تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك) به يكتب مواضيع فيها ارشد روحى للأعضاء وذلك بيكون من خبراتهم مع الاب الكاهن فى الاعترافات

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


الانقياد للتيار العام

سلام ونعمة:// قد يكون التيار العام كله خاطئاً ، يدعوك الشيطان أن تخضع لهذا التيار ، وتكون مثله ! وقد يهمس في أذنيك : الكل هكذا ... لماذا تشذ أنت

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية رافى - سمير
رافى - سمير
ramzy1913
رافى - سمير غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 68470
تاريخ التسجيل : Jul 2009
مكان الإقامة : القاهرة - الزاوية الحمراء
عدد المشاركات : 376
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : رافى - سمير is on a distinguished road
Heartcross الانقياد للتيار العام

كُتب : [ 10-20-2011 - 09:51 AM ]


سلام ونعمة://

قد يكون التيار العام كله خاطئاً ، يدعوك الشيطان أن تخضع لهذا التيار ، وتكون مثله ! وقد يهمس في أذنيك :
الكل هكذا ... لماذا تشذ أنت ، ويكون لك أسلوب خاص ؟!
والجواب أننا نتبع الحق أياً كان موقعه ، في جانب الأغلبية أو الأقلمية . فإن كانت أغلبية الناس في خطأ ، فإننا لا نتعبها . وهكذا فعل أبونا نوح : كانت كل الناس في عهده أشراراً ، وكان هو وحده البار مع أسرته .
ما أسهل أن تكون الغالبية كلها مخطئة ، أو الجيل كله .
الغالبية في وقت الصلب كانت مخطئة وصاحت أصلبه أصلبه ( لو23 : 21 ) . بل الجيل كله ، قال عنه السيد المسيح " جيل فاسق وشرير " ( متى12 : 39 ) . وغالبية الناس أيام آخاب الملك ، كانت تعبد الأصنام ، إلا سبعة آلاف ركبة فقط من بين مئات الآلاف ( 1مل19 : 18 ) . وفي أيام موسى النبي ، حكم الرب على الشعب كله بأنه متمرد وصلب الرقبة ، ولم يدخل منه إلى أرض الموعد إلا إثنان فقط هما يشوع بن نون ، وكالب بن يفنه ( عد14 : 20 - 30 ) .
وإن رجل الله الثابت في وصاياه ، هو الذي ينشد قائلاً :
سأطيع الله حتى لو أطعت الله وحدي
ولكن الشيطان يدفع دفعاً في التيار العام بطرق شتى :
أحياناً يجعل الناس يجارون الخطأ من باب المجاملة ، أو من باب الخجل ، أو من باب التقليد ، أو خوفاً من تهكم الناس ومن تعييرهم ، أو نتيجة لضغط الظروف الخارجية وإلحاح الآخرين . أو أن يقول لهم الشيطان " هذه المرة فقط ، ولن تتكرر " ! ثم تتكرر طبعاً .. أو أن شخصاً قد يجاري التيار خضوعاً لسلطة أقوي منه أو خضوعاً لرئاسة ... وقد يجاري التيار جهلاً . وقد يقول له الشيطان :
هل من المعقول أن يكون كل الناس مخطئين : وأنت الوحيد المصيب ؟!
هل من المعقول أن كل هؤلاء يعرفون أين يوجد الخير والحق ، وأنت الوحيد الذي تعرف ؟! إتضع يا أخي ... ( ويتضع ) الأخ ! وينجرف في التيار .
وقد يسير في التيار نتيجة لصداقة أو صحبه خاطئة إستطاعت أن تؤثر عليه وتجذبه إلى طريقها ، كما سار سليمان الحكيم في طريق نسائه ( 1مل11 : 4 ) .
وقد يخضع الإنسان للتيار نتيجة لضعف شخصيته ... والعجيب أن أهل العالم يكونون أقوياء جداً في دفاعهم عن طريقهم الخاطئ ، وفي سخريتهم من أولاد الله الذين لا يجارونهم . ويظلون ينعونهم بشتي النعوت ، حتى يضعف هؤلاء ويخضعون ... ! يا للأسف ...
إن أولاد الله يجب أن يكونوا أقوياء في مبادئهم ، ثابتين راسخين ، لا يتزعزعون أما تهكمات الأشرار . وليتذكروا قول الكتاب :
" لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة ، بل بالحرى وبخوها " ( أف5 : 11 ) .
فإن لم يستطيعوا أن يوبخوا أعمال الظلمة ، فعلي الأقل لا يشتركون فيها .. وليكن لهم أسلوبهم المميز في الحياة ، الذي قال عنه القديس يوحنا الحبيب " بهذا أولاد الله ظاهرون ، وأولاد إبليس ( ظاهرون) ( 1يو3 : 10 ) . وكما قيل " من ثمارهم تعرفونهم " ( متى7 : 16 ) . وقيل أيضاً " لغتك تظهرك " ( متى26 : 73 ) . وقد قال القديس بولس الرسول عن عدم الخضوع للتيار العام :
" لا تشاكلوا هذا الدهر " ( رو12 : 2 ) .
أي لا تصيروا شكله . لا تصيروا مثله . لأن شكلكم معروف ، فأنتم صورة الله ومثاله . وما أجمل قول الله في ذلك " نعمل الإنسان على صورتنا ، كشبهنا " ( تك1 : 26 ) . فكيف تتنزل عن صورتك الإلهية ، لتصير كصورة عالم ساقط منحرف .
إن دانيال والثلاثة فتية ، كانوا أقوي من التيار العام .
ليس فقط في انفرادهم عنه بعبادة إلههم ، حتى لو أدي الأمر أن يلقي دانيال في جب الأسود ، ويلقي الثلاثة فتية في أتون النار ... بل حتى منذ بدء تعيينهم في قصر الملك ، إذ رفضوا الطعام الملكي ، ولم يأكلوا مع سائر الفتيان . وما أجمل قول الكتاب " أما دانيال فجعل في قلبه أن لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه " ( دا : 8 ) . صمم دانيال والثلاثة فتية على هذا الأمر ، مع أنهم كانوا أسري حرب ، وتحت سلطان ، يخدمون وهم عبيد في قصر الملك . ولكن قلوبهم وأرواحهم كانت حرة طليقة ، لا تخضع للتيار العام ، بل لمشيئة الرب .
لذلك كن شجاعاً ، وصحاب مبدأ ، قاوم التيار العام إذا أخطأ .
لا تخضع للشيطان وكل نصائحه ، بل وكل مخاوفه . وارفض الخطأ مهما رأيت كباراً يسيرون فيه ! وإن وجدت الذين يسيرون في طريق الحق قليليين ، فلا يضعف قلبك . فهذه هي القلة المختارة . وقد قال الرب " ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة . وقليلون هم الذين يجدونه " ( متى7 : 14 ) . واعلم أنه :
لو وقعت الغالبية في الخطأ ، فهذا لا يجعل الخطأ صواباً .
الخطأ هو الخطأ . ووقوع الأغلبية فيه لا يبرره . والمعروف أن الصواب طريقه صعب ، وقد لا يستطيعه كل الناس ، بل القلة المتميزة بمبادئها . فإن وجدت الشيطان قد ألقي الكل في الخوف ، لا تخف أنت . وإن وجدت الغالبية تعلمت التملق والرياء ، فلا تكن أنت كذلك . وإن وجدت الكل قد استعملوا أساليب العالم في لهوه وترفيهاته ورفاهيته وأزيائه ، فلا تكن كذلك . وإن وجدت لغة الناس قد تغيرت ، وأصبحت ليست كذي قبل ، فلتكن أنت بنفس لغتك الأولي .
وإن ضعفت مقاومتك للتيار ، فقل مع المرتل في المزمور :
نجنا يارب من هذا الجيل ، وإلى الأبد آمين " ( مز12 : 7 ) .
والرب قادر أن ينجيك من التيار العالم ، فلا يجرفك .
حيلة أخري من حيل الشياطين لإسقاط أولاد الله ، وهي :

منذ الخطية الأولي ، والشيطان يقدم إغرءات ليسقط ضحاياه . وكان أول إغراء قدمه لأبوينا الأولين هو " تصيران مثل الله ، عارفين الخير والشر " (تك 3 : 5) . واستمر يقدم إغراءات للبشر " شهوة الجسد ، وشهوة العين ، وتعظم المعيشة " (1يو2 : 16) . وقدم هذه كلها لسليمان الملك (جا2 : 1 - 10) . وعلى الجبل قدم للسيد المسيح ثلاثة إغراءات : الخبز ، حمل الملائكة له على أجنحتها ، وكل ممالك الأرض ومجدها (متى 4) . ورفض السيد كل هذا ، وأخزى الشيطان وطرده . إن إغراءات الشيطان لا تستقط إلا قلباً يميل إليها ...
أو يمكن أن يميل إليها ... أما القلب القوى فإنه يرفض تلك الإغراءات ، أو قل إنها لا تغريه . إن الملكة إيزابل أرادت أن تؤثر على ياهو الملك وتغريه ، كما كان آخاب الملك تحت سيطرتها من قبل " فكحلت بالإثمد عينيها ، وزينت رأسها " (2مل 9 : 30) أما يا هو ، فلم يغره هذا الجمال الزايف ، بل احتقره وأمر بقتلها ...
والشيطان أحياناً ينتقى إغراءاته ، وأحياناً يجس النبض ...
يجس النبض لكى يرى هل محاربه يضيف أمام هذا الإغراء أم لا . فإن وجده لا يهتم ولا يتأثر ، يجرب إغراء آخر ، كما فعل مع السيد المسيح ، فوجده قوياً أمام كل إغراءاته . ومن خبرة الشيطان الطويلة ، أنه ينتقى لكل نوع من الناس ما يرى أنه يناسبه ...
وقد يغرى بالشئ الذى يرى الشخص محتاجاً إلية .
كما قدم للسيد المسيح تجربة الخبز ، حينما قيل عنه إنه " جاع أخيراً " (متى 4 : 2 ، 3) . وقدم تجربة العرافة لشاول الملك فى الوقت الذى رآه فيه محتاجاً إلى مشورة ولم يجد (1صم 28 : 4 - 7) . وقدم تجربة العجل الذهبى لبنى إسرائيل فى وقت رآه مناسباً ، وقد غاب عنهم موسى النبى ، وغاب معه الإشاد الروحى وهيبة النبوة ( خر 32 : 1 - 4) .
والشيطان يقدم الإغراء قوياً مؤثراً ، ليمنع التوبة والعمل الروحى .
فإن وجد إنساناً قد عزم على التوبة بكل عزم وقوة ، يقدم له خطية كان يشتهيها منذ زمن ، ويبحث عنها فلا يجدها . فيضعها أمامه فجأة تسعى بنفسها إليه من حيث لا يدرى ، فيغريه بها ليسقط ... وإن كان إنسان قد أبطل قراءة كتب معينة معثرة ، لا مانع فى هذا اليوم من أن يرسل إليه صديقاً ، يهديه كتاباً كان هذا (الضحية ) . يشتهى شراءه شهوراً طويلة ولا يجده فى السوق . فيجد نفسه أضعف من الإغراء ، فيقرأ ويسقط . وإن تاب شاب عن الخطية الزنا ، يجد خطية سعت إليه سعياً .
بحيث يظن المسكين أنها فرصة لا تعوض . ويقول له الشيطان : لا تترك هذه الفرصة ، ويمكن أن تتوب بعدها ... !
وهكذا إن وجد الشيطان إنساناً يبعد عن الخطية ، يأتى إليه بأكبر إغراءات للخطية بالنسبة إليه . لأنه يعرف تماماً أين يوجد الجرح الذى يدوس عليه فيؤلمه ... فإن تبت ووجدت خطية تسعى إليك فى إغراء عجيب ...
لا تقل هذه فرصة . بل قل : هذا بلا شك فعل الشيطان .
ليس هذا شيئاً طبيعياً ، ولا هو أتى عن طريق الصدفة . بل هى خطة مدبرة محكمة من عمل الشيطان . ومبارك هو الرب الذى كشفها لى لأهرب منها ... وكما قال الراهب القديس عبد المسيح الأثيوبى المتوحد ببرية شيهيت " فخ يا أباتى فخ " ... نقطة أخرى بارزة فى حرب الشيطان هى ...

حينما يكون الأنسان متيقظاً ومتنبهاً لخلاص نفسه ، صاحياً عقلاً وروحاً ، فإنه من الصعب أن يسقط ... ولذلك قال أحد القديسين . إن الخطية يسبقها إما الشهوة ، أو الغفلة ، أو النسيان . فحالة الغفلة والنسيان ، هى تخدير من الشيطان للإنسان ...
فينساق إلى الخطية ، كأنه ليس فى وعيه !
ولذلك حسناً قيل فى توبة الإبن الضال إنه " رجع إلى نفسه " (لو15 : 17) .
وكلمة ( رجع ) تعني أنه لم يكن في وعيه ، أو على الأقل لم يكن في كامل وعية ، طوال فترة الخطية . ولهذا لما رجع إلى نفسه بدأ يفكر بأسلوب آخر ، يختلف عن أسلوبه في الخطية .
الشيطان يخدر الإنسان بحيث ينسي كل شئ ، ما عدا الخطية .
تكون كل حواسه وأفكاره ومشاعره ومركزة في الخطية وحدها . أما كل ما عداها فلا يحس به الإنسان إطلاقاً ، وكأنه قد نسيه تماماً تماماً ...
ينسي أنه صورة الله . ينسى الوصية . ينسي نتائجها . ينسي وضعه الروحي . ينسي تدرايبه الروحية . ينسي عبادته واحتراسه . ينسي وعوده لله وتعهداته ونذوره ينسي إحتراسه . بل قد ينسي أنه صائم ، أو أن هذه أيام مقدسة . وينسي عقوبات الله وإنذاراته ... يكون كأنه مخدر تماماً . والشيطان قد خدره بالخطية ، بحيث أصبح لا يعي شيئاً غيرها ...
ولا يفيق إلا بعد السقوط ، حينما يكون كل شئ قد انتهي .
هكذا كان داود النبي مخدراً ، حينما أخطأ ، وجرته الخطية إلى خطية . ولم يفق من هذا التخدير إلا على صوت ناثان يقول له " أنت هو الرجل " ( 2صم12 : 7 ) . حينئذ فقط أفاق ، وأحس كم كانت أعماق خطيئته !
لعل قايين كان أيضاً مخدراً حينما قام أخية وقتله . ولم يفق إلا على قول الرب له " أين هابيل أخوك ؟ " ( تك4 : 9 ) . حينئذ فقط أفاق ، وشعر ببشاعة ما قد فعل ونتائجه وقال " ذنبي أعظم من أن يحتمل " ( تك4 : 13 ) .
قد يفيق الإنسان بعد الخطية مباشرة ، وربما بعد مدة طويلة .
الإبن الضال لم يفق من تخديره ، إلا بعد أن أنفق كل ماله واعتاز ، وشعر بسوء حالته ( لو15 : 16 ، 17 ) . الغني الذي عاصر لعازر المسكين لم يفق إلا في الجحيم ولكن هناك من يفيق بعد الخطية مباشرة ، مثل القديس بطرس الذي بعد إنكاره بكي بكاء مراً ( متى26 : 75 ) . ويهوذا لم يفق إلا بعد فوات الفرصة .
هناك من يفيق من تخديره فيتوب . وهناك من يفيق فييأس .
الإبن الضال ، وداود النبي ، وبطرس الرسول ، لما أفاقوا تابوا .
أما يهوذا فلما أفاق ، أسلمه الشيطان إلى اليأس " فمضي وخنق نفسه " ( متى27 : 3 - 5 ) . ومات في خطيئته فهلك ...
لذلك هناك نصيحتان أقدمها لك ، إذا خدرك الشيطان :
الأولي ، أن تفيق بسرعة . كما قال المرتل " أنا أستيقظ مبكراً " ( مز57 : 8 ) . واحذر من أن تستمر مخدراً بالخطية إلى أن تصبح عادة ، أو يصير من الصعب عليك أن تفيق ، أو أن تصحو من تخديرك بعد أن تكون قد وصلت إلى نتائج سيئة جداً ...
النصيحة الثانية : هي أنك حينما تفيق ، إنما تفيق إلى توبة حقيقية وسريعة ، وليس إلى يأس أو صغر نفس ... واستغل الندم والإنسحاق لنفعك الروحي .
نقطة أخري أقولها لك في حروب الشياطين وهي :

السيد المسيح أراد أن يكون الدين روحاً وحياة .
ولذلك قال " الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة " ( يو6 : 63 ) . نفهم روح الكلمة . ونحولها إلى حياة فينا . وهكذا يصير الدين طريقاً لتنقية القلب ، ومرشداً إلى الإلتصاق بالله ، ولكي تكون للإنسان حياة أبدية . ولعل هذا ما أراده الرب بقوله " أتيت لتكون لهم حياة ، وليكون لهم أفضل " ( يو10 : 10 ) .
ولكن الشيطان يريد أن يحول الدين إلى جدل ومناقشات ...
يريد أن العقل يحل محل الروح ، والجدل يحل محل الممارسة . وتصبح الحياة الدينية هي مجرد عقلانية . وكأن المسيحية هي فلسفة تدرس وتحلل ، وتصبح مجرد منهج للتعليم ، وليس حياة نحياها . والعقل لا يضر الشيطان في شئ إن بقي مجرد عقل لا تحركه الروح . وهذا ما يريده الشيطان ...
بودي أن أترجم لكم كتاب ( ضد الأكاديميين ) للقديس أوغسطينوس .
إسم كتابةContra Acadimos ليتني أستطيع أن أترجم لكم بعض فقرات منه كمثال . والمعروف عن القديس أوغسطينوس أن له منهجاً روحياً عميقاً .
والمنهج العقلي الذي يريده الشيطان ، حاربه القديس بولس الرسول .

وهذا واضح جداً في الأصحاحين الأولين من رسالته الأولي إلى أهل كورنثوس ، فهو يقول " أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة " ، " وكلامي وكرازتى لم يكونا بكلام الحكمة ( الإنسانية ) المقنع ، بل ببرهان الروح والقوة " ( 1كو2 : 1 ، 4 ) ، " لا بحكمة كلام ، لئلا يتعطل صليب المسيح " ( 1كو1 : 17 ) . فالتركيز على الصليب المسيح عمل روحي ، يعطله الانشغال بالفكر والجدل .
إن الهرطقات كانت لعبة شيطانية عقلية لتعطيل العمل الروحي .
العمق الروحي الذي عاشته الكنيسة في عصر الإستشهاد ، طوال القرون الثلاثة الأولي ، وفي أوائل القرن الراب ، والعمق الروحي الي كان قد بدأ بالرهبنة منذ أواخر القرن الثالث ، وازدهر في القرنين الرابع والخامس ، بكل ذلك ما فيه من حب لله ، وبكل ما فيه من الإرشاد الروحي من أقوال الآباء .. كل ذلك أثار حسد الشيطان ، فأراد أن يشغل العالم بالجدل والنقاش على مدي قرنين طويلين ... وهكذا ظهرت هرطقات أريوس ، وأبوليناريوس ، وسابيليوس ، ومقدونيوس ، ونسطور ، وأطاخي ، وغيرهم .. كل ذلك في فترة مركزة جداً دوخت العالم فكرياً . وأصبح النقاش حول لاهوت الإبن وطبيعته يدور في الشوارع حتى بين العامة . وألهم الشيطان مفاهيم للهراطقة وتفاسير لآيات الكتاب . وانشغل آباء الكنيسة فترة طويلة بالرد على البدع والهرطقات
والشيطان يتمني أن يشغلنا طول العمر بالحوار الفكري والردود ...
ومازالت هذه هي خطته ، يرسل لنا في كل جيل من يحاول أن يحول الدين إلى نقاش وجدل وفكر وحوار وآراء وردود ... مريداً بهذا أن نعطل العمل الروحي من جهة ، ويثير الإنقسام والخصومات من جهة أخري ، ولو باسم الدين ، وباسم الدفاع عن العقيدة ، وتصبح الكنيسة مذاهب وشيعاً ، ويفرح الشيطان بهذا . من يسقطون في الهرطقات مكسب له ، وم يتعبون من الشكوك مكسب آخر . ومن ينشغلون عن العمل الروحي بهذه السلبيات وإضاعة جهودهم في الردود ، كل ذلك مكسب أيضاً .
ونشكر الله أن الآباء الذين ردوا على الهرطقات كانوا روحيين .
تقرأ مثلاً كتاب ( تجسد الكلمة ) للقديس أثناسيوس فتجده كتاب روح كما هو كتاب لاهوت وعقيدة ... ولكن كثيرين انشغلوا بالفكر .. ونحن نشكر الله أيضاً أن حركة الهرطقات والرد عليها في القرنين الرابع والخامس ، سارت معها جنباً إلى جنب حركة الرهبنة وإرشادها الروحي . فأقامت توازناً مع الدومات الفكرية .
كان الرد على الهراطقة لازماً جداً لحفظ الإيمان . ولكن كان الإنشغال بذلك تعطيلاً للكنيسة . ولكن الله حوله إلى ير بتعميق الإيمان في القلوب وبإزالة الشكوك .
وحتى في الروحيات البحتة ، يحاول الشيطان تحويلها إلى فلسفة .
يمكن أن يجعل حتي الصلاة مثلاً منهجاً له قواعده العقلية . وكذلك يمكن أن يفعل ذلك بالرهبنة ويحولها إلى مدارس تتصارع فكرياً بين الوحدة والعمل ، والتأمل والخدمة . ويتحول الأمر إلى نقاش وإلى صراع ، يسر به الشيطان ويفرح !
حتى صلاة " أبانا الذي " يحولها إلى صراع حول الترجمات .
وإذا بالناس وهم يصلون يقول أحدهم " خبزنا كفافنا " ويصيح آخر بصوت عال " الذي للغد " . وتتصارع الترجمات وتتبلبل الأفكار ، وبدلاً من التأمل في الصلاة يدور الجدل والنقاش أية الترجمات أصح !!
ونفس الوضع قد يدور في القداس الإلهي أيضاً : يريد الشيطان أن يقضي على التأمل والروحيات ، فيثير حرباً من الترجمات .
وفي داخل الكنيسة ما أسهل أن يثير أفكاراً جديدة ...
يجعل البعض يشغف بالجديد ، فيقدم تفسيراً جديداً ، أو معتقداً مغايراً للمفاهيم العامة . ويقول صاحبه وناشره إن كل من سبقوه قد أخطأوا . وبدلاً من استخدام الفكر الديني للحب ولنقاوة القلب ، يحوله الشيطان إلى صراع وإلى حرب بين المتدينين بسبب الفكر والفهم الخاص ، وادعاء كل فريق أنه يدافع ع العقيدة ! وأنه الوحيد الصادق في إيمانه ...
أو على الأقل يعطل الروحيين عن عملهم بالإنشغال بالسلبيات والرد عليها . وإن لم يفعلوا ذلك ، يملأ الجو شكوكاً وبلبلة .
حرب أخري من حروب الشيطان وهي :

