تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



القصص النصية هنا هتلاقى قصص جميلة نصية وممكن تكون مواضيع حلوة ونتعلم منها الكثير والكثير


مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

بياناتي
 رقم المشاركة : ( 11 )
dr_poula
ارثوذكسي متقدم
رقم العضوية : 15081
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 249
عدد النقاط : 10

dr_poula غير متواجد حالياً

افتراضي

كُتب : [ 05-26-2008 - 10:46 AM ]


[SIZE="5"][COLOR="#0000ff"] 0
شاب صغير توفي يوم 1_7_2005

أسمة برنابا ... والدة كان أب كاهن أسمة أبونا روفائيل كان فى
الثانوية العامة ,,,, الولد دة عرف يوم نياحتة قبلها بسنة خلال السنة
كان بيعمل حاجات عجيبة جدا
أولا :
هو من وقت مادخل الثانوية وهو بيتألق من سنة اولى لسنة ثالثة ,, فى
يناير فى أول السنة لما جابو النتيجة علشان يعلقوها فى البيت قال
لوالدتة بلاش تعلقوها دلوقتى خالوها لحد يوم
30/6,,,,فقالت لأبونا فهمت انة علشان أمتحانات الثانوية العامة
فى يوم عيد ميلادة فى مارس والده قاله عاوزين نعمل لك حفلة,,, قالة
لأ يابابا بعد لما أخلص الامتحانات الأنبا متاؤس هايجي ويعمل لى حفلة
كبيرة قوى فى الآسكندرية ودة فعلا حصل
عمليا وأن الأنبا متاؤس هو الى صلى علية و 130 أب كاهن وكل
الآسكندرية أتقلبت ..... لم يقل بعد ماأنجح لأ قال بعد ماأخلص
الأمتحانات هايجي الأنبا متاؤس يعمل حفلة كبيرة قوى لي
أبونا قاله تحب أجيب لك هدية فى عيد ميلادك قالة لأ يابابا أنا هديتى
تعمل لى قنديل فى أوضتى وتكثر البخور وفعلا عمل لة قنديل فى أوضتة
حضرة أخوة ووالدتة
أخر يوم فى الآمتحانات يوم 28/6/2006,,, ,
خلصوا الآمتحانات فنزل مع زملائة يتفسحوا فراحوا كارفور أشتروا حاجات
وفى أخر الجولة أصحابة قالوا لة تعالى ندخل السينما,,,,فرفض ,,,
أصحابة قالوا لة أنت بتغلس علينا قالوا لة
خلاص هانعمل خروجات طول الصيف ومش هانخدك معانا ,,, قال لهم أنا مش
هاجى معاكم وروح البيت بس ضميرة تعب أنة زعل زملائة فسأل أبونا أذا
كان اللى عملة دة غلط قال لة لا أبدا أنت عملت
حاجة كويسة أن مادخلتش معاهم السينما ,,, قالة بس هما زعلوا فأبونا
قال لة خلاص صالحهم بالتليفون ,,,, اتصل بكل واحد وصالحهم ,,, فقال
لة لأ أنا هاروح أصالحهم بنفسى فات عليهم كل واحد
فى بيتة يعتذر لهم كأنة بيودعهم لأنة تانى يوم تنيح وبعدين دخل
الكنيسة يصلى مع زملائة وقالوا امبارح كان بيقول معنا صلاة الغروب
وهو الى كان علية القطعة بتاعة ,,,, عند خروج
نفسى من جسدى أحضرى ,,, بيقولوا قالها بطريقة عجيبة خلتنا كلنا
أهتزينا معرفناش لية بيقولها كدة ,,,,,,,
روح البيت والدة بيقول للأنبا رافائيل ,,, أنا لاقيت وشة منور بطريقة
غير عادية فوالدة بيقول لة يااود أنت أحلويت كدة لية؟؟؟,,, قال%u

وده رابطلتحميل القصه بصوت ابونا روفائيل ابو الشاب برنابا
http://www.4shared.com/file/46941557...ad5/_____.html


رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 12 )
dr_poula
ارثوذكسي متقدم
رقم العضوية : 15081
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 249
عدد النقاط : 10

dr_poula غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قديســـــين أطــــــــفال

كُتب : [ 05-26-2008 - 11:00 AM ]


الطفل الشهيدالعظيم يوحنا ذو السان الفصيح
++++++++++

من ابناء اخميم سنة ثلاث سنوات كان واقف فى ساحة الاستشهاد فاراد الرب

ان يكشف لة عن مصير الشهداء ففتح عينية ليرى ان من يشهد للسيد المسيح ونقطع
رقبته تنزل الملائكة وتضع اكاليل ظل يصرخ انا مسيحى انا مسيحى .
فى اول الامر لم يلتفت الية الوالى لصغر سنة . واخيرا طلبة الوالى وقطع لسانة حتى
يسكت عن كلمة انا مسيحى " ولكن الرب هو الذى يحفظ الاطفال فارسل اليه الملاك
روفائيل (مفرح القلوب ) واعطاه لسانا أخر هذا هو اللسان الفصيح وبة تكلم الطفل
فصيح اللسان بعجائب المسيح والابداية السعيدة التى تنتظر الشهداء حتى صرخ الجميع
نحن نومن باله يوحنا نومن بالسيد المسيح

اغتاظ الوالى واخذ الطفل يوحنا ليعذبة بالحرق وبالهنبازين
ووضعة فى اناء بة زيت مغلى وقطع أظافره
وكان فى هذا يصرخ الطفل يوحنا انا مسيحــــــــى انا مسيحـــــى وينزل
الملاك روفائيل ويشفية

واخيرا أمر الوالى بتقطيع أعضاءة ثم قطع راسة بحد السيف ونال اكليل الشهادة
وربح الحياة الابدية ومازال كف يده موجود بكنيسة الشهيد مارجرجس
والقديس يوليوس الاقفهصى بكفر ششتا غربية سليم تماما وينضح دم سائل ومن كفه
بالرغم من مرور اكثر من الف وسبعماءة عام على استشهادة وملئت معجزاتة كثيرة
الاحتفال بعيد استشهاده اليوم الاول من شهر توت
بركة صلوات الشهيد العظيم يوحنا تكون معنا ولالهنا المجد الدائم الى الابد امين


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 13 )
dr_poula
ارثوذكسي متقدم
رقم العضوية : 15081
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 249
عدد النقاط : 10

dr_poula غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قديســـــين أطــــــــفال

كُتب : [ 05-26-2008 - 11:03 AM ]


القديس شورة الصبى
+++


كان هذا الصبي من قرية تدعى طناي ، ومقيما ببلدة شنشيف تبع مدينة أخميم ، وكان راعيا للغنم ، ولما وصل أريانوس الوالي إلى أخميم ، أرسل جنوده إلى كل مجاوراتها ليحضروا إليه المسيحيين لتنفيذ مراسيم ديوكلتيانوس وتوجه خمسة منهم إلى شنشيف ، فالتقوا بالفتى شورة وهو يرعى غنمه ، فسألوه " من أنت " أجابهم " أنا مسيحي" ... فأسرعوا خلفه ليقبضوا عليه ، ولكنه تمكن من الهرب فاغتصبوا خروفين من الغنم وحملوهما على خيولهم ... أما هو فرجع إليهم بعصاه واسترد الخروفين ولما عادوا إلى أخميم أخبروا الوالي بهذه القصة فأرسل الوالي وأحضر حاكم شنشيف ، وهدده بالموت إن لم يحضر هذا الراعي .

خرج الحاكم وجمع رؤساء البلدة وعرفهم بما جرى ... فخافوا لئلا يخرب أريانوس بلدتهم ... فأمسكوا شورة وأوثقوه وأتوا به إلى أخميم فطرحه الوالي في السجن حتى الصباح ، وفي السجن وجد جماعة من المسيحيين مقبوضاً عليهم فشجعوه .

وفي الغد قدم الصبي ليمثل أمام الوالي ، فسأله "ما اسمك" – أجابه "أنا راعي مسيحي ، من أهل طناي ، وساكن بشنشيف ، واسمي شورة" .. وبعد حوار لم يطل ، طلب إليه الوالي أن يرفع بخورا للألهة ، أما هو فكان رده "سوف لا أسمع لك ، ومهما أردت اصنع بي عاجلا"

وازاء هذه الجسارة أمر الوالي بتعذيبه : فرفعوه على الهنبازين وعصروه ، وأوقدوا نارا تحت قديمه ، وسلطوا مشاعل نحو جنبيه ، ووجهوا ناراً إلى رأسه ، وكان الوالي يظن أنه مات ، فلما علم أنه حي أمر أن يصب خل وملح على جراحاته ... أما هو فكان يحتمل بشكر وشجاعة ، ثم أعادوه إلى السجن وقف يصلي في السجن فظهر له ملاك الرب وعزاه وشجعه وأنبأه أنه سيتوج في اليوم التالي بإكليل المجد .

وفي اليوم التالي أحضر الوالي ساحرا ، وطلب إليه أن يفسد سحر شورة المسيحي ، فأجاب الساحر بجسارة " أنا أحل سحره وأفضحه" ... ثم عد كأس سم ، وناولها للصبي ليشربها ، فسقط الكأس من يده وانسكب ما فيه على الأرض ، فخرجت من الكأس أفاعي وسعت نحو الصبي ، أما هو فوطأها بقدميه ... تعجب الساحر وقال للوالي " ليس لي مع هذا الإنسان شأن ، لأنه قوي بإلهه" .

ولما رأى الوالي ثبات الصبي شورة ، أمر أن يذبح كشاه ويعلق على سور قريته لتنهش لحمه طيور السماء ... فنفذ فيه الجند هذا الحكم ، ونال إكليل المجد في العاشر من شهر كيهك .
بركة صلوات القديس العظيم شورة تكون معنا جميعا امين


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 14 )
dr_poula
ارثوذكسي متقدم
رقم العضوية : 15081
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 249
عدد النقاط : 10

dr_poula غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قديســـــين أطــــــــفال

كُتب : [ 05-26-2008 - 11:04 AM ]


القديس العظيم شنوسى
كان عمره 12 سنة ، طاهرا نقيا ، من بلدة بلكيم من أعمال أبو صير ظهر له ملاك الرب وحفزه على المضي للأستشهاد ، بينما كان في الحقل يرعى الغنم ، وشجعه بأنه سيكون معه ، ودع أمه دون أن يخبرها ، صلى وسار في طريقه إلى مدينه طوه، فوجد الوالي قد غادرها إلى سرسنا ، ومنها إلى داكو أمسى عليه الليل فطلب مكانا يبيت فيه ، فأرشده إلى امرأة مسيحية اسمها مريم ، كانت مقيدة بالحديد ، سألها أن تفتح له فقالت له ادخل يا ابني لتنزع هذا الحديد من يدي ....

