رد: ليه يارب اخدت منى حبيبى ؟؟؟
كُتب : [ 12-06-2010
- 07:58 AM
]
في الحقيقة أحياناً كثيرة ينخدع الإنسان ويظن أن كل شيء يأتي من الله ، مع أنه لا يتمسك بالله ولا يعرفه وحياته ملك ذاته ، واختياراته تتوقف على شخصيته البعيدة عن الشركة الحيه مع الله القدوس ، فيحيا بعدم إيمان وتتعلق نفسه بكل ما هو أرضي والبحث عن إرضاء ذاته ، وهو لقمة سائغه لأهواء وشهوات نفسه المسيطره عليه ويحيا تحت سلطان الخطية في يد عدو كل خير ، وحينما يفقد الذي يميل نحوهم بحب غير سوي ويتركونه لأجل اختيار خاطئ أو مشكلة ما ، لأن الحب مبني على الجسد المتغير حسب مزاجه الخاص ، ويشكو في النهاية الله ويظن أن الله تركه ، مع أن الله بريء من كل هذا لأن هو من لا يحيا له ...
ولا ينفع القول أن الله سيبعت أو يرسل لنا ما نشتهيه ، لأن الله يعمل لأجل خلاصنا ويعطينا ما يُناسبنا أن كنا نحيا في ظل رعايته طالبين مشيئته ، لأنه يعمل أولاً لأجل حياتنا الأبدية ثم يزيد لنا كل ما هو أرضي ليجعلنا نسير في طريق الحياة الأبدية ....
ولكي لا نضل فمكتوب : اطلبوا أولاً ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم (مت 6 : 33)
الله لن يرسل لنا ما نشتهيه ونُريده إلا لو كان يتفق مع حياتنا الأبدية الذي نطالبها أولاً ، أما إذا طلبنا الجسديات وكل ما نشتهي أن يكون في حياتنا بدون هدف الحياة الأبدية والشركة الإلهية سنظل نسير في دائرة مفرغة ، ونحيا في تيه دائم ونظن أن الله تركنا مع أننا في الواقع نحن من تركنا يد الله ، فلماذا في النهاية نعتب عليه ونقول نحن نصلي ونصوم لكي يتدخل الله في حياتنا ، ونحن رغم صلواتنا وشكل العبادة الظاهري فلازلنا ابعد ما يكون عن حياة الشركة مع الله ولا زلنا نطلب ما على الأرض من مأكل ومشرب ونجاح بل وننتظر حبيب يشبع رغبات الجسد وأهواء نفوسنا الخاصة ونحن مبتعدين عن المصدر الأصلي المخلوقين على صورته كشبهه ....
فالله في النهاية ينتظر توبتنا وعودتنا إليه بشركة حية ليعوضنا عن سنين الوحدة والانفراد بعيداً عن حضنه ، وفي تلك الساعة يوفقنا في اختيار من يتفق معنا في حياة الأبدية ليكون لنا شركة مقدسه مع بعضنا البعض في سر التقوى ونسير نحو الغاية الواحدة بإيمان حي لا ينطفأ بل يزيد ويعمل بالمحبة ...
+ [ مدفونين معه في المعمودية التي فيها أُقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات ] (كو 2 : 12)
+ [ فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله ، إهتموا بما فوق لا بما على الأرض ، لأنكم قد متم و حياتكم مستترة مع المسيح في الله ، متى أُظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه في المجد ... لا تكذبوا بعضكم على بعض إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ، و لبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه ... لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى و أنتم بكل حكمة معلمون و منذرون بعضكم بعضاً بمزامير و تسابيح و أغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب ] (مقتطفات من كو 3 : 1 - 13 )
+ [ الذي رأيناه و سمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا و أما شركتنا نحن فهي مع الآب و مع ابنه يسوع المسيح ] (1يو 1: 3)
أشكرك على تعبك الرائع في الموضوع ، طالبين من الله أن يسكب روح توبه على الجميع ، معطياً حياة أبديه للكل في شركة حيه معه بالروح لا تنطفأ قط ، أقبلي مني كل تقدير لشخصك المحبوب في الرب ، النعمة معك كل حين
|