5 – كيف قيل أن الكلمة أخلى أو أفرغ ذاته ؟
إن الله الكلمة بطبيعته كامل من كل الوجوه ، ومن ملئه يوزع عطاياه للخلائق . ونحن نقول عنه أنه أفرغ ذاته دون أن يمس هذا بطبيعته ، لأنه عندما أفرغ ذاته لم يتغير إلى طبيعة أخرى ، ولم يصبح أقل مما كان عليه لأنه لم ينقص شيئاً . هو غير متغير مثل الذي ولده (الآب) ، ومثله تماماً غير عرضه لأهواء . ولكن عندما صار جسداً أي إنساناً جعل فقر الطبيعة الإنسانية فقره ، ولذا قال [ سأسكب من روحي على كل جسد ] (يوئيل 2: 28) ولقد تم هذا :
أولاً : لأنه صار إنساناً رغم أنه ظل الله
ثانياً : أخذ صورة العبد ، وهو بطبيعته حُرّ كابن . وفي نفس الوقت هو نفسه رب المجد ، ولكنه قيل أنه تمجد لأجلنا . هو نفسه الحياة ، ولكن قيل عنه أنه أُحيى أي أُقيم من الأموات . وأعطى سلطاناً على كل شيء ، وهو نفسه ملك كل الأشياء مع الله الآب . أطاع الآب وتألم وما إليه ... هذه الأشياء تخص الطبيعة البشرية ، ولكنه جعلها له عندما تجسد لكي يكمل التدبير ويبقى كما هو . وهذا ما تقصده الأسفار المقدسة بإفراغ الذات .