الكنيسة وروح الاستشهاد - †† ارثوذكس ††
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك) به يكتب مواضيع فيها ارشد روحى للأعضاء وذلك بيكون من خبراتهم مع الاب الكاهن فى الاعترافات


مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


الكنيسة وروح الاستشهاد

القريب من السيف قريب من الله . أن تكون وسط الوحوش يعني أنك مع الله ] همي الوحيد هو أن أصل إلى الله عن طريق الاستشهاد وأن أُحصي بين التلاميذ

 

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
الكنيسة وروح الاستشهاد

كُتب : [ 01-13-2011 - 05:46 PM ]


[ القريب من السيف قريب من الله . أن تكون وسط الوحوش يعني أنك مع الله ]
[ همي الوحيد هو أن أصل إلى الله عن طريق الاستشهاد وأن أُحصي بين التلاميذ ]
[ أتركوني فريسة للوحوش لأنها توصلني سريعاً إلى الله ]
[ إني أطوق إلى الوحوش التي تنتظرني ... لقد قربُت الساعة التي سأُولد فيها ... إني أكتب لكم بتمام وعي الحياة مختاراً الموت ]
القيس إغناطيوس الإنطاكي والشهيد – من الآباء الرسوليون – القرن الثاني

قمة الإيمان المسيحي هي في بذل الذات وتقديم الحياة كلها للمسيح الرب ، وتسليمها للموت بإرادة حره وقبول التعيير من أجل الاسم الحسن هي قمة المحبة الحقيقية ، والتي فيها روح طاعة قبول الصيب وحمله حسب وصية الله التي لا تُكتب في ورق وتوضع في فكر ، أو لمجرد الوعظ من فوق المنابر ، إنما تُحفر في القلب بأزميل الله المقدس أي الروح القدس ليتشكل الإنسان بشكل المسيح الرب ، فتتطبع شخصية الإنسان بشخصية سماوية إلهية وهذا ما يُسمى الطبع الإلهي الجديد ...
وهذا هو طبع المؤمن الحقيقي المولود من فوق بالماء والروح ، هذا الذي الذي يؤمن بالله إيمان حي له رؤية للأمجاد السماوية حتى أن الإنسان يستهين بالموت ويهزأ به أمام الحياة الأبدية في حضن الله القدوس الذي أعطانا قوة حياة الشركة معه لا كلاماً إنما فعلاً على مستوى اللمس والرؤيا الداخلية فينبع فرح قوي يسود على أي حزن وضيق أمام مشقات العالم وضيقاته مهما كانت عظيمة أو ضاغطة على نفسية الإنسان ...

فالاستشهاد عند الآباء الأولون ، والذين هم خبراء في هذا الأمر العظيم ، هو شركة المسيح الرب في الآلام ، والروح القدس هو المتكلم والمُعطي قوة لتجاوز حدة هذه الآلام ، فقد علَّم الآباء بأن كل من لا يستعد ليموت لآلام المسيح الرب الذي مات لأجلنا بالحب ، فإن حياة الله ليست فيه ، وكل من هو مُهيأ للاستشهاد هو شريك كأس المسيح ، بل كل من يستعد للموت عموماً مشتهياً أن يكون مع المسيح في محفل القديسين الذين أحبوا الرب بقلوبهم ، فهو الذي يسكن في داخله ملكوت الله ، لأن ملكوت الله داخل كل شخص تائب ويحب الرب ويحيا معه بالإيمان الحي والعامل بالمحبة ، وعلامته الحقيقية هو عدم الخوف من الموت ، ولا يوجد حزن بكآبة القلب على المنتقلين ، وعلى الأخص الشهداء الذين ماتوا على اسم الرب ، لأنهم قد عبروا لأمجاد تفوق كل قدرات الإنسان من معرفة وفهم ...
فمن هو الذي يقبل الشهادة أو أن يُهان بسبب أنه مسيحي بل ويقبل الموت بسهولة وفرح لأجل اسم الرب ، إلا من كان له إيمان حي بالمسيح الرب وله نفس ذات البذرة التي تنمو في داخله ، وهي بذرة ملكوت الله التي تم زرعها فينا كخليقة جديدة اعتمدنا لموت المسيح وقمنا بقيامته في سر معموديتنا التي ينبغي أن نعيشها بسر الألم في مجد قيامة يسوع من بين الأموات ...

