الأسباب التى دعت الكنيسة إلى أستخدام المزامير فى الصلاة
لقد أختارت الكنيسة سفر المزامير لتستعمله فى كافة صلواتها , و على أمتداد اليوم كله
لأسباب كثيرة منها :
1- لقد جمع داود فى شخصه , أختبارات عجيبة , فهو راعى الغنم الفقير , وهو الملك العظيم وهو النبى الملهم , وهو القديس الذى حلق فى سماء الروحيات , وهو الانسان الذى سمح الرب بسقوطه فى خطيئتين شنيعتين أذلتاه , ولأجلهما ظل يبكى ويبل فراشة بدموعة .
فنحن فى المزامير نجد أختبارات كثيرة لابد أنها توافق نفسياتنا وأحتياجاتنا .
2- المزامير خرجت من قلب أنسان تطهر فعلا بالتوبة , وجاهد من أجل حياة الروح جهادا عظيما , يجدر بنا أن نتطلع إليه ونتعلم منه .
3- المزامير ولو أن قائلها داود وإلية تنتسب , لكنها هى أيضا كلام الله , قاله داود بالروح القدس , حتى أن السيد المسيح قال : " قال داود بالروح " ( مت 22 : 43 ) , وحينما نصلى بالمزامير فنحن نكلم الله بكلامه , فهل يوجد أعظم من هذا !
إنه أضمن للمحامى حينما يترافع عن متهم أن يترك عنه كلامه الخاص , ويكلم القاضى بنصوص القانون , لأن القاضى ملتزم به , أليس هذا هو ما نلمسه فى المزامير , التى تتضمن عدل الله وحبتة للبشر , ورحمته ووعوده الكثيرة الثمينة لبنى الأنسان .
4- المزامير تحتوى على عنصر التسبيح واضحا جدا فيها , والتسبيح هو لغه الملائكة والروحانيين , بينما صلواتنا الأرتجالية التى نصليها , غالبا ما تكون صلوات نفعية , فهى طلبات متراصة , وغالبا ما تكون خالية من هذا العنصر الهام , عنصر التسبيح والتمجيد لله .
5- والمزامير فوق هذا كله مادة عجيبة للتأمل , فهى تتيح للذين يصلونها بالروح وبتأن تأملات رائعة , حقا لا يمكن الا أن يكون مصدرها روح الله .
فهل بعد هذا تحتاج إلى برهان أو دليل , على قوة المزامير وجزيل نفعها , للذين يصلون بها .
أسمع قوا مارإسحق " ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء الروح "
وقول القديس نيلس السينائى " داوم على تلاوة المزامير لأن ذكرها يطرد الشياطين "
وقول العظيم فى البركة أثناسيوس الرسولى " التسبيح بالمزامير دواء لشفاء النفس "