حين أجلس مع نفسي .... وأرى ضعفي وعجزي أفحص ضميري
فأرتاع ... أراجع نفسي فأخزى أبحث عن أمانتي فتأخذني الحسرة أراجع كلمتك
" فإن قال العبد الشرير إن سيدي يبطئ في قدومه ..."
تأخذني الرعدة وتبكى الندامة قلبي
أنا العبد الردئ الذي أخذت وزنك ولم أكن أمينا فيها لم أتاجر بها
تجارة الروحانيين بل أخفيتها لأجل كسلي
ومشورة قلبي .... وهنا
يهجم الشرير علىّ شامتا ومشككا بل وبمكاييل الإتهامات
مكيلا بلا رحمة أو شفقه
أن يرعب قلبي من مناجاتك
أن أهرب من نور نعمتك وسلطانك
أن أهرب منك كما هرب آدم من ملاقاتك أو
أن أهرب منك وأسير في طريق قايين مرددا
أحارس أنا لأخي
أن أستسلم للفشل وأغوص في بحار الكسل
هنا ما أحوجني إلى تعزياتك
وما أحوج قلبي إلى أحضانك
إحتضني يا أبى كما تحتضن الأم رضيعها
قبلني يا حبيب قلبي بقبلاتك الشافية حتى تنتفض نفسي من نومها
ويتعافى قلبي من أوجاعه بعد أن يسمع نداء محبتك
إذا رجعت ومتى رجعت ... ثبت أخوتك
آه .... ما أجمل تعزياتك
آه ..... ما أعذب أصواتك
آه ..... ما أبهج نداءاتك
هنا بقوتك أعود وبتعزياتك أكون
هنا بنعمتك يبتهج قلبي وبمسرتك تتشدد نفسي
لأنه عند كثرة همومي في داخلي
تعزياتك .... تعزياتك تلذذ نفسي
حين أجلس مع نفسي ... وتصمت الأصوات حولي
وأهرب من المشاغل التي تتيه قلبي
وأجلس تحت قدميك يا إلهي قارعا صدري
تنساب دموع قلبي إذ
أرى الوزان وقد نضج وتشعب بعيدا عن عيني لكسلي
أراه وقد أكل بهدوء الحنطة منى وأنا في عالم التيه سرحان
ووسط الصراع الباطل غرقان آه ... آه حين
أجد الوزان قد أمسك بقلبي وأشواكه انتشبت في رأسي
وبذوره تلتقطها الطيور الجارحة الحلقة حول رأسي
تأخذني الرعدة يا إلهي وينتابني الحسرة
وهنا يقترب منى الردئ الممت متهكما علىّ
أين إلهك ... الذي تظن فيه الحماية
أين إلهك ... الذي تؤمن أن فيه العناية
أين خلاصك وأين أعمالك بل وأين ثمارك
هنا لا أستطيع أن أرفع إليك عيني يا إلهي خزيا
ولا أستطيع أن أرفع يدي إليك يا إلهي عجزا
ولا أستطيع أن أفتح فمي تجاهك انهزاما
هنا .. أحتاج إلى تعزياتك
أشتاق إلى نبع غفرانك
هنا .. أتطلع إليك صامتا منسحقا بخزي عظيم
بدموعي أكلمك وبآهاتي أناديك : كم أنا في حاجة إليك ...
عطشان إلى تعزياتك
من كتابات الراهب القمص فليمون الأنبا بيشوى
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
العرض الشجري