الاستشهاد ليس هو فلسفة روحية فكرية نُنادي بها بل ونحتفل فيها بذكرى شهداء ماتوا على اسم الرب ونطلق شعارات وكلمات جميلة في هذه المناسبة السعيدة ، ولا الاستشهاد يخص مجموعة من المسيحيين البسطاء كفكرة طارئة أو ساذجة ، ولا هو يخص الضعفاء الذين يستسلمون لحظهم العاثر ، أو هو لمن لا حلو له ولا قوة ، هذا لا يُسمى استشهاداً على الإطلاق ، بل هو علامة مجد وسمة القديسين المتأصلين في الرب كغصن حي يأتي بثمر الروح والذي اصل جذره المحبة ، وهو حياة الكرازة منذ إنشاء الكنيسة بدم عهد حمل وديع قائم كأنه مذبوح عن يمين العظمة في الأعالي ، هذه الكرازة التي تعطرت بسير مكرسة ومخصصة لله بجمال صلواتهم الواثقة في وعود الله ، وازدادت بهاء بأعمال شهادتهم الحية لله وبأقوالهم وصلواتهم وتهليلهم وترانيمهم وسلوكهم وكتاباتهم ، وبعطر آلامهم وشهادة دمائهم الحية أمام عرش الرحمة وباختصار بتاريخهم الاستشهادي من أجل كلمة الله ، حتى أن الكنيسة تحتفل بهم في عيد النيروز فرح الشهادة المجيد واستعلان مجد ملكوت الله ...
+ يا أحبائي أن مُعلمي الكنيسة على مر التاريخ المسيحي ، علَّموا أن المسيحي الحقيقي لا يضطرب من شيء قط ولا يخشى الموت أو يخافه ، ولا ينتحب على شهداء المسيح ويتشح بالسواد ، أو يرسم صليب أسود أو يضع شريطة سوداء على صورة شهيد ، بل يفرح ويضع اللون الأبيض في كل مكان ويعتبر هذا اليوم عيد ، حتى أن الآباء في يوم استشهادهم اعتبروه ميلادهم الجديد ، فهم مولودين بمخاض الآلام والموت من عالم الضعف وبقايا الموت ، لعالم الحياة الجديدة في شركة أعظم مع الله حبيبهم الخاص ، ومع شركاءهم في المجد ...
فالاستشهاد عن الآباء هو كمال الحب الإلهي وكمال عمل المحبة ، فكان هو شهوتهم ، لا يسعون إليها (مع أن البعض سعى إليها وهذا لا يتفق مع روح الآباء ولكن اعتبروهم شهداء المحبة) ، إنما يقبلونها بفرح ، ويتمنوها من كل قلوبهم ، بل حينما تأتيهم يرفضوا الهرب منها بل يتغنوا بها ويكتبوا للكنائس أن لا يحرموهم منها ويبتهجون من أجلهم جداً بل يحتفلوا بيومهم هذا لأن هذا هو احتفال الكنيسة الحقيقي الذي يبهجها جداً بل ويصير عيدها العظيم ، وقد كتب القديس إغناطيوس الإنطاكي والشهيد عند قرب استشهاده قائلاً : [ لقد ابتدأت أن أكون تلميذاً للمسيح ] وهذا ما أكده القديس كليمندس الإسكندري في أواخر القرن الثاني ليوضح أنه قد صار عقيدة راسخة في الكنيسة ، فلم يعد للكنيسة شرف أعظم من تقديم الشهداء للسماء ، إذ ليس ما يُعادل اسم "شهيد" ...

ونلاحظ أن في كل سنوات الاضطهاد التي مرت بها الكنيسة وعلى الأخص منذ بداية عصر نيرون عام 64 حتى مرسوم ميلان للتسامح والسلام عام 313م لم تتزحزح عن وصية المحبة ، لأنها سلمت روح المحبة للجميع ، وأوصت بوصية الرب بمحبة الأعداء وحثت كل أولادها على البعد عن الإثارة والكراهية والتذمر وبغضة الآخر ورفضه ، وركزت على روح الصلاة الدائمة والتهذيب بالأصوام حتى تنكسر الذات ويحيا كل مسيحي حقيقي بروح الاتضاع والمحبة الدائمة ، وأعطت تعليماً موضوعياً فيه احتراس من المديح الذي يؤدي كثيراً إلى الكبرياء الداخلي ، وأيقظت وعي كل أولادها على ضرورة الصليب وحمل آلام الرب المسيح لكي يكون كل واحد إنسان الله الكامل في جسد حي يحمل سمات الرب أي آلامه ...


_____________________
وكنت أحب أن يكون لي الوقت والقدرة حتى أكتب لكم كل كتابات الآباء مُعلمي الكنيسة القديسين عن الشهادة والشهداء ، وهذه بعض أسماء الكتب الآبائية وكاتبيها في هذا الموضوع فرح الكنيسة كلها ومجدها الخاص :
· كتاب : [ الحث على الاستشهاد ] للعلامة أوريجانوس الإسكندري
· كتاب : [ إلى الشهداء ] ، كتاب : [ عن الهروب في زمن الاضطهاد ] للعلامة ترتليان الأفريقي
· كتاب : [ الحث على الاستشهاد ] للقديس كبريانوس أسقف قرطاجنة الشهيد
· طبعاً ويوجد عشرات الكتب والمؤلفات والرسائل للقديسين وآباء الكنيسة المُعلمين والذي كان معظمهم شهداء فعلاً ، يتكلمون فيها عن الشهادة والشهداء ...
طبعاً من الصعوبة التامة أن آتي بكل هذه المؤلفات والتي تحتاج سنين وأيام لكتابتها ، وقريباً سأضع بعض منها ، ولكن قد وضعت جزء من كُتيب للقديس كبريانوس عن [ لماذا ترهبون الألم والموت ]

أحباء الله والقديسين ، يا أولاد شهداء رب المجد المسيح ، كونوا مُعافين راسخين في الإيمان الرسولي والذي سُلم إلينا نحن الذين انتهت إلينا آخر الدهور ، في اسم الله الآب وربنا يسوع رجاءنا المشترك في روح المحبة الذي يأخذ من المسيح الرب ويعطينا ...




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 01-14-2011 الساعة 02:05 AM
رد مع إقتباس
Sponsored Links

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاستشهاد, الكنيسة, وروح


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكنيسة المسيحية القبطية الأرثوذكسية في مصر اشرف وليم وثائق ودراسات تاريخية 0 02-24-2012 06:32 PM
تاريخ الاباء البطاركة من القديس مارمرقص الرسول حتى قداسة البابا شنودة الثالث..ز Hanyking وثائق ودراسات تاريخية 6 10-03-2011 05:03 AM
ظهور العذراء مريم فى مصر Coptic4ever2 حياة القديسات 11 07-28-2010 11:41 AM
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية(ارجو التثبيت) mina emad ghali سير القديسين 2 04-15-2010 02:59 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 05:49 PM.