حضر الضابط ثاني يوم ، وبعد مناقشة ساقه للقائد وأعترف أمامه ، فسلمه للجند ليمضوا به إلى سرسنا إلى مجلس الولاية .. أمر الوالي أن يعلقوه على المعصار ويعصروه . علق شنوسي على المعصار فانكسر إلى اثنين قال له الوالي "علمت أنك ساحر" ، فأمر أن يعذب بوضعه على سرير حديد ويوقد تحته ، ثم أركبه هو ومريم مركبا متجهة إلى قبلي مع الوالي ، وشفي في الطريق صبيا من الخرس والصم .

سمع الوالي بذلك فأمر بأن يعصر بالمعصار ، ولكن الرب أقامه سليما . سلطوا مشاعل على جنبيه وبطنه لمدة ثلاث ساعات ... وفيما هم يعذبونه تطلع في الجمع فنظر امرأة تدعى سارة ، وطفلها ثاوفيلس على كتفها ، فصرخ الشهيد شنوسي وقال "يا ثاوفيلس احضر لكي تأخذ الإكليل وتفرح مع المسيح في ملكوته غير الفاني" ، فأجاب الطفل وقال للقديس "أمض بنا يا معلمي القديس شنوسي إلى المكان الذي تريده، لأن يسوع إلهي وملكي ، ملكه في السماء وعلى الأرض" ... ولما شاهدت سارة طفلها يتكلم ، صرخت وقالت "ليس إله إلا يسوع المسيح الناصري ، إله القديس شنوسي" ، ثم أنها ملأت يدها ترابا وطرحته في وجه الوالي ولعنته ، فأمر أن تؤخذ رأسها هي وطفلها ، فأخرجوهما خارج المدينة وأعدموهما . وكان ذلك في الرابع من بشنس . بركة صلواتهم تكون معنا امين

أما شنوسي فقيدوه بسلاسل والقوه في المركب ووضعوا حجرا في عنقه وظل هكذا ، لمدة ستة عشر يوما ، وبعدها أبحروا إلى انصنا وطرح في السجن هناك ... وقام يصلي فأضاء السجن كله بنور عجيب . وظهر له الرب يسوع له المجد . وشجعه وقواه ... مثـُل أمام أريانوس وأعترف أمامه بثبات ، ورفض أن يبخر للألهة . أمر أريانوس أن يثقب كعباه ، ويربط بهما حبال ويسحل في الشوارع .. وأخيرا ، بعد ألوان من التعذيب قطعوا رأسه بحد السيف ، وكان ذلك في الرابع من بؤونة .
بركة صلوات القديس شنوسى تكون معنا امين


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 15 )
dr_poula
ارثوذكسي متقدم
رقم العضوية : 15081
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 249
عدد النقاط : 10

dr_poula غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قديســـــين أطــــــــفال

كُتب : [ 05-26-2008 - 11:07 AM ]


الشهيدات
دوناتيلا وماكسيما وسيكوندا
بجوار مدينة ثيوبربو أثناء الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس ومكسيميانوس، حلّ أنيولينوس والي أفريقيا بمدينة ثيوبربو (بشمال أفريقيا) وأرسل ضابطين لدعوة جميع المسيحيين إلى ضيعة بجوار مدينة ثيوبربو ليقدموا القرابين للآلهة. تجمع أمامه جمهور كبير، وللأسف بدأوا ينهارون وينكرون إيمانهم. وكان بينهم امرأة تعسة أضافت إلى خطية جحودها خطية الخيانة، وذلك حين تقدمت قائلة "لقد جئنا لنعبد الآلهة عدا فتاتين هما ماكسيما ودوناتيلا". أمام الوالي قُدمت الفتاتان أمام الوالي، ودار حوار معهما. كانت ماكسيما فتاة في الرابعة عشر من عمرها وحين قال لها الوالي في أثناء المحاكمة أنها إن ما لم تُضحِ للآلهة سيكون اليوم خاتمة حياتها. أجابته الفتاة: "ألا فلتُضحِ لها أنت لأنك شبيه بها". وجاء دور دوناتيلا فلم تكن إجابتها أقل قوة من إجابات أختها. أمر الوالي أن تساقا إلى المدينة على أن يُمنع عنهما الطعام والشراب، وفي طريقهما إلى ثيوبربو انضمت إليهما صديقة تدعى سيكوندا في الثانية عشر من عمرها، كانت قد نذرت أن تظل عذراء طوال حياتها. سيكوندا تصحبهما كانت سيكوندا تطل من شرفة قصر أبويها الثريين حين شاهدت ماكسيما ودوناتيلا، فقفزت إليهما وتوسلت إليهما أن تصحبهما، فحاولتا أن تثنياها عن عزمها لأنها وحيدة أبويها لكنها أبت قائلة أنها لا تخشى قصاص الأرض وأنها تشتاق إلى عريسها الروحي الذي يُقوي أضعف الناس ويعزيهم. تعذيبهن بعد أكثر من محاكمة أمر الوالي بأن تُجلد الفتيات، ثم أمر بأن ترقدن على ظهورهن الممزقة فوق قطع الزجاج والخزف. وتوالت أنواع التعذيب، منها وضع الفحم المشتعل على شعورهن ورؤوسهن.أخيرًا أقرّ الوالي بأنهن أرهقْنَه دون جدوى، فأمر بأن يُطلق عليهن دب جائع، وكان كل ما فعله الدب أنه ظل يلعق قدمي ماكسيما. حينئذ أمر الوالي بقطع رؤوسهن وكان ذلك في الثلاثين من شهر يوليو سنة 304م.
بركة صلواتهم العظيمة تكون معنا جميعا امين


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 16 )
dr_poula
ارثوذكسي متقدم
رقم العضوية : 15081
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 249
عدد النقاط : 10

dr_poula غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قديســـــين أطــــــــفال

كُتب : [ 05-26-2008 - 11:22 AM ]


بيفام خال مار يوحنا الهرقلي





كان الصبي بيفام له من العمر عشر سنوات ، عندما استشهد
مار يوحنا الهرقلي ، وقد حضر واقعة استشهاده ، وأخذ الصبي يبكي لأنه صار وحيدا ، فخرج صوت من جسد مار يوحنا يقول "يا حبيبي بيفام ، ان كنت تريد أن تصير شهيدا ، فدع جسدي هنا وأسرع لتلحق بالوالي في مدينة أسيوط فيكتب قضيتك ، وها الرب قد أمر أن يوضع جسدك مع جسدي" .



فأسرع الصبي نحو الوالي وهو يصيح "أنا مسيحي ، ولست أخاف من عذابك أيها الوالي" .. فغضب أريانوس وأمر أن يعذبوه ثم أخذت رأسه بالسيف ، في الخامس من شهر بؤونه ، ومازال جسده مع جسد
مار يوحنا الهرقلي محفوظا بالكنيسة بأم القصور بجوار أسيوط .


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 17 )
dr_poula
ارثوذكسي متقدم
رقم العضوية : 15081
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 249
عدد النقاط : 10

dr_poula غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قديســـــين أطــــــــفال

كُتب : [ 05-26-2008 - 11:40 AM ]


أباهور السرياقوسي



النص الكامل لمخطوط سيرة الشهد اباهور السرياقوسي ..



منشور الإمبراطور بإضطهاد المسيحيين :

كتب سجلاً (منشوراً عاماً) إلي كل البلاد وأرسله مع قائد إسمهُ ديوناسيوس لنشره علي

رجال الحكم والشعب وكان مكتوباً بهذا النص :

" أنا دقلديانوس الملك الضابط (المسيطر علي الإمبراطوية) آمر كل من هم تحت سلطاني أن

يسجدوا لإلهي إن كان والياً أو أسقفاً أو قسيساً أو شماساً أو راهباً أو علمانياً ، عبداً أو حراً ذكراً

وأنثى أن يذبحوا الذبائح ( الأضحية ) وعلى جميع الناس أن يسجدوا للآلهة الكرام وأن يذبحوا وأن

يقدموا لهم البخور ومن لا يفعل يتم تعذيبه بأصناف العذاب ثم يموت بحد السيف " .

وأرسل هذا المنشور إلي أرمانيوس الحاكم العام بالإسكندرية وداميانوس وإلي الفرما و إريانوس

والي أنصنا ، ولما دخل القائد الإسكندرية من باب المدينة قدم المنشور الإمبراطوري إلي الوالي أرمانيوس



فلما قرأه أمر بجمع كل أهل المدينة وأن يقرأ عليهم منشور الملك وأمر بإحضار أدوات التعذيب وأن يتقدم

أكابر المدينة ويقدمون البخور للأوثان ومن بعدهم سائر المدينة ويقدمون البخور للأوثان ومن بعدهم

سائر الناس فجاءوا طاعةً لأمره وحدث إرتباك لدى سائر المؤمنين.

ذهاب القديس إلي الفرما :

ولما كان الغد قام القائد وتوجه إلى الفرما وسلم المنشور إلي داميانوس الوالي فلما أخذه وقرأه أمر

أن يجتمع كل أهل المدينةِ وأن يقرأ عليهم المنشور بالسجود للأوثان وكان طفل ( صبي أو شاب صغير )

حسن الصورة جداً موجوداً هناك إسمهُ أباهور . فعندما نظر تلك الأعمال الرديئة التي كان يصنعها

أولئك المخالفون من سجود الوثنيين وتقديم البخور للصنم صرخ قائلا :

" أنا مسيحي علانية وليس إله في السماء وعلي الأرض إلا ربنا يسوع المسيح فمن هو

دقلديانوس وما هي الآلهة الأنجاس ..؟ فليحترق هو معهم في نار جهنم ... " .

فلما سمع القائد كلام القديس الصغير غضب جداً وأمر بربطه من يديه ورجليه ولما قدموه إليه قال له :

" يا منافق كيف لا تقدم البخور لآلهة الملك مثل هذا الجمع كله ؟؟ أجاب القديس أباهور وقال :

" فلتحترق في جهنم أنت وآلهتك المرذولة وملكك المخالف ولا يمكن أن أقدم البخور للأوثان النجسة ولكن

مهما شئت فأفعله بي "

فقال له القائد : " ما إسمك ومن أين أنت ؟ فأجابه القديس أباهور وقال له : " أنا إسمي أباهور وأنا

إبن قسيس ومدينتي أورشليم السمائية دار النعيم الأبدي مدينة ملكي الحقيقي يسوع المسيح ، أما أبي فإنه

لما سمع بهذه العبادة النجسة أخذنا أنا وأختي ومضى بنا إلي بلدة تسمى طموه وإسم أختي إيرائي وكان

أبي يربينا بالأدب الروحاني ( تعاليم الإنجيل ) وكانت أمي تخدمنا بعمل سائر إحتياجاتنا وكان أبي يتكلم

معي قائلاً قم وأمش إلي بحري لتفتقد إخوتك المسيحيين فلما جئت إلي وجه بحري أفتقدهم وجدتهم يحتاجون

إلي قليل من الحديد لأجل صناعتهم لأنهم كانوا حدادون فلما أتيت إلي ( الفرما ) لأشتري لهم اللازم رأيتك

قد رفضت عبادة ربي يسوع المسيح إبن الله الحي الذي يهلك نفسه أنت وأباك الشيطان وملكك المخالف ".

تعذيب القديس أباهور بشدة :

لما سمع القائد هذا الكلام الجرئ من القديس الشاب الصغير غضب جداً وأرسلهُ إلي داميانوس الوالي

ليعاقبه فأمر الوالي بضرب القديس أباهور علي فمه ، قائلاً له : " قدم البخور للوثن فأجابهُ المجاهد

وقال : " لا يمكن أن أسجد لآلهتك النجسة وأترك ربي يسوع المسيح الذي يرذلك " .

غضب الوالي جداً وأمر بأن يُعَلق علي الهنبازين وأن يُمَشط بأمشاط من حديد ثم أمر بأن يأتوا

بقدر نحاس وأن يضعوا فيه كبريتاً وزفتاً وأن يوقدوا تحته حتى ذابا من النار وأمر بأن يصبوه علي رأسه

ثم أمرهم بأن يأتوا بصنادل حديدية وأن يتم تسخينها بالنار ويضعوا قدميه فيها حتى أن النار ألهبت جسده كله .

إستجابة الصلاة ونجدة السماء :

أما القديس أباهور فقد رفع عينيه نحو السماء وقال : " إسمعني يا ربي يا ضابط الكل أيها

الجالس فوق الشاروبيم ( الحاملين لعرش الله ) وأرسل لي رئيس الملائكة الجليل ميخائيل ليعينني

ويخلصني من الألم لأن لك المجد آمين " .

وفي تلك الساعة نزل الملاك ميخائيل من السماء وإلتقط ( حمل ) إناء الزفت السائل من

فوق رأس القديس أباهور وجعله علي رأس الوالي ثم أرجعه إلي رأس القديس أباهور فصار إكليل

جوهر على رأسه وألبس الملاك الأخفاف ( الصنادل ) الحديدية الساخنة للوالي ثم حملها من رجلي

الوالي وألبسها للقديس أباهور وفي تلك الساعة صارت حجر جوهر ومضى الملاك وأبرأ الوالي لعله

يتعظ من رحمة الله .

إيمــــان كثيرين :

فلما رأت الجموع هذه الأعجوبة العظيمة صرخ مائة وسبعة وعشرون رجلاً وثلاثون إمرأة

قائلين : " نحن مسيحيون علانيةً ليس إله في السماء وعلي الأرض إلا يسوع المسيح إله القديس ،

أما الوالي فقد إمتلأ غضباً وقال لهم : " قدموا البخور للأصنام لئلا تموتوا شر ميتة فصرخوا

جميعاً قائلين بصوت واحد : " لن نضع بخوراً ولكننا الآن كلنا مسيحيون علانيةً ونؤمن بربنا

يسوع المسيح ".

فأصدر الوالي حكمه عليهم بقطع رؤوسهم بحد السيف خارج أسوار المدينة وهكذا أكملوا

جهادهم ونالوا الأكاليل التي بلا فناء في السموات إلي الأبد .

إيمان الوالي :

ومن بعد موت هؤلاء الشهداء عاد الوالي إلي القديس أباهور وقال له : " بالحقيقة إنني أشفق

علي صباك وحُسن شبابك فلا داعي أن تعذب نفسك وتمتع بالدنيا " ، فأجاب القديس أباهور وقال له

: " إن الأطفال في هذا العالم إختارهم الله لكي ينصحوا الشيوخ المنافقين ( الملك ) مثلك وأنا صبي حكيم

أجمع الكثيرين للإيمان ليصعدوا إلي مدينة أورشليم السمائية لينالوا النعيم الأبدي "،فقال له الوالي :

" إني أتعجب منكم أيها المسيحيون كيف إنكم تموتون علي هذا الإسم وأعني يسوع أي بدون مقابل

مادي " ، فقال له القديس أباهور : " ربي يسوع المسيح قال في الإنجيل المقدس : " إن الذي يترك عنه

أباً أو أماً أو أختاً أو زوجة أو أولاداً أو بيتاً أو أموالاً من أجل إسمي ومن أجل البشارة ( الإنجيل ) يأخذ

مائة ضعف ويرث الحياة الأبدية ( مت 19 : 29 ) ومن أجل هذا نموت على إسمهُ القدوس ونقدم

أجسادنا قرباناً مقبولاً يرضيه " .

وللوقت إعترف داميانوس والي الفرما بالمسيحية وقال : " أنا أيضاً أؤمن وأعترف بيسوع المسيح

إبن الله الحي إله المسيحيين " ، فأجاب المندوب ( الرسول ) الملكي بغضب وقال له : " أنا لن أصنع بك

شيئاً من الأذى ولكني سأرسلك إلي الملك دقلديانوس " ، فقال له داميانوس الوالي :

" فلتحترق أنت وملكك المشكك في الإيمان المسيحي الذي أرسلك إلي هذه المواضع المصرية فمن

الآن لا أسجد لشيء من الآلهة الوثنية إلا ربي يسوع المسيح إله القديس أباهور لأستريح في ملكوته الأبدي

وكل شأن لي من المال والأملاك أدفعه للمساكين لأجل خلاص نفسي وزوجتي وإبنتي وإن أراد الله فهما

يتبعاني في الإيمان بالفادي".

تعذيب الوالي وإستشهاده مع أسرته:

وللوقت وقف الوالي أمام الشعب وأمام المندوب الإمبراطوري وكان يجدف علي آلهته ، حينئذ

أمر المندوب أن يتم صلبه علي الهنبازين وأن يُمشط بأمشاط حديدية محماة بالنار أو بأمواس حادة وبعد

ذلك دخلت إمرأة من الحاضرات ( المشاهدات لما حدث ) إلي إمرأة الوالي وقالت لها : " هل سمعت أن

الوالي مُعلق علي الهنبازين مثل المجرمين ؟ فقامت زوجته مسرعةً ومعها إبنتها وخرجتا تجريان في

الطريق إلي الملعب ( الأستاد الرياضي ) "،فقالت له يا أخي : " لماذا تريد أن تمضى إلي الحياة

الأبدية وتتركني أنا و إبنتي في العقوبة بسبب الوثنية ؟

والآن أنا وإبنتي مستعدتان أن نموتا معك علي إسم ربنا يسوع المسيح " ، وقالت له إبنته

الصغيرة : " أما سمعت يا أبي عن إسحق بن يعقوب أنه لما إقتربت السكين منه بيد أبيه إبراهيم الخليل

لم يهرب من الذبح وأنا لا أخاف الموت الذي يحل بي من أجل المجد ( المنظر الإلهي ) الذي أنظره

فوقك بالحقيقة يا أبي هوذا أنا أنظر ربي يسوع المسيح فوقاً منك ورئيس الملائكة ميخائيل واقفاً وبيده

ثلاثة أكاليل مرصعة بالجواهر ليجعلها علينا ( يضعها فوق رؤوسنا ) نحن الثلاثة بإسم الآب والإبن

والروح القدس " .

فقال لها أبوها يا إبنتي أنت تكونين لنا ذخيرة في بيت الله (أي تسبقهما للملكوت) ، وللوقت

إتجهت الطفلة نحو المندوب : وملأت تراباً وطرحتهُ في وجهه ، فغضب المندوب من ذلك جداً وأمر

بأن تعلق علي الهنبازين وتُمشط بمعرفة الرجال المعذبين ( الجلادين ) ويشق قلبها بآله حادة ،

وللوقت سلمت روحها بيد الرب فلما أنزلوها من الهنبازين ميتةً كفن جسدها رجال مؤمنون من

أهل البلدة ودفنوها وهكذا كملت شهادتها بسلام من الله .

وعاد فأتجه المندوب إلي أبيها وأمها وقال لهما : " ما هو الشئ الذي ربحتماه الآن فأنكما قد

جعلتما إبنتكما الحسنة الصورة تموت بهذه الميته الشنيعة فأجابه القديسان وقالا له :

" إن الموت الذي ماتت به إبنتنا ليس هو موت بل هو كوبري يؤدي إلي حياة أبدية سعيدة وأما

أنت أيها الوثني فسوف يهلكك الموت بسرعة ويهلك ملكك المنافق دقلديانوس وآلهتكم النجسة ، فلما

سمع المندوب كلامهما غضب جداً وأمر بأن يُخرجوها خارج سور المدينة وأن يطعنوهما ويقتلونهما

وهكذا كملت شهادتهما بجهاد ولبسا الإكليل الذي ينبغي له المجد إلي الأبد .

جولةً أخرى من العذابات للقديس أباهور :

ومن بعد هؤلاء جميعاً إلتفت المندوب الملكي إلي القديس أباهور وقال له : " ما هو الذي تفكر به

في قلبك ؟ هوذا الوالي وزوجته وإبنته قد قُتلوا من أجلك ( بسببك ) فهل ظننت أنه ليس في

الملعب الرياضي عقوبةً كافية ؟ نعم ها هي هنا وآمر بأن يُعلق علي الهنبازين ويمشطه المعذبون حتى

تظهر عظامه من لحمه فامتلأت الأرض من دمه وكان دمه نازلاً من جسمهُ كله حتى لم يبق شئ في جسده

إلا العظام وحدها فصرخ القديس أباهور قائلاً :

" إسمعني يا ربي يسوع المسيح وأرسل لي رئيس الملائكة ميخائيل ليعينني في ساعة الضيقة هذه

ولا تتركني يا سيدي أموت الآن حتى أفضح ( أكشف ) هذا المنافق " ، وفي الحال نزل رئيس

الملائكة ميخائيل من السماء وأنزل أباهور من فوق الهنبازين وشفى جسده وأصبح كمن لم يُعذب أبداً

( كامل الجسم والصحة ) وجعل القديس يقف أمام المندوب ويصيح قائلاً : " إفتضح أنت ( إخجل من نفسك

) أيها المنافق ومعك أوثانك النجسة " .





إيمان دفعةً أخرى من الحاضرين وإستشهادهم :

فلما نظرته الجموع وهو قائم ( واقف ) أمامهم وليس فيه شئ من أثر التعذيب في جسده البتة لكن

كان وجهه نضراً مثل الورد صرخوا جميعاً بصوت واحد قائلين : " نحن مسيحيون علانيةً وليس إله آخر

في السماء ولا علي الأرض إلا يسوع المسيح إله القديس أباهور " ، فقلق المندوب الملكي من ذلك وقال لهم :

" لماذا تتجنون علي أنفسكم إسمعوا مني وبخروا لآلهة الملك لتربحوا أنفسكم لئلا تموتوا ميتة

سوء" ، حينئذ صرخوا جميعاً بصوتٍ واحد قائلين : " لا يمكننا أن نسجد لأحد من الآلهه إلا ربنا

يسوع المسيح إله القديس أباهور " ، فغضب جداً وأمر أن يقسموا فرقاً فرقاً ويخرجوهم خارج سور

المدينة ويتم ذبحهم بحد السيف وهكذا أكملوا شهادتهم وهم مائة وثمانية وستون رجلاً سوى الأطفال

والنساء وأخذوا الأكاليل الدائمة من قِبل ربنا يسوع المسيح .

جولةً ثالثة لتعذيب القديس :

ومن بعد هؤلاء عاد المندوب إلي القديس أباهور وقال له : " إسمع مني وأترك عنك هذا الجهل

لتصير حكيماً وقدم البخور للآلهة وأنا أكتب إلي الملك دقلديانوس ليعطيك منزلةً عظمى ويجعلك والياً

فأجابه القديس أباهور وقال له : " أن إكراميات الملك تكون له وأنا لا أريد ولاية ولا عظمة هذا العالم

الفاني ونظراً لأنك قلت إنني جاهل وغير فاهم فأعلم أنه مكتوب في الكتاب المقدس أن جُهَال العالم

إختارهم الله ليخزوا الحكماء الكذبة مثلك وأن جهلي أيضاً يجمعني حتماً بالمسيح في أورشليم السمائية

ملكوت السموات " .

أمر المنافق أن يُعلق إلي فوق منكس الرأس ويتم ضربه ضرباً كثيراً فضربوه بالسياط حتى سقط

جسده علي الأرض وظل وقتاً طويلاً في هذا العذاب والجمع كله ينظر إليه بإعجاب وصرخ الطوباوي

قائلاً : " يا ربي يسوع المسيح ملك السماء والأرض أعني " ، فجاءه رئيس الملائكة ميخائيل وشفاه ثم

قبله وصعد إلي السموات بمجدٍ عظيم وعندما نظر الجمع ما حدث صرخوا جميعاً قائلين : " نحن

مسيحيين علي إسم المسيح علانيةً وكذلك الجند الآخرون الذين ضربوه آمنوا وصرخوا ممجدين الله

قائلين : " ليس إله في السماء ولا علي الأرض إلا ربنا يسوع المسيح إله القديس أباهور " .

أكاليل بالجملةِ :

وفي ذلك اليوم آمن بربنا يسوع ثمانمائة نفس بالتمام مما أثار غضب المندوب الإمبراطوري

وأمر أن يأخذوهم خارج المدينة وأن يتم حفر حفرةً عظيمة ويوقدون فيها النيران ويطرحونهم فيها

وهكذا أكملوا شهادتهم بالموت فيها بالجهاد البدني وصعدوا إلي العلي الذي أحبوه السيد المسيح

له المجد وسكنوا إلي الأبد في أحضان القديسين بركة شفاعتهم تكون معنا.

تعزيات السماء للقديس في الحبس :

ومن بعد قتل هؤلاء المؤمنين أمر المخالف أن يلقوا أباهور في السجن حتى يفكر فيما يصنعه

به فلما مضوا به إلي السجن وجد هناك جماعة من القديسين المؤمنين معتقلين من أجل إسم ربنا يسوع

المسيح .

وسلم عليهم القديس أباهور بفرح قائلاً لهم : " جاهدوا لتغلبوا ، فهوذا أكاليلكم معدة لكم وأقول

لكم يا أحبائي أنه في مثل هذا الوقت غداً تنعمون بربنا يسوع المسيح في ملكوته وأما أنا فسأنال تعباً

عظيماً آخر ويمضون بي إلي وجه قبلي إلي أنصنا لإريانوس الوالي الظالم والقاسي جداً فهو يعذبني

عذاباً عظيماً في ذلك الموضع ( المدينة ) وأنا أؤمن بأن ربي يسوع المسيح يقويني حتى أكمل جهادي بسلام " .

حينئذ قام القديس أباهور الليل كله يصلي مع القديسين المحبوسين حتى أشرق نور النهار وإذا

برئيس الملائكة ميخائيل يأتي إليهم ويقول لهم : " السلام لكم يا جميع عبيد المسيح وقال للطوباوي

أباهور في الغد أسير معك إلي أنصنا فلا تخف لأني أكون معك وأقويك في كل موضع تمضى إليه

( تتألم فيه )" .

بعد ذلك ألقى رئيس الملائكة التحية ومضى إلي السموات وهم ينظرون إليه وفي الغد أمر

المندوب أن يأتوا بالقديس إليه وكذا جميع القديسين المعتقلين ليقفوا أمامه فدفع القديس أباهور

في يد الجند ليمضوا به إلي أنصنا إلي إريانا الوالي وأستعد المندوب أن يمضى معهم إلي وجه

قبلي وأما جميع القديسين الذين أخرجوهم من السجن فقد أمر بأن يخرجوهم إلي خارج المدينة

( الفرما ) ويُطرحوا في أتون النار حتى يسلموا أرواحهم وقد كانوا نحو مائتي رجلاً وأخذوا الأكاليل

الدائمة بسلام من الله.

رئيس الملائكة معه في الطريق الضيق :

ومضى المندوب الملكي إلي وجه قبلي وكذا الجند الذين معه والقديس أباهور وبعد عشرة

أيام كاملة وصلوا إلي أنصنا ( الأشمونين - بجوار ملوي ) وكان رئيس الملائكة ميخائيل يسير

مع القديس في الطريق مثل أخ مع أخيه حتى إقتربوا من باب المدينة فسلم عليه رئيس الملائكة

ومضى إلي السماء بمجدٍ عظيم وعندما إقترب القديس من باب المدينة نظر إمرأة عجوز واقفة قرب الباب

فقال لها الطوباوي أباهور :

" خذي هذا الخف ( الصندل ) ودعيه عندك لئلا يلبسه هؤلاء المخالفون لأن رئيس الملائكة

ميخائيل أمسكه وجعله في رجلي فلما بلغ المندوب أمر أن يُلقى أباهور في السجن حتى يجتمع بالوالي فلما

إجتمع به سلمه منشور الملك بإضطهاد المسيحيين فلما أخذه من يده سجد له وشرح له المندوب كل ما

حدث لوالي الفرما وزوجته وإبنته وما حدث للقديس أباهور فلما سمع إريانوس ما حدث توجع قله

جداً ودق يديه بعضهما علي بعض في دهشةٍ وقال للمندوب : " وأين ذاك أباهور؟ لأصنع به ما أريد من

عذاب " .

فلما سمع أنه في السجن تركه أيضاً تلك الليلة لا يسمع منه وجلس مع ضيفه وأكلا وشربا في ذلك

الوقت مع بعضهما ، ثم إستدعى القديس وقال له : " كيف تسببت في موت والي الفرما وزوجته

وإبنته؟ فقال له القديس أن موت القديسين ليس هو موت لكنه حياةً أبدية وأنا من أجل هذا الإيمان

مستعد أن أسفك دمي علي إسم سيدي يسوع المسيح والآن جميع ما تختاره فأصنعه بي . فقال له

الوالي بمكرٍ : " هوذا أنا أراك صبي حسن في عنفوان شبابك وأنا أسألك مثل إبن حبيب لي أن تقدم

البخور لآلهة الملك لكي تأخذ كرامات عظيمة ومجد " فقال له القديس : " فلتحترق أنت وملكك وآلهتكم ".

إيمان الجند وإستشهادهم :

فلما رأي الجند هذه الأعجوبة العظيمة دخلوا المدينة ووقفوا قدام الوالي وصرخوا بصوت

عظيم قائلين : " نحن مسيحيين علانية ليس إله آخر في السماء وعلى الأرض إلا ربنا يسوع المسيح

إله القديس أباهور " ، فقال لهم الوالي : " ألعله قد أثر فيكم بسحر ... !" ، فصاحوا جميعهم

بشجاعة قائلين : " سد فاك أيها التنين الشرير ليس ذلك القديس ساحراً بل عبداً لله " ، فأمر

الوالي أن يُخرجوهم خارج المدينة ويذبحوهم بحد السيف وهكذا أكملوا شهادتهم ونالوا إكليلهم بسلام

من الرب ، بركة شفاعتهم تكون معنا .

عذاب آخر مع معونة الرب :

وبعد موت هؤلاء الجند أمر الوالي أن يحضروا القديس من حبسه فقدموه له فلما رأى إريانوس

أباهور قال له : " بالحقيقة لقد قتلت بمعرفتي مسيحيين كثيرين ولم أنظر أحد قوياً في السحر مثلك والآن

هلم ضع البخور للآلهة التي للملك وأنا أتركك " ، فقال له القديس أباهور : " أنه لا يكون قط أن أسجد

لإله وثني غريب إلاّ ربي يسوع المسيح إبن الله الحي " .

غضب الوالي وأمر أن يوضع علي سرير حديدي مربوطاً بالسلاسل وأن يُوقد ستة عشر من

الأعوان المسؤولين عن التعذيب بالتناوب تحته ناراً من باكر حتى وقت الساعة التاسعة ورفع القديس

أباهور عينيه نحو السماء وصلى هكذا قائلاً : " يا سيدي الآب يا ضابط الكل الجالس فوق

الشيروبيم والسيرافيم قيام حوله الذي يسبحه الأربعة والعشرين شيخاً ( رؤيا 4 : 4 ) وكل طغمات

( قوات ) السمائيين إسمعني أنا اليوم وخلصني أطلب إليك يا ملكي فأنت تعرف إني غريب

( مز 19 : 19 ) شقي في الدنيا وليس لي معين إلا أنت يا سيدي وإلهي والآن كن لي كن

معي ياربي وإلهي حتى أكشف هذا المنافق وأوثانه النجسة لأن لك المجد إلي الأبد آمين .

وفي تلك الساعة أتاه الملاك ميخائيل وحل رباطه وأنزله من علي السرير الحديد ورشم جسده

بعلامة الصليب المقدس وشفاه وعزاه ثم صعد إلي السماء ونهض القديس ووقف الوالي وقال : " لتخجل

أيها الوالي المنافق وآلهتك وملكك المخالف" فصرخ الجمع كله بفم واحد وقالوا : " نحن مسيحيون

علانيةً " فكتب الوالي قضيتهم (صدر حكمه بالإعدام ) فأُخِذَت رؤوسهم بحد السيف ونالوا الحياة الأبدية

وأمر بحبس القديس حتى يفكر فيما يصنعه معه وإجتمع أباهور بالقديسين وعزاهم بكلمات النعمة وقام

الليل كله ساهراً يصلي إلي الله قائلاً :

" أُذكر يارب كل المتألمين من أجل إسمك القدوس ولا تجعل العدو يفرح فيهم ولا تقول الأمم

( أهل العالم ) أين إلهكم ؟ بل قم يارب وأعنا وخلصنا من أجل إسمك القدوس " ، وكان يرتل قائلاً :

الرب نوري وخلاصي ( مز 1 : 27 ) فلا أخاف شيئاً من عذاب الكفرة الأشرار ومن بعد ذلك أمر الوالي

أن يأتوا بالقديس أباهور إلي الملعب فلما حضر قال له الوالي : " إسمع مني وقدم البخور لآلهة الملك

لكي أجعلك إبناً لي وأتخذ لك إمرأة من ( بنات أكابر المدينة وأكتب إلي الملك دقلديانوس ليمنحك مرتبة عالية ).

مزيد من العذاب للقديس :

أما القديس أباهور فقد تناول حجراً وتراباً ورماهما في وجه الوالي قائلاً له: " خذ كرامتك أيها

المنافق فغضب الوالي وأمر أن يحموا التنور ( الفرن ) حتى إرتفع لهيبه جداً فصرخ القديس أباهو

ر وسط النار قائلاً : " يا ربي يسوع المسيح أعني يا الذي أطفأ قوة النار عن الثلاثة فتية القديسين

" دانيال 3 : 12 – 30 " لأنك أنت معيني وناصري " مز 28 : 7 ، أم 21 : 31 " .

