دة موضوع قرأته فى منتدى الموجه القبطيه وعجبنى جدا وحبيت اعرضوا عليكم
علشان اشوف رأيكم اية فيه
رسالة بابوية خالدة
هناك مثل شعبى منتشر بين جميع الشعوب رغم إختلاف التقاليد واللغة " إصطاد عصفورين بحجر واحد" إسمحوا لى بمناقشة إقتراح ينطبق عليه هذا المثل ويزيد لأن الحجر سيصطاد عدة عصافير، أو بمعنى أدق سيحقق عدة أهداف. ولكن أولا تعالوا نقرأ رسالة من أرشيف الرسائل البابوية للمتنيح مثلث الرحمات البابا الأنبا كيرلس الخامس والتى أصدرها عام 1925 ومع ذلك فإن موضوعها سيبقى معنا إلى نهاية الأيام.
رسالة رعوية إلى النساء
كيرلس الخامس بنعمة الله بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية، إلى جميع إخوتنا الأحباء المطارنة والأسلقفة الموقرين، وأولادنا القمامصة والقسوس والشمامسة المحترمين. وإلى حضرات أبنائنا وبناتنا وسائر أفراد الشعب القبطى المباركين، نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح.
سبب الرسالة - إرتداء النساء أزياء أهل العالم
لقد بلغ مسامعنا أنين الأتقياء الغيورين على فضيلة القداسة والعيشة الطاهرة، وتردد إلينا صوت توجعات الرجال الذين إمتلأت قلوبهم بمخافة الله، وتألمت نفوسهم من إنتشار أزياء الملابس النسائية الحديثة التى وفدت من الخارج فى هذه الأيام. وما فى أشكالها وأنماطها من كل ما ينافى الحشمة ويخالف الأدب. ففاضت نفسنا بالحزن من جراء هذه الحالة التى هى أبعد ما يكون عن عاداتنا المستحسنة التى من شأنها إستنكار تبرج النساء والحرص على أن يكن مثال اللياقة والكمال فيما يظهرن به من الملابس، وأهم من ذلك أنها تعارض على خط مستقيم سنن الدين وأوامر الرسل الأطهار.
وصايا للنساء
فقد قال معلمنا بولس الرسول:
" 9وَكَذَلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَة الثَّمَنِ ِ 10بَلْ كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُتَعَاهِدَاتٍ بِتَقْوَى اللهِ بِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ" (1تى9:2-10)
وقال معلمنا بطرس الرسول مخاطبا النساء:
"3وَلاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ، 4 بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ5 فَإِنَّهُ هَكَذَا كَانَتْ قَدِيماً النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضاً الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ، يُزَيِّنَّ أَنْفُسَهُنَّ" (1بط3:3-5)
+ فكلمة الله المقدسة صريحة وواضحة فى أنها تنهى عن الزينة الجسدية الخارجية، وتفضل عليها زينة النفوس كالتحلى بالأخلاق الفاضلة والتجمل بالآداب السامية وسائر الفضائل، التى إذا كانت ضرورية للرجال، فهى أشد ضرورة للنساء لأن سلوكهن يؤثر فى أزواجهن، وينطبع فى أولادهن وفيمن حولهن.
+ ولما كانت بناتنا النساء القبطيات قد إشتهرن دائما بالورع ومراعاة الحشمة، وكانت سيرتهن فى كل العصور موضع الفخار. فمما ينفطر له قلبنا إذا إنحرف بعضهن وراء الشيطان وتبعن طريق الضلال بالخضوع لتلك الأزياء الغريبة القبيحة، وخرجن عما هو من أخص صفاتهن من إلتزام جاد للياقة والوقار فى ملابسهن، وظهرن بملابس تسبب العثرات والشكوك لكل من يلتقى بهن ناسيات قول السيد المسيح له المجد” وَيْلٌ لِمَنْ تَأْتِي من قبله الشكوك والْعَثْرَات" (مت7:18) كما نشر {“وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ” كما جاء بطبعة بيروت}.
وبما أن من أقدس واجبات الرعاية الملقاة على عاتقنا ومن أصدق رغباتنا أن نشفق على هذه النفوس الثمينة أن تستهويها غواية هذه الأزياء الفاشية، وما تجلبه من الشرور الهادمة للأخلاق والفضائل فقد رأينا أن نوجه الآن أنظار حضرات إخوتنا الأعزاء المطارنة والأساقفة وأولادنا القمامصة والقسوس ووعاظ الكنائس فى جميع أنحاء الكرسى المرقسى إلى:
+ ضرورة القيام على تحذير بنات الكنيسة المحبوبة من سيدات وآنسات تحذيرا مستمرا من الأخذ بهذه الأزياء الخبيثة والإنسياق مع تيارها والإنحدار فى طريقها المؤدى إلى الهلاك،
+ والإهتمام بتعليمهن وتدريبهن، بالوعظ والنصح، أن يقاومن كل ما يدفع بهن إليها سواء كان هذا الدفع من تأثير العادات الإجتماعية الفاسدة، أو من تأثير القدوة السيئة والمعاشرات الرديئة وتفهيمهن أن إرتدائهن الملابس الخليعة كبيرة من الكبائر التى تستوجب غضب الله تعالى وعقابه، وسخط العقلاء من الناس.
+ ولكى يثمر هذا التعليم ثمره المرجو نناشد أبناءنا من الآباء والأزواج والشبان بمحبة المسيح ، أن يكونوا عونا لرعاتهم ووعاظهم على منع بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم من الظهور فى أى مكان بهذه الأزياء المعيبة، لأن ذلك مما تستدعيه كرامتهم وشرف سمعتهم، ومما يتطلبه منهم دينهم ومسيحيتهم.
وتوصلا إلى إستئصال شأفة هذه الآفة وانقاذ شعبنا من شر استفحالها، نطلب من حضرات إخوتنا وأبنائنا الرعاة على إختلاف مراتبهم، علاوة على مداومة التعليم والتحذير والإرشاد فى كل فرصة بنبذ هذه العادة وغيرها من العادات الشائنة أن يراعوا تنفيذ ما يأتى:
أولا: غير مسموح ولا مصرح لأى سيدة أو فتاة تصر على التمسك بالأزياء القبيحة بالتقرب من المائدة المقدسة لتناول الأسرار الإلهية.
ثانيا: غير مسموح ولا مصرح لأى سيدة أو فتاة أن تدخل الكنيسة وهى مرتدية لباسا مخالفا للحشمة، بعد ما تكون قد أنذرت ونبهت إلى عدم إرتداء هذا اللباس.
والأمل تلاوة منشورنا هذا فى الكنائس بعد صلاة القداس، والإجتهاد فى تعميم العلم به والتدقيق فى تنفيذ ما يتضمنه بما نعهده فيكم من الغيرة على مجد الله وخلاص النفوس الكريمة.
ونسأله تعالى أن يمدكم بقوته ويساعدكم بنعمته وأن يلهم شعبنا المبارك عمل مرضاته. وإله السلام قادر أن يسحق قوى الشيطان تحت أقدامكم سريعا. وسلام الله الذى يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم فى المسيح يسوع.
ونعمته وبركته تشمل جميعنا، له المجد فى كنيسته إلى الأبد آمين.
تحريرا فى 29 بشنس 1641 ش الموافق 6 يونيو 1925م
كيرلس الخامس