ذات ليل حزين ..
فاضت ذكرياتي ساكبة لحظاتها أدمعاً رسمت خطاها على وجناتي..
ذات ليل حزين ..
قلبت فيه صفحات الماضي .. أبحر بين سطورها .. وأغوص في أعماق أحرفها وكلماتها..
ذات ليل حزين ..
تذكرتك .. تذكرت أيام ضمتنا إلى أحضانها سوياً .. تذكرت ليالٍ تسامرت معنا .. وأنجماً استرقت السمع لضحكاتنا وسماء تفيأت أحاديثنا تحت ظلالها..
تذكرت كيف سرنا معاً .. لنا أفكارنا .. ولنا مستقبلنا .. ولنا خططنا .. نفتخر دائماً بأننا رسمناها معاً..
تذكرت كل شيء جميل وشعور أجمل تسلل إلى قلوبنا ليضمها إلى قلب واحد مفعم بمعاني الصداقة ..
وفجأة..
خطت فرشاة الحزن بألوانها على قسمات وجهي وسرى شعور كئيب ككآبة ليلي .. ينفض غبار السنين عن يوم وداعنا الأليم..
كيف افترقنا ؟؟ كيف فرض ذاك الموقف سيطرته على عقلينا؟؟
كيف جعلنا أسرى نأن من ألم قسوته .. مكبلين بقيود الكبرياء المزعوم.. غافلين عن معاني الصفح والعفو والاعتذار .. كيف جرفنا هذا التيار وأطاح بنا في وادي الخلاف وفرقة بعد صحبة وائتلاف..
كيف .. وكيف..
أسئلة عديدة ألجمت فكري .. وأحرقت بإستفهاماتها مقلتي.. وألقت بي تائهة حائرة.. لا أملك سوى قلمي..
أخط بمداده أحرف وكلمات أبعثها مع أرق النسمات .. تحمل على كتفيها اعتذاري.. يتوارى من خلفه ندمي وأسفي على أيام مضت ولم أقولها لك..
فيا من كانت ولا تزال حبي الوحيد..
أقولها لك الآن..
آسفة .. تلك الكلمة الصغيرة التي أدركت تواً أنها بإذنه تعالى كفيلة بأن تذيب ثلوج مشاعر وأحاسيس تجمدت وعلت على قلبينا..
همسة أخيرة أبعثها لك..
لا أملك غاليتي إلا دعائي الباكي أن لا تغادرك كلماتي إلا بعد أن يغادرك غضبك .. على ما اقترفته في حقك وأن يصلني منك مايرسم البسمة على شفاهي ويهمس في أذني بأنك عدت إليّ طاوية صفحة الماضي ..
في انتظارك دوماً أيتها القريبة البعيدة ..