فنزل رئيس الملائكة ميخائيل من السماء و أطفاء لهيب النار وجعل الأتون مثل الندى البارد ولما

كان الغد أمر الوالي أن يُفتح باب التنور فوجدوا القديس أباهور ويداه مبسوطتان وهو ووجهه نحو الشرق

وهو يضئ مثل الشمس .

إستشهاد جموع كثيرة مع زوجة الوالي وإبنته :

ولما نظر الجمع هذه الأعجوبة العظيمة صرخوا كلهم قائلين : " واحد هو إله المسيحيين

بالحقيقة " وأخذوا حجارة وطرحوها في وجه الوالي الشرير فأمر بقتلهم جميعاً بحد السيف وهكذا

أكملوا شهادتهم بسلام الرب .

إقتربت زوجة الوالي إريانوس وإبنته منه و إعترفنا أمامه بالسيد المسيح له المجد رباً ومخلصاً

وقالت له إبنته : " إني أختار الموت أفضل من حياة هذا العالم الفاني وأقدم جسدي قرباناً لربي يسوع

المسيح إله أباهور وهو يقبلني قرباناً مقبولاً طاهراً والعريس الذي أمضى إليه لا يفرغ عطره إلي الأبد ،

سعادته أبدية ولا يستطيع أحد أن يفرقني عنه أبداً " ..

ثم قالت إمرأته وإبنتها : " أيها المخالف يا آكل لحوم الناس ممزق الأجساد بالعذابات قد قلنا

لك عدة دفعات سابقة أن ترجع عن جنس المسيحيين لأن إلههم قوي وهو قادر أن يهلكك أنت و أبولون

إلهك الأصم الأعمى الغير ناطق والملعون " ، فقال لهما الوالي : " دعوكما من هذا الكلام وإذبحا لآلهة

الملك " فقالا له فلتحترق أنت في جهنم وأبولون وملكك " .

وأتما شهادتهما وكللتهما الملائكة بإكليل المجد ثم إستدعى الوالي القديس أباهور وقال له :"

هوذا زوجتي و إبنتي قد أخذتهما منى وقد تعبت أكثر .... بما أمهلك ..؟" ، فقال له القديس : " إن

إلهي قد أمهلك ( صبر عليك ) كثيراً واحتملك " ، وفي مكرٍ شديد أمسك الوالي بيد القديس

أباهور و إختلى به وحده وقال له : إسمع مني وإسجد لآلهة الملك وأنا أكتب للملك دقلديانوس لكي

يُصيرك والياً " .



دعوة الجموع للقاءٍ عام :

قال له القديس : " إحلف لي أولاً إن مُتْ تكفن جسدي وترسله إلي بيتي وأنا أطيب ( أريح )

قلبك فيما تقصده ففرح إريانا الوالي وقال : " وحق الآلهة الكرام أبولون و أرطاميس أنك إذا مُتْ أُكفن

جسدك وأرسله إلي بيتك بمجد عظيم " ، فقال له القديس أباهور :

" هوذا الوقت قد كمل فأرسلني إلي السجن باكراً . وإذا كان الغد أمر الوالي المنادي أن يصرخ ينادي

في المدينة ليجتمع أهلها في الملعب لينظروني أضع البخور أمام آلهتك " ، فقال إريانا : " ليس لي بعد

مبرر أن أحبسك ولا أن أهينك بل تكون في بيتي إلي الغد " ، فقال فيلا الترجمان : " يا سيدي أنا أضمنه

وآخذه إلي بيتي حتى باكر وأُحضره إلي هنا " ، فأمره بذلك .

مجيء السيد المسيح للقديس أباهور :

لما صار أباهور في بيته صنع معه المترجم رحمةً ومحبةً وتركه ينام في موضع ( حجرة )

وحده فقضى الليل كله في الصلاة قائلاً :

" يا ربي الجالس على مركبة الكاروبيم ، والسيرافيم قيام حولك يسبحونك إسمعني أنا عبدك

وأقبل طلبتي إليك اليوم يا من سمع لأبينا يشوع على مياه الأردن إسمعني وخلصني اليوم يا من كان

مع يوسف ومنسى وداود وجميع القديسين كن معي أنا اليوم وخلصني وأرسل لي رئيس الملائكة

ميخائيل ليقف معي حتى أكمل جهادي لأن لك المجد مع أبيك الصالح والروح القدس إلي الأبد آمين " .

وللوقت أُضيئ المكان بنورٍ عظيم وسمع صوت المخلص يسوع له المجد فقواه وعزاه وصعد

عنه بمجدٍ عظيم .



إيمان الوالي وإستشهاد مجموعة أخرى من الوثنيين :

وأما فيلا الترجمان وإمرأته وأولاده لما رأوا النور الإلهي والمجد الذي علي القديس

( هالة القديسين ) آمنوا بالسيد المسيح ، ولما كان الغد أحضر الأمير

( مندوب دقلديانوس ) القديس العظيم أباهور وقال له : " هلم نمضى إلي المكان لنقدم الأضحية للآلهة

النجسة ..... وللوقت رأي الجمع أعجوبة عظيمة .... هدم الملاك هيكل الأوثان وحطمها كلها فصرخوا قائلين :

" نحن مسيحيون ، نؤمن بإله القديس أباهور فغضب الوالي ( المندوب ) الملكي غضباً شديداً

وأمر الأعوان ( قوات الأمن ) أن يقطعوهم بالفؤوس والسيوف وهكذا أكملوا شهادتهم .

صلاة القديس الوداعية والشفاعية :

أمر الوالي بكتابة قضية ( إعدام ) القديس أباهور لكي تؤخذ رأسه بحد السيف ولما أخرجه

الجند لمكان القتل خارج المدينة سألهم أن يتمهلوا عليه حتى يصلي ، فتركوه قليلاً ورفع المغبوط

أباهور عينية إلي السماء وبسط يديه وصلى هكذا قائلا : " يارب يا ضابط الكل إسمعني اليوم فإني

أطلب إليك لكي كل من يكون في شدةٍ ويسألك بإسمي ( يتشفع بى ) تستجيب له وتسمع له سريعا

ًوتعينه علي حل مشكلته وكل من يكتبون سيرتي ويظهرون هذه الأتعاب التي قبلتها علي

إسمك القدوس ويذكروني إعطهم أجراً في الملكوت وأكتب أسماءهم في سفر الحياة وإقبلهم في

مدينتك المقدسة أورشليم السمائية وأسألك يا رب بأن كل من يذكرني ويرفع قرباناً في يوم

تذكاري تجازيهم في ملكوتك السمائي وأسألك يارب أن تقبل إليك نفسي بالصلاح في ساعة

صالحة لك المجد والعزة أيها الآب و الإبن والروح القدس الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور آمين " .





الملائكة تحمل روحه الطاهرة إلي الفردوس :

وأحني عنقه للسياف فأخذ رأسه المقدسة بحد السيف وأكمل جهاده الحسن في الثاني عشر

من شهر أبيب وصعدت الملائكة بنفسه ( روحه ) المقدسة إلي السموات بمجدٍ عظيم صلواته تكون

معنا آمين .

وبعد ذلك أمر الوالي إريانوس أن يتم تكفين جسده المقدس وأن يمضوا به إلي مدينته

كالقسم الذي أقسم به للقديس قبل أن يقتله فجرد له الوالي عشرة من الجند وحملوه على عربة

( تجرها الخيل ) ومضوا به إلي أن أوصلوه إلي سرياقوس وفي تلك الساعة رقدت الدواب ( الخيل )

ولم تتحرك هنا أو هناك لأن إرادة الله شاءت أن يكون جسد القديس مدفوناً هناك .

فلما رأي أوسايوس الجندي ما كان من الدواب حفر في الأرض ودفن جسد القديس هناك وعاد

راجعاً هو والجند إلي أنصنا و اعترفوا بالسيد المسيح أمام الوالي ونالوا أكاليل الشهادة .

وبعد إنقضاء زمان الإضطهاد بُنِيَت للقديس العظيم والشهيد الجليل أباهور كنيسة عظيمة

واسعةً جداً وعالية البناء وظهرت فيها آيات وعجائب كثيرة .


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 18 )
dr_poula
ارثوذكسي متقدم
رقم العضوية : 15081
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 249
عدد النقاط : 10

dr_poula غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قديســـــين أطــــــــفال

كُتب : [ 05-26-2008 - 11:42 AM ]


الطفل بيسر ووالدته

أمامنا قصة أحد الأطفال الذين جاهدوا بالإيمان بالمسيح وهو في سن الثالثة من عمره ولم يقدر الملك أن

يثنيه عن إيمانه بالمسيح .

حدثت هذه القصة في نجران ، هذه المدينة كانت في الجزيرة العربية (بين السعودية واليمن) وكان يسكنها

عدد كبير من المسيحيين ، وكان ملكها يهودي إسمه ذو نواس وكان شديد الكره للمسيحيين ونسوق إليكم هذه

القصة التي تثبت كراهية هذا الملك للمسيحيين .



كتب التاريخ أن هذا الملك حفر حفرةً كبيرةً وأوقد فيها النيران وأوثق كثيرين من المسيحيين وألقاهم في

هذه الحفرةِ لكي يتخلص منهم ، وسمعت إحدى الشهيدات بما فعله الملك فلم تشاء أن تبقي في البيت لكنها

أخذت إبنها الصغير معها لتلحق بأخوتها ولا تُحرم من الإستشهاد علي إسم المسيح .

مضت هذه المرأة في طريقها إلي المكان الذي يتم فيه الإستشهاد وهي تحمل إبنها الصغير " بيسر "

، ولما وصلوا إلي المكان رأي الطفل أن الملك جالساً على عرشه تحيط به الجنود وهو يلبس ملابس مزخرفة

فاستهواه هذا المنظر .

نزل من علي كتف أمه وجرى إلي مجلس الملك وأقبل إليه يداعبه ويُقبل ركبته ففرح به الملك وبجرأته

وسأله عما يريد فقال الطفل بكل براءةٍ أريد أن أموت مع أمي فهي قالت لي هلم نمضى ونموت لأجل المسيح

الذي مات لأجلنا لكي يكون لنا نصيب معه ، لأن الملك اليهودي أمر بقتل كل من لا ينكر المسيح لأنه رجل مش

كويس وبيكره النصارى وعايز يموتهم كلهم .

قال له الملك ومن أين تعرف المسيح ؟ قال له الطفل : إني أراه كل يوم أنا وأمي في الكنيسة و إن جئت أنت

إلي الكنيسة سأريك إياه ، غريبة أنت ما تعرفش المسيح ؟ فيه حد ما يعرفش المسيح ؟ قال له الملك : أتحبني

أنا أم تحب أمك ؟ فقال الطفل أنا أحب أمي أكثر منك ، قال له الملك : أتحبني أنا أم تحب المسيح ؟ قال له الطفل

أحب المسيح أكثر منك ، لأنه إلهي وهو أفضل منك .

قال له الملك امكث معي وسأعطيك الجوز واللوز والبندق وكل ما تحبه وأكون أنا أبوك وأنت إبني ، وتكون

سعيداً ومبسوط جداً ، قال الطفل : بنعمة المسيح لا آكل جوز اليهود ولا أمي أيضاً لأن جوز اليهود هو نجس

وأنا أبوي هو المسيح ولا أرضي بغيره وسأكون إبنا له حتى إلي آخر قطرةً من دمي ، ولي الفخر أن أكون إبن

المسيح قال له الملك : أنت لستَ في حاجة إلي هذا المسيح ، أنا خيرٌ لك منه قال له الطفل : يا إلهي سامحني

كيف أنكر المسيح ؟ لكن إخبرني من تكون أنت وكيف تكون أنت خيرٌ لي منه ؟ أبداً لا يمكن أن يكون لي خير

إلا في المسيح .

قال له الملك : أنا لا أعرف المسيح ولستُ من أنصاره ولا تابعيه ، قال له الطفل : يا إلهي كيف يكون هذا ؟

هل يوجد إنسان لا يعرف المسيح ؟ إذاً أنت يهودي إنني لا استطيع أن أبقي معك ، دعني إذاً أن أمضي إلي أمي

لئلا تموت وتتركني هنا وحيداً فيأتي اليهود ويأخذوني ، أتركني وإلا ضربتك . سأخبر أمي بأنك يهودي وقد

أنكرت المسيح فتضربك هي أيضاً . حرام عليك أن تترك المسيح وتقتل أولاده .

قال هل الملك : لماذا جئت إليَّ إذن وقبلتني في ركبتي وماذا كنت تريد ؟ قال له الطفل : كنت أعلم أنك

يهودي لما جئت إليك لأنك تكره المسيح وتعذب أولاده المسيح هيزعل منك ويغضب عليك أفضل لك أن تعرف

المسيح قال له الملك : إبقي معي وبلاش من هذه التخاريف التي علمتها لك أمك ، قال له الطفل : لا ... بل أبقي

مع أمي وأموت مع أمي لأن رائحتها ذكية وأما رائحتك أنت فهي كريهة لأنك لا تعرف المسيح .

عند ذلك قال الملك للجنود الواقفين أمامه:أنظروا وتأملوا النسل الردئ كيف يتكلم؟! إن العراف والساحر

إستطاع أن يضل حتى الأطفال ، ثم خاطب أحد وزراء الملك الطفل قائلاً : تعالى معي فآخذك إلي الملكة

وستصبح

إبناً لها وتنال كرامات كثيرة، فأجاب الطفل العجيب قائلاً : ويحك أيها الشرير المارق إن أمي أفضل ألف مرة

من الملكة ، أمي تأخذني إلي الكنيسة أما الملكة فلن تأخذني إلي الكنيسة ، أمي تعلمني أن أصوم وأن أصلي

والملكة لا تفعل ذلك . فلما رأي الطفل أن الملك لم يرد أن يطلقه ، غافله وعضة في فخذه قائلاً : أتركني أيها

اليهودي الشرير . أتركني لكي أذهب إلي أمي لكي أموت معها .

غضب الملك كثيراً من أسلوب الطفل معه ورده عليه ، عند ذلك أمر بأن يُسلم الطفل لأحد قواده حتى يكبر

ونرى هل ينكر المسيح فينجو وإلا أنه يموت ، فحمله خادم القائد وإنطلق به بينما الطفل يرفس برجليه ويقول :

أتركني أيها الشرير لأذهب إلي أمي ، ولما أبصر أمه صرخ قائلاً : أمي أمي أنظري كيف أخذني اليهودي بعيداً

عنك . تعالى وخذيني لأذهب معك . كانت الأم تنظر إليه في مباحثاته مع الملك بإعجاب وتنتظر كيف يكون

المصير ، وعندما نظرت الأم صراخ الطفل قالت له إذهب يا إبني أستودعك المسيح لا تبكي إنني آتيةً إليك لا

تخف الموت ولا تجزع من العذاب ، لأن المسيح ينتظرنا فاتح حضنه ومادد يده وسوف يريحنا من كل هذه

الأتعاب ونعيش مع المسيح إلي أبد الدهور ...

عندما رأي أحد الجنود كلام هذه المرأة مع إبنها الطفل الصغير جذبها بقسوةٍ وضربها في صدرها بالرمح

فماتت وسلمت روحها بيد فاديها الحبيب وحملتها الملائكة بالتهليل والفرح إلي الأخدار السمائية بركة صلواتها

تكون معنا جميعاً.

تقول بعض المصادر : أن الأم إستشهدت بحرقها في النار وأن الطفل غافل الجندي الذي كان يحمله وقفز

إلى أمه في النار حيث إستشهد معها .

ومصدرٍ آخر يقول : عندما كبر الطفل وبلغ أمره ونبوغه إلي الملك المسيحي جوستنيان أرسل وأخذه إليه بل

أنه إعتبره واحداً من المعترفين فلما بلغ سناً مناسبةً عينه في البلاد أميناً ومستشاراً خاصاً للملك وقدمه علي

كثيرين هناك .

عُرف عنه في المملكة وداعته وفضله ودماثة خلقه ، فقد كان يقضى وقته في الصلاة بعد إتمامه مهامه

اليومية ويقضى أيام الأجازات كلها في العبادة منذ الفجر حتى الغروب ، كما كان يصوم دائماً حتى المساء

ويذهب إلي الكنائس التي في المملكة ويقدم بعض العظات البسيطة ويحض الناس على العبادة والإقتراب إلي الله

مقدمين حتى أجسادهم لأجل المسيح الذي مات من أجلهم ويحكي لهم عما فعله الملك اليهودي بالمسيحيين

وكانت دموعه تسيل عندما يروي كيف كانت القسوة وعدم الرحمة حتى بالأطفال الصغار وكيف كانت المحرقة

الكبرى حين ما حفر الملك ذو نواس الملك اليهودي حفرة كبيرة وأوقد فيها النيران وألقي فيها المسيحيين .

وصار معلوماً للجميع الذين شاهدوه أو سمعوه أنه هو الطفل الصغير الذي تكلم مع الملك اليهودي محاجا

ًإياه عن المسيح والديانة المسيحية مدافعاً عن إيمانه مفضلاً الموت عن بنوته للملك والعيشة في قصور الملوك

كما قال الكتاب المقدس : " آخرون عُذبوا ولم يقبلوا النجاة لأنهم كانوا يتطلعون لقيامةٍِ أفضل" .. وإذ لم



يكن راغباً في مجد الناس والحديث عن شخصه فقد أحجم عن الكلام ولكن الغيورين جمعوا أخباره ونقلوها إلي

السريان الأرثوذكس في سوريا .

أنظروا يا أحبائي كيف تكون التربية الأسرية وكيف يتعلم الأبناء حتى لا يهابوا الملوك ولم يثنى عزمهم عن

المجاهرة بإيمانهم خوفهم من العذاب أو الموت .

إن التربية الأسرية مهمة جداً في حياتنا لأنها تضع البناء على أساس من الصخر ، تأملوا يا أحبائي هذا

الطفل العجيب الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات كان يتكلم عن الموت كأنه مشتهاه وإشتياق قلبه . أنه نموذجٌ فريد

وحبٌ عجيب وما أجمل قول الكتاب إنظروا إلي نهاية وسيرتهم (عب 13:7) وتمثلوا بإيمانهم بركة هذا الطفل

العظيم بيسر وأمه الشهيدة التي بثت فيه روح الإيمان والشجاعة والقوة حتى صار عظيماً يقتدي به بركتهما

المقدسة تكون معنا .

طوباك يا شهيد الله الشهيد بيسر .

طوباك أيها الفتي الشجاع حبيب المسيح .

طوباك أيها البطل الذي لم يخف الموت .

طوباك أيها العظيم الذي رفض بنوة ملوك العالم .

طوباك أيها العميق الروح الذي فهم معنى الإيمان رغم صغر سنه .

طوباك أيها المجاهد الذي صبر حتى نال إكليل الشهادة .

طوبى لك ولأمك العظيمة التي علمتك ما هو الإيمان الحقيقي .

أذكرنا أيها الحبيب بيسر أمام عرش المسيح


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 19 )
dr_poula
ارثوذكسي متقدم
رقم العضوية : 15081
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 249
عدد النقاط : 10

dr_poula غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قديســـــين أطــــــــفال

كُتب : [ 05-26-2008 - 11:43 AM ]


أولاد الأم دولاجي الأربعة

سورس وهرمان و أبنوفا و شنطاس



بعد أن صدرت مراسيم إضطهاد دقلديانوس قام أريانوس والي أنصنا بجولة في الصعيد الأعلى ليشرف بنفسه على

تنفيذ الأوامر التى أصدرها لإضطهاد المسيحيين .

تردد على مدينة إسنا أكثر من مرةٍ ، وفي كل مرةٍ كان يخرج بعددٍ كبير ، تمثل في ثلاث حلقات :

الحلقة الأولى : إستشهدت الأم دولاجي وأولادها الأربعة .

الحلقة الثانية : إستشهد بعض أراخنة المدينة .

الحلقة الثالثة : إستشهد أهل المدينة والقديسة الرشيدة والثلاثة فلاحين.

نشأة القديسة :

نشأت القديسة العظيمة الأم دولاجي في مدينة إسنا التي كان بها كرسي الأسقفية في زمان الأنبا أمونيوس أسقف إسنا الشهيد .

وتُعتبر الأم دولاجي واحدةً من أشهر قديسات الصعيد الأعلى . إيمانها القوي والطريقة التي إستشهدت بها جعلتها شفيعة هذه المدينة بل شفيعة الصعيد .

وهي علي ما يبدو لنا أنها كانت أرملة ولها من الأولاد أربعة ، هم : سورس وهرمان وأبنوفا وشنطاس يعملون بالزراعة وكانت

هذه السيدة العظيمة تسلك حسب وصايا الإنجيل حافظة كلمة الله في قلبها مُحِبَة للجميع أمينة علي نفسها وعلى بيتها من أجل هذا

وقف أولادها أمام الوالي كالصخرة في قوة وحزم وإيمان جبار ويذكر التاريخ أنه كان لها غنى كثير وزعته على الفقراء والمساكين .

مقابلة الوالي لأبنائها الأربعة :

أرسل دقلديانوس الطاغية الوالي أريانوس والي أنصنا ( قرية الشيخ عبادة بجوار دير الأنبا يحنس القصير مركز ملوي حالياً )

ليبيد المسيحيين في كل الصعيد ويقضى على كهنتهم ورهبانهم أينما وُجدوا وكانت منطقة أسنا في الصعيد الأعلى لمصر غنية بمقدساتها

من الإكليروس والعلمانيين .

وعندما دخل المدينة المُحِبَة للمسيح إسنا تقابل مع أربعة صبيان يسوقون دابةً تحمل بطيخاً من الحقل فاستوقفهم وأراد أن يختبر

فيهم مدى تغلغل المسيحية في تلك البلاد فأمرهم أن يسجدوا للأوثان فرفض الفتيان بكل حزم وأبوا وأعلنوا مسيحيتهم .

