كما أن الكون الفسيح لا نعرف حدوده رغم من أننا نعيش ونتشارك في جزء صغير فيه ، هكذا تكون المحبة التي من الله وهي أوسع من كل الكون وتتخطى كل حدوده إذ ليس لها حدود لأنها من الله تنسكب وتشعل القلب وتشع فيه أقوى من شمس النهار الحارقة في عز موجة الصيف ، وهي بطبيعتها تلد الشركة في سر التقوى والشركة تقويها ، وهي تُدخلنا في داخل الله فلا نقدر غير أن نستمر نُحب للنفس الأخير ، بل ويمتد حبنا للأبدية ذاتها !!!
ولا عجب لأن محبة إلهنا قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا ، فيُستعلن لنا الله المحبة في قلوبنا ويظهر فينا ، فنُحصر حصار المحبة فتنساب منا بلا تعب وتشبعنا فرحاً ونعيماً إذ هي ملكوت الله في داخلنا ...
وكما أن الشمس تُشرق طبيعياً حسب طبيعة خلقها ونظام الكون الذي رسمه الله وتطهر كل مكان بإشعاع نورها ، هكذا المحبة تعمل طبيعياً في قلب الإنسان لتغيره وتجعله شبيهاً بالله ، وتشفي القلب المعتل وترسم ملامح الله في داخلنا وتشع منا قوة وتفيح منا رائحة حياة الله !!!فيا لروعة المحبة وجمال إشراقها في كل قلب يطلبها ويسعى أن يفوز بها ، لأن كل من يقرب ليأخذها تأسره وتأخذه هي لداخل الله وتفيض فيه قداسة وعفة ونقاوة ...
أتريد حقاً أن تبرأ من كل داء أطلب المحبة ،
لأن المحبة هي الله ، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه ...