9 – الجمرة ؟
قال النبي أشعياء [ وجاء إلىَّ أحد السيرافيم وفي يده جمرة متقدة أخذها من على المذبح بملقط وقال لي هذه ستلمس شفتيك لكي تنزع أثمك وتطهرك من خطاياك ] ( 6: 6 – 7) ، ونحن نقول أن الجمرة المتقدة هي مثال وصورة للكلمة المتجسد ، لأنه عندما يلمس شفاهنا أي عندما نعترف بالإيمان به فأنه يُنقينا من كل خطية ويُحررنا من اللوم القديم الذي ضدنا .
ويُمكننا أن نرى أيضاً الجمرة مثالاً لكلمة الله المتحد بالطبيعة البشرية دون أن يفقد خواصه ، بل حول ما أخذه ( الطبيعة البشرية ) وجعله متحداً به ، بل بمجده وبعمله . لأن النار عندما تتصل بالخشب تستحوذ عليه ، لكن الخشب يظل خشباً ... فقط يتغير لشكل النار وقوتها ، بل يصبح له كل صفات النار وطاقتها ويعتبر واحداً معها . هكذا أيضاً يجب أن يكون اعتقادنا في المسيح ، لأن الله اتحد بالإنسانية بطريقة لا يُنطق بها ، ولكنه أبقى على خواص الناسوت على النحو الذي نعرفه ، وهو نفسه لم يفقد خواص اللاهوت عندما اتحد به ( بالناسوت ) بل جعله واحداً معه ، وجعل خواص ( الناسوت ) خواصه ، بل هو نفسه قام بكل أعمال اللاهوت فيه ( في الناسوت )