حاول معهم بالإغراء فلم يفلح فأخذ يهددهم ويتوعدهم بأن يُلحق بهم التعذيب ثم الموت ورغم هذا رفضوا ذلك بكل إصرار

وأعلنوا إيمانهم بالمسيح وإنهم لا يعبدون إلا الإله الواحد الآب والإبن والروح القدس ورفضوا السجود للأوثان وكان لسان حالهم "

إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت " .

الأم دولاجي أمام الوالي :

وما هي إلا لحظات حتى طار الخبر إلي أمهم الشجاعة دولاجي السيدة التقية الباسلة التي تُعَد مفخرةً من مفاخر الشهداء

فأسرعت من بيتها إلي الحقل حيث أولادها الأربعة يقفون في حضرة الوالي أريانوس .

وما أن وفقت أمام الوالي حتى إلتفتت إلي أولادها الأربعة وأخذت تثبتهم في الإيمان وأعلنت مسيحيتها وكانت تشجع أولادها

وتقويهم فامتلأ أريانوس غيظاً وأمر بإلقائهم في السجن .





السيدة العذراء تشجعهم في السجن :

وعندما أُلقيت الأم دولاجي مع أولادها في السجن حتى الصباح ظهرت لهم السيدة العذراء مريم وأخذت تشجعهم وتخبرها بأن

السيد المسيح قد أعد لهم جميعاً مكاناً أبدياً في ملكوت السموات .

محاولة الوالي مرةً ثانية :

في الصباح إستدعاهم الوالي وحاول معهم مرةً أخرى أن يبخروا للآلهةِ الوثنية فإذ بالأم دولاجي تصرخ معلنةً إيمانها

المسيحي هي وأولادها ، وكان أولادها أيضاً يهتفون نحن نرفض عبادة الآلهة الكاذبة ، نحن مسيحيون .

إستشهادهم:

فشل الوالي في كل محاولاته فامتلأ غضباً وأمر بقطع رؤوسهم ، وعندما صدر الأمر بالقتل بالسيف تقدمت دولاجي لتقدم

أولادها واحداً واحداً لُيقتلوا قبلها.

يذكر التاريخ أن الوالي أمر بذبحهم علي ركبتيها إمعاناً في القسوة عليهم وبعد الصبيان قطعت رأس الأم دولاجي وهي في

غمرة صلواتها وترتيلها للسيد المسيح .

وتُعيد الكنيسة لتذكار شهادتهم في اليوم السادس من شهر بشنس من كل عامٍ.

أجسادهم المقدسة :

لا تزال أجسادهم المقدسة الطاهرة محفوظة بالكنيسة التي تحمل إسمهم بمدينة إسنا حتى الآن بركتهم المقدسة

وشفاعتهم فلتكن معنا آمين .





كاتب سيرتها :

يذكر لنا التاريخ أن الأنبا يوأنس أسقف إسنا هو الذي كتب سيرة الشهيدة العظيمة الأم دولاجي .

مغادرة الوالي أريانوس إسنا :

بعد إستشهاد الأم دولاجي وأولادها إنحدر أريانوس إلي الوجه البحري مضطهداً المسيحيين وفاتحاً أبواب البرابي

وأمر بقفل أبواب الكنائس وأقام بالوجه البحري أياماً ثم رجع إلي الوجه القبلي وهو مهتم بما هو فيه من تكميل مراسيم الملوك الكفرة .


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 20 )
dr_poula
ارثوذكسي متقدم
رقم العضوية : 15081
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 249
عدد النقاط : 10

dr_poula غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قديســـــين أطــــــــفال

كُتب : [ 05-26-2008 - 11:45 AM ]


باخوم وضالوشام أخته





كان أبواهما مسيحيين يعملان في فلاحة الأرض ، فوالدهما يُدعي موسى وأمهما تُدعى باشمنوفا وقد

رُزقا بهذا القديس وأسمياه باخوم ، ولما تنيح أبوه موسى ترك إبنه وله من العمر ثماني عشر سنة ففكرت أمه

في ذاتها قائلة أسميه الآن كإسم أبيه موسى وكانت حينئذ حبلى في شهرها السابع حين وفاة زوجها فلما كمل

الزمان وولدت إبنة أسمتها ضالوشام .

وكانت هذه الأسرة المباركة فقيرة الحال فلم يكن لهم شئ من متاع الدنيا وكان رجل تقي بقرية سفلاق

يُدعي سمعان وهو أرخن فاضل عظيم ذو ممتلكات كثيرة فأخذ القديس باخوم وجعله يعمل في فلاحة بستان كان

له من قبلي قرية سفلاق صحبه فعلة آخرين وإتفق معهم أن يعطيهم عشر الثمار فكانوا يقتسموه بينهم

بالتساوي .

أما القديس فكان ينفق ما يأخذه ليعيش به هو وأمه وأخته الطفلة وإتفق فى زمان الإضطهاد الذي أثاره

الملك دقلديانوس سر الله أن تظهر فضائل مختاريه وأسمائهم في كل مكان فصار أريانا الوالي يضطهد النصارى

بقسوةٍ في كل مدينة أخميم التي صارت متشبهة بأورشليم السمائية لكونها إمتلأت بدماء الشهداء الأطهار .

فلما إبتدأ أريانا الوالي بالدخول إلي المدينة صنع عيداً عظيماً في البربا وكانت جموع كثيرة مجتمعة تعيد

وأعطاهم الوالى عطايا جزيلةً من ذهبٍ وفضة وإبتدأ يضطهد النصارى في مدينة أخميم وكل تخومها فأرسل

جنوده إلي شمال المدينة إلي قرية تسمى شنشيف وأمر أن يؤتى بالمسيحيين الذي في ذلك المكان فقبضوا علي

أناس كثيرين ومنهم قس يدعى قنطس ( كندس ) وشاب يدعى بفام وآخر شجاع راعي غنم .

ثم عاد فأرسل مرة ثانية أميراً وأخذ معه فرقةً من الجند فلما قربوا من قرية سفلاق وجدوا القديس أنبا

باخوم هذا الذي تفسير إسمه " النسر الطائر إلي العلو" وهو لا يطير بأجنحة جسدية بل بأفكاره ونفسه كلها

الذي قد صارت له السماء مسكناً ومحلاً من قِبل طهر قلبه وفضائله ،هذه النعم التي وهبها الله له كما هو مكتوب

" ليس أنتم إخترتموني بل أنا إخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم ".

فلما أمسكه الجند كان متمنطقاً بسير علي حقويه فسألوه من أنت ؟ فأجابهم قائلاً : " أنا مسيحي وأعترف

بيسوع المسيح إلهاً ومخلصاً " ، فكم من عذابٍ صعب حل بالقديس أما هو فكان فرحاً مسروراً ومبتهج النفس

لأنه إستحق أن يتألم من أجل إسم المسيح فأمر الأمير جنوده أن يمسكوا القديس ويربطوا رأسه بحجرٍ ثقيل

وبأن يشدوه حول عنقه ثم قالوا له : "إن كان إلهك قوياً فلينقذك" فصلي القديس في قلبه إلى الله ثم نهض

قائماً والحجر معلق في عنقه .

فلما نظر الجند ذلك لحقهم خوف وإضطراب فقال الأمير : "هذا هو سحر المسيحيينَ ثم قال للقديس

أستحلفك بإسم يسوع المسيح إلهك أن تطرح هذا الحجر من عنقك لئلا يضل العسكر بسببك فللوقت طرحه لأجل

القسم الذي إستحلفه به ثم ربطوه في العجلة ووجهه ملتفت إلي خلف وأخذ الجنود يضربونه بقسوةٍ وهم

يسوقون به العجلة إلي قبلي .

ولشدة الإضطراب الذي حدث لم يتبعه أحد من أهل القرية ما عدا أخته الطفلة وأمه العجوز وكذا الحجر

الأصم الذي كان دمه ملطخاً عليه فأندهش الجند لذلك وقال له الأمير : " يا باخوم أنظر كيف أن الحجر يتعبك

فقال القديس للحجر : " أمكث في موضعك " وللوقت وقف الحجر من قبلي القرية وعليه دم القديس علامة

ثابتة لا تزول . ولما أتى به الجنود إلي الوالي إريانوس أقاموه أمامه وهو في شدة عظيمة بتلك الحالة المزرية

ومعه أمه وأخته فلما رآهم الوالي تعجب من فقرهم وعظم محبتهم في المسيح فأخذ يخادعهم بكلام حلو ولما

تأكد إنهم مقاومون كلامه مصرون علي عنادهم غضب .

قال الوالى للقديس : " من أنت حتى تسب الآلهة المكرمين ..؟ " فأجاب القديس قائلاً : " أنا مسيحي فقير

وفلاح أعيش على العشور مع رفقتي " فقال له :"إن كنت لا تسمع ولا تطيع فأنا أعاقبك أما سمعت بما صنعته

بجميع المسيحيين المخالفين لأوامر السادة الملوك الأعزاء ولاسيما ما صنعته فى الذين من قرية شنشيف"؟

فأجابه القديس : " إن الآلهة الذين تذكرهم لا أعرفهم قط ولا يميل قلبي إليهم لأن إلهي عظيمٌ وممجد واسمه

ُيسوع المسيح هذا الذي له السجود والإكرام .

فقال له كيف لا تعرف الآلهة المكرمين وتعرف هذا الذي ذكرت إسمه أين هو لأعرفه ؟ فأجاب أنبا باخوم هو

له السماء والأرض ورب كل من يترجاه وهو كائن قبل الدهور تجسد وتأنس لأجل خلاصنا نحن الخطاة وهو

معين لكل من يتوكل عليه بنيةٍ خالصة فإنه يحفظه وينجيه وهو الإله العظيم واسمهُ قوس فتعجب الوالي من

منطقة الحسن وكونه فلاحاً لا خلطَة له بالمعلمين وقال له بغضب إرفع البخور للآلهة المكرمة لكنه لم يجد إلا

إصراراً .

فلما أيقن الوالي أنه لا يضحي ولا يسجد للأصنام أمر الجند بتعذيبه بغير شفقةٍ إلي أن تجرح جسده وصار

دمه ينزف على الأرض ، ثم أمر أن يضربوه بسياط مصنوعة من جلود البقر حتى غشي عليه وسقط على

الأرض كمثل الميت ولما فاق من غشيته أعني القديس الظافر المجاهد في معركة الإيمانَ وقف ورشم ذاته

بعلامة الصليب وسبح الله الذي جعله أهلاً أن يتألم من أجل إسمه .

قال له الوالي إسمع مني لكي تريح نفسك وأسجد للآلهة المكرمة أبوللون و أرطاميس ولا سيما بيمباجوش

الإله الكبير الذي لهذه المدينة وبقية الأسماء المكرمة ( لأنهم كانوا سبعين إلهاً ذكور وسبعين آخرين إناث ) وأنا

حزين لأنك رجل أمي وعديم المعرفة وعنيد .

فلما نظرت المغبوطة ضالوشام إلي أخيها وهم يعذبونه على إسم السيد المسيح تقدمت هي أيضاً إلي الجهاد

العظيم ولها من العمر ثمانية سنوات فلما نظر الوالي ما كان منها إندهش جداً لشدة مسكنتها إذ لا ترتدي إلا

ثوباً بالياً وطفولتها وقوة قلبها ومحبتها في المسيح فأغتاظ وأمر أن تُعاقب بعقابٍ شديد وأن تكوني يا ضالوشام

صغيرة العمر والقامة إلا إنك كبيرة في العلم والمعرفة بالله مخلصنا بمن أُشبهك يا ضالوشام أُشبهك بدانيال

الصغير في السن الكبير في المعرفة وبأرميا النبي في شكله ومثاله إذ قد تمثلت به فإن الرب يقول لإرميا أني

قبل أن خلقتك وجبلتك في البطن عرفتك ومن قبل أن تخرج من الرحم طهرتك .

أما أنت يا باخوم فقد تشبهت بأشعياء النبي الذي نشروه بمنشار الخشب وبحزقيال النبي في عبادته أنتما

الآن قد صار إفتخاركما بالمسيح يا من قدما جسديهما للعذاب والنار لأجل إسم المسيح الحلو الذي هو إسم

الخلاص المملوء من كل مجد بالحقيقة كل من يتقدم إلي صورتكما ( أيقونتكما ) بمحبة أيها الشهيدان المعترفان

بالملك الحقيقي يسوع المسيح وله أمانة صادقة ينال الشفاء .

أيها الأمير أن القيام في حضرة ملكهما الذي لا يزول ولا يتغير يسوع المسيح يا من لم يخافا من تهديد

العذاب ولا من رؤية الهنبازين وآلات التعذيب والمرازب الحديد وقدر النحاس المملؤة زفتاً وكبريتاً والسيوف

المسنونة فمن يستطيع أن يمدحكما كإستحقاق كرامتكما فإني أحسب آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد

أن يستعلن فينا " رو 8 : 18 " .

تعذيب القديسة ضالوشام :

أما الجنود فضربوا القديسة ضرباً موجعاً حتى وقعت على الأرض فلما نظر الأنبا باخوم أخته وهي في

غيبوبةٍ تنهد من عمق قلبه وصار في حزنٍ ورفع صلاة إلي العلى قائلاًً :

" يا إله القديسين ورب الأرباب أيها السيد ضابط الكل الذي له عدم الموت وحده يا من نزل من السماء

لأجل خلاصنا وحمل الآلام لأجل آدم وذريته حتى يفكهم من يد العدو الشيطان الآن أطلب من صلاحك يا محب

البشر اللهم إسرع إلي معونتنا في هذه الساعة لأنك معين لكل من يترجى إسمك يا من يعطي المعيى قدرةً ، قونا

نحن أيضاً لأنك أنت أب الأيتام وقاضي الأرامل وميناء للذين في العاصف ومرشد الذين في الطرقات أنت الذي

تشبع الجياع من الخيرات اللهم نجنا وتحنن علينا وأشرق بوجهك علينا وأحفظنا حتى نكمل سعينا وجهادنا

الموضوع أمامنا أنا وأختي الصغيرة ، ثبت نفوسنا وواسنا لئلا نخور في الجهاد يا من يسمع لصوت كل من

يدعوه إسمع صوت تضرعي وأقبل سؤالي حتى نكمل ما قد وُضع أمامنا ولا نكون هزئاً وضحكاً أمام الناظرين

فإن إسمك مرتفع علي الكل أنت الذي يليق لك التسبيح والمجد والإكرام يا إله آبائنا ورب البرية إحفظنا حتى

نسلم نفوسنا بين يديك أنت هو المتحنن والرؤوف يا من لا يشاء موت الخاطئ لا تتخل عني وعن هذه الفتاة

الصغيرة المسكينة لأننا متوكلين عليك إلي الأبد ".

وكان الحراس يسمعونه وهو يصلي وهم وقوف متعجبين من منطقة الحسن وإذ بقوةٍ نورانية وقفت ما بين

القديس باخوم وأخته ضالوشام وشفتها وقوتها فنهضت القديسة وتقدمت إلي أخيها وأمسكت بيده ثم تقدمت

ووفقت أمام الوالي الذي أحضر له ثوبين من الحرير الفاخر متقن الصنع وقدم لها قليلاً من البخور وقال لها:

أنظري يا إبنة خذي هذا اليسير من البخور واللبان وأرفعيه في هذه المجامر وأنا أخلع عنك هذه الثياب

البالية فلم تلتفت لقوله فأغتاظ جداً وأمر أن يضعوا جمر نار على صدرها وتحت جنبيها حتى تكتوي جميع

أعضائها بالنار وأيضاً بأنواع العذاب المختلفة بقيود الحديد وبسلاسل في عنقها وأيديها في المراجل وهو يغلي

لأن هذه القديسة كانت قوية القلب ثابتةً كمثل حجر الماس القادر علي المصادمات وكذا أيضاً القديس باخوم أمر

الوالي أن يقلعوا أظافر يديه ورجليه ويعذب بأنواع العذاب فآمن كثيرون بواسطتهما ونالوا إكليل الشهادة .

وأخيراً لما رأي الوالي أنه لا ينفع شئ معهما بل كانا سبباً في إيمان الكثيرين أمر بأن ينزعوا رأسيهما بحد

السيف فأكملا شهادتهما في اليوم الثاني والعشرين من شهر كيهك في وقت الساعة الخامسة من النهار في

المدينة المحبة لله أخميم فصار لهما بهذا ذكرى عظيمة في السماء وعلى الأرض وكل من يسأل ينال بإسمهما

الخلاص والرب ينجيه من فخاخ الشيطان فتعالوا لنفرح ونبتهج في هذا اليوم في عيد هذين الشهيدين لننال

بركتهما وشفاعتهما أمام منبر المسيح .

تكفين الشهيدين ودفنهما :

بعد هذا أتى أهل قريتهما وأحضروا لهما أكفاناً حسنة غالية الثمن وتوابيت من خشبٍ كريم مع طيب

روائح ذكية وكفنوا جسديهما وحملوها ومضوا بها إلي بحري ( شمال أخميم ) خارج قريتهما في الجبل الشرقي

ودفنوهما هناك وهم فرحون بما أعطاهما الله من نعم جزيلة لأجل إعترافهما الحسن بالمسيح الذي يجازي كل

واحد على قدر تعبه ولا يخيب من طلب مراحمه لأنه يستجيب لمن يدعوه ومغيث من يرجوه فوهب لهذين

القديسين الأكاليل التي لا تضمحل المحفوظة لهما في السماء .

فأنظروا أيها الأحباء لهذين القديسين اللابسين الروح الذين تاجروا بالوزنات وربحا وعيّدا مع جميع

القديسين فلأجل الأتعاب والعذاب الذي نالوه أمام حكام الأرض الزائلين نالا ما لا يزول .. ومن بعد هذا يا أحبائي

أتي أهل مدينة أخميم بعد أن دفنوهما بحاجر قريتهم سفلاق وإبتدأوا في بنيان بيعة علي أعضائهما الطاهرة

أعني الناس المحبين لله من أهل مدينة أخميم لكي ما تدركهما بركتهما في زمن الشدائد .

بناء الدير :

كان أرخن غني محباً لله من أهل قرية سفلاق يُدعى مرقس إبن محب للبيعة إسمه شنوده ذا جاه ومال كثير

فلما تنيح قام إبنهُ شنوده ودفنه في موضع بجانب أجساد القديسين أنبا باخوم وأخته ضالوشام وإتفق أن كان

يوم حار فأتى شنودة إلي قرية سفرق ولما أمسى الوقت دخل مخدعه ليرقد فلم يقدر وقام من نومه وطلع فوق

سطح بيته وتطلع إلي المشرق نحو الجبل فنظر نوراً ساطعاً في الجبل وسمع أصواتاً حسنة لقومٍ يسبحون

ويرتلون داخل البيعة فأندهش وكثر تعجبه ثم رجع إلي منزله وهو يمجد الله وقديسيه

ولما كان باكر النهار جمع الفعلة لعمل الطوب ولقطع الحجر وأحضر المعلمين والمهندسين وإبتدأ ببناء

الدير العظيم حتى كمل البناء بكل زينةٍ وبحسن نظام وترتيب وحضر الأب الأسقف أنبا صرابامون وكرسه علي

إسم الشهيد العظيم الأنبا باخوم وضالوشام أخته وأظهر الرب في هذا الدير آيات وعجائب ومواهب شفاء في

ذلك

اليوم فطلب الأرخن شنوده من الحاضرين أنه إذا ما تم سعيه وإنتقل من هذه الحياة يُدفن جسده في دير الشهيد

أنبا باخوم وأخته ضالوشام بنجوع الصوامعة شرق ويقع علي حافة الأرض الزراعية في إتجاه الشمال الشرقي

من أخميم وعلى بعد نحو عشرة كيلومترات منها(والوصول إليها من أخميم أو سوهاج بالأتوبيس والنزول

بمحطة كوبري الدير).

وصف كنيسته :

حجاب الكنيسة قديم ولهيكل الشهيد بابان أحداهما عن اليمين وآخر إلي أقصى اليسار وفي مواجهة

المذبح توجد طاقة بالحجاب منها يبارك الكاهن الشعب كما تمتاز قبة الهيكل وهي مصنوعة من الخشب بدقة

الصنع ونقوشها الجميلة وتعتبر الباكية القبلية من أجزاء الكنيسة القديمة وتلاحظ أن العتبة العليا للباب

الخارجي للدير عليها نقوش فرعونية ( من عهد البطالمة ) .

وتعتبر كنيسة الدير المبني الوحيد الباقي من الدير وقد إحتفظت بطابعها وسلمت من الإندثار إن كثير من

المؤرخين لم يحالفهم الصواب في تعريف هذا الدير إذ نسبوه خطأ إلي القديس أنبا باخوم أب الشركة .



جسد الشهيدين حالياً :

بعد فترةٍ من إستشهاد الشهيدين أنبا باخوم وضالوشام أخته كان المؤمنين قد بنوا دير الشهيد الأسقف

الأنبا بسادة في شرق المنشأة ووضعوا به جسد الأنبا بسادة ورأى المؤمنون أن ينقلوا جسد الشهيدين ليكونا

بجوار جسد خالهما الأسقف وعندما وضعوا الصناديق التي تضم جسديهما إذ بالصناديق تقف وحدها فأعادوا

وضعها أفقياً فوقفت مرة أخرى فعرفوا أن هذا إكراماً لخالهم الأسقف الشهيد لا يريدون أن يكونا بنفس مستواه

فتم بناء مزار لهما مرتفعاً عن مزار الأنبا بسادة ويشاهد هذا الوضع إلي هذا اليوم لمن يزور دير الأنبا بسادة .


رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرست قديســـــين أطــــــــفال dr_poula سير القديسين 6 05-22-2010 10:52 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 07:58 PM.