
لقد جاء الشيطان وجربه ولم يجد " فيه " الأشياء التي سبق الشيطان وعرضها على آدم الأول وزرعها فيه ، هكذا أبيدت الخطية بالمسيح . وهذه هي شهادة الأسفار عنه : " لم يُخطئ ولا وُجِدَ في فمه غش " ( 1بط2: 22 ) ]
( القديس أثناسيوس الرسولي – ظهور المسيح المحيي : 10 )
|