تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية
( القرن الثاني عشر )
( 74 )
البابا يوأنس السادس
( 1189 - 1216 م)
المدينة الأصلية له :
مصر
الاسم قبل البطريركية :
يوحنا أبو المجد
الدير المتخرج منه : -
(علمانى)
تاريخ التقدمة :
14 أمشير 905 للشهداء - 29 يناير 1189 للميلاد
تاريخ النياحة :
11 طوبه 932 للشهداء - 7 يناير 1216 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي :
26 سنة و11 شهرا و8 أيام
مدة خلو الكرسي :
19 سنة و5 أشهر و10 أيام
محل إقامة البطريرك :
المعلقة بمصر
محل الدفن :
كنيسة الدرج تحت قبر البابا زخارياس
الملوك المعاصرون :
صلاح الدين - الملك العزيز - المنصور - العادل الأول - الكامل
+ كان من أسرة ذات ثراء كبير، وكان يشتغل بالتجارة وكان له وكالة بمدينة مصر كما كان يمتلك مصنعاً للسكر وطواحين وأملاك كثيرة.
+ كان بتولا عالماً، بشوش الوجه، حسن الخلق، لين الكلام، ما كان يغفل عن صلوات السواعى الليلية والنهارية، محباً ومجتهداً في ضيافة الغرباء وافتقاد المرضى والمحبوسين... كثير المودة لكل أحد، يفعل الخير مع كل أحد.
+ اختاروه بطريركاً، فرعى شعب المسيح بطهارة قلبه وبرفق يديه ساسهم وأهداهم.
+ حدث في أيامه أن قساً من البشمور ترمل فتزوج بأخرى، فطردوه من بلده فمضى إلى الإسكندرية وأخذ يؤدى في كنائسها الخدمات الدينية، فلما سمع البابا إستاء، وسن قانوناً يقضى بأنه لا يجوز لأى كنيسة أن تقبل كاهناً غير معروف ليؤدى بها الخدمات الدينية دون أن يكون معه تصريحاً كتابياً بذلك من رئاسته الكنسية.
+ أخيراً تنيَّح هذا الأب الطاهر بعد أن قضى على الكرسي البطريركي نحو سبع وعشرون سنة، وحزن عليه الجميع أقباط ومسلمون.
صلاته تكون معنا
آمين.
معلومات إضافية
كان علمانيا باسم أبو المجد بن أبو غالب بن سويرس، وكان من أسرة غنية ويعمل بالتجارة. وكانت له وكالة بمدينة مصر وكذلك امتلك مصنعا للسكر وطواحن واملاك. اما عن تقواه فيقول عنه ساويرس بن المقفع في كتابة تاريخ البطاركة "كان بتولا عالِما.. كاملا في جسده وقامته، بشوش الوجه حسن الخلق عليه الكلام، ما كان يفعل عن صلوات السواعى الليلية والنهارية محبا ومجتهدا في ضيافة الغرباء وافتقاد المرضى والمحبوسين" ولشدة محبة المسلمين له توسط في رسامته قاضيان منهم. وقيل انه كان متزوجا ولما ماتت زوجته لم يشأ أن يتخذ له زوجة غيرها وآثر العزلة، ومع أن القانون يحكم أن الذي ينتخب بطريركا يكون اعزبا منذ بداية حياته، إلا أن علم هذا الرجل وتقواه اكسباه الافضليه على جميع المرشحين، وجلس على الكرسي البطريركي في 4 امشير 905 / 189 م في عهد صلاح الدين الايوبى الذي لم يعارض في انتخابه.
وبعد ولايته وصله خبر وفاة مطران الحبشة فعين بدله كيلوس أسقف قوى، التي كان شعبها قد قتل بسبب الحروب الصليبية ورقّاة إلى درجة المطرانية، وسافر إلى الحبشة حيث قوبل بفرح عظيم ترأسه الملك نفسه، ولكنه عاش في بلاد الحبشة عيشة الترف فكان له عشرة قسوس بصفة تلاميذ.
وحدث مرة انه فُقِدَ من كنيسة اكسيوم (اسم الحبشة القديم) عاصمة المملكة آنية من الذهب عظيمة القيمة، فحصر المطران الشبهة في أمين خزائن الكنيسة – وهو أخ تلاميذه وأمر بضربه حتى مات! فثار عليه أهله وأرادوا أن يفتكوا به ولكنه لاذ بالفرار وأتى إلى مصر! فسأله البطريرك عن المسألة وعن سبب مجيئه، فأجابه أن أخ لملكه اغتصب الرئاسة منه لعدم موافقته له في بعض أمور تختص بالدين، فلم يقبل البطريرك منه هذا السبب، وأرسل البطريرك مندوباً من قبله إلى الحبشة ليستجلي الأمر والتحقيق فيه، بينما حجز هذا الأسقف لديه، وبعد سنة عاد المندوب وعرض على البطريرك نتيجة التحقيق، وأرسل ملك الحبشة مع هذا المندوب بعض كبار المملكة ونسيبه الخاص ليشهدوا أمامه ضد المطران، كما أرسل ملك الحبشة هدية ثمينة لملك مصر، وطلب مطرانا غيره.
إلا أن هذه المسألة نتج عنها مشكلة تقليدية وهى كيف يرسم مطرانا على كرس صاحبه موجود، فجمع مجمعا كبيرا من رؤساء الكهنة وكبار الاراخنة، واحضرا المطران وبعد تلاوة القضية في حضوره حكم عليه المجمع بتجريده من رتبته وكل درجاته الكهنوتية قبل الشروع في رسامة آخر، وقد تقاطر الناس مسلمين وأقباط لمشاهدة هذا المنظر غير المسبوق. وجرد هذا المطران من ملابسه الرسمية وعاد علمانيا ممقوتا من الجميع، ورسم مكانه احد رهبان دير الأنبا انطونيوس.
وحدت أن ترمل في ايان قس من البشمور متزوج مرة ثانية فطرده الشعب، ففر إلى الإسكندرية وجعل يخدم هناك، فلما وصل خبره إلى البطريرك وبخ الإكليروس الذين أووه وش قانونا يقضى بأنه لا يجوز لأية كنيسة أن تقبل كاهنا غير معروف بدون أن يكون معه تصريح رسمى من رئيسه.
توفي هذا البابا في 11 طوبة 932 / 1216 بعد أن قضى على الكرسي 27 سنه فنفاه الجميع أقباط ومسلمين.