إنه لا يحارب باستمرار ، إن وجد للحرب الدائمة أضراراً ...
فهو قد يبطل الحرب فترة ، ليس إشفاقاً منه على من يحاربه ، وإنما لكي يجره إلى التهاون وعدم ثقة في القدرة على حياة البر ، ويقنعه بأنه مهما تاب ، لابد سيعود إلى الخطية مرة أخري
أو قد يبعد الخطية عنه فترة ، ليشتاق إليها .
ربما كثرة ممارسة الخطية تولد الملل منها وكراهيتها . فتكون خطة الشيطان أن يبعدها فترة . ثم بعيدها بعد حين بأسلوب أكثر تشويقاً ، أو أكثر حدة ، أو بأسلوب غير متوقع لكي يسهل السقوط فيها .
وهكذا يستخدم أسلوب المنح والمنع في المحاربة بالخطية .
إنه بهذا يلعب بمشاعر النفس البشرية .. ويجعلها باستمرار في حالة عدم استقرار ، ما بين علو وهبوط . وأولاد الله يدفعهم ذلك إلى مزيد من الحرص والتدقيق ، وإلى مزيد من الإتضاع . ولكن الشيطان يريد أن يجعلهم في جو من الخوف وعدم الثقة ، والشعور بأن البر فوق مستواهم .
ثم يتدرج من الهجوم الفكري إلى هجوم عام يقول فيه : إن المسيحية ديانة سمو وكمال . ولكنه سمو عير عملي ، ليس في مستوي قدرة الإنسان أن يناله . ويخفي في كل ذلك الأمثلة التي قدمتها لنا سير الأبرار في كل زمان ...
حرب أخري من حروب الشيطان هي :
الانقياد للتيار العام wol_error.gifClick this bar to view the full image.الانقياد للتيار العام 59284550.jpg



رد مع إقتباس
Sponsored Links

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الانقياد, العام, للتيار

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صلاة في بدء العام الجديد - Happy New Year sallymessiha الصلوات وطلبات الصلاة 2 01-15-2013 03:12 PM
( كلمة منفعة ) صلاة في بدء العام الجديد اشرف وليم كتب وأشعار قداسة البابا شنودة الثالث 0 09-05-2011 08:36 PM
بالصور.. الأقباط يتظاهرون أمام النائب العام Rss مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss 0 02-25-2010 01:50 PM
ليفر بول (تاريخة +اهدافة) milano kaka قسم الرياضة 8 07-24-2009 03:51 PM
صلاة فى بدء العام الجديد alkmos المنتدى العام 2 01-26-2008 12:26 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 12:46 PM.