كيف أقنع اسرتي بمن أحب أو بحريتي في اختيار مستقبلي
كُتب : [ 04-08-2009
- 10:05 PM
]
السلام لنفوسكم يا أحباء الله
كثيرون يتساءلون عن كيف يقنعوا الأهل باختيار مستقبلهم ، واختيار شريك الحياة ،
أقول لكم يا أحبائي :أن هناك خطوات ينبغي أن نتخذها لكي تكون المناقشة مجدية مع الأهل وهي كالآتي :
أولاً قبل أن تبدأ أي حديث أو حوار ، لابد من أن يكون لك قناعة خاصة – دون انحياز – لمن تُحب أو تريد أن ترتبط به أو لمستقبلك واختيارك لدراستك أو عملك الخاص ... الخ ... !!!
فاجلس مع نفسك أولاً وقيس كل الأمور بالعقل والتعقل دون الاندفاع وراء مشاعرك بعناد لكي ما تكون ضد الأهل من منطلق أنك تسبح ضد التيار باندفاع الشباب العاطفي وتدافع عن اختيارك بعنف لأنك لا تقبل أن أحدٍ ما يتدخل في حياتك لأنك أصبحت رجلاً ، دون منطق وتعقل منك أو بحث جاد في مستقبلك برؤية واضحة من كل وجه وبسماع كثرة من المشيرين ذو الخبرة !!!
ومن المبادئ التي ينبغي أن تراعيها هي الآتي :
* أولاً : اختيار الوقت المناسب في الجلوس مع الأبوين كلا على حده دون وجود الاثنين معاً ، لأن وجدهم معاً سيجعل كل واحد يندفع في وجهة نظرة مدافعاً عنها دون إعطاء الفرصة للحديث المتواصل ، ولتحاول أن تبدأ تجلس بهدوء ولا تتعصب أبداً و تستمع إليهم للنهاية ولا تقاطعهم أبداً في كلامهم ، بل أعطي لكل واحد منهم مجال الحديث واهتم بكل التفاصيل لترد على كل نقطة من جهة القناعة الشخصية ...
فركز على أن تتمتع بثقافة الحوار وعدم المقاطعة أبداً ، لكي حينما تأتي بدورك لا يقاطعك أحد وتكون المناقشة مجديه ولها ثمر في النهاية .
* ثانياً : ابدأ الكلام بكلمة حلوة معهم وبابتسامة صافية بصدق القلب دون أن تتصنع ذلك ، وحاول أن تقنعهما برأيك بهدوء وتروٍ ، وحاول أن تكسبهما وحذارِ من أن تخسرهم أبداً ، أو يكون كلامك بشكل مستفز ، أو تبدأ الحديث بتهكم ، لأنهم ليسوا أعداء لك ، بل هما أحبائك المقربين منك جداً ويهتمون بمصلحتك ومستقبلك حتى لو لهم وجهة نظر مختلفة جداً وبعيدة عنك تماماً .
* ثالثاً : اظهر اهتمامك بهم وتحملك المسئولية ، عرفهم انك مسئول عن قراراتك ومش تابع للبنت التي تحب أو لغيرها ولن تكون تابع لأي أحد ما ، وتقول لهم أن رأيهم أنت تأخذه بعين الاعتبار وتفكر فيه بعمق وبتأني ولكن قرارك أنت المسئول عنه ، فأظهر لهم انك رجل تتحمل المسئولية ومواجهة المشاكل ولن تدع أحد أن يمسك زمام أمورك ، ولكن طبعاً هما أبويك ولهم حق عليك بأنك ترعاهم بالحب وصدق الحق وأن تصغي وتستمع لهم وتفكر فيما يقولون وتقيس كل الأمور بتعقل ...
* أحذر تماماً من أنك تتعصب أو تتنرفز أو تقوم برد لا يليق بتسرع ، فهذا كله كفيل بأن يزعزع صورتك أمام والديك وتجعلهم يظنوا أن من تحب مسيطر عليك وسوف تُأثر على علاقتك معهم ، أو لازلت في حالة من المراهقة ولست أهلاً أن تتحمل المسئولية، وبذلك تبني سور عالي بين من تُحب وبين أسرتك وإذا نجحتم وتزوجتم ستجد مشاكل لا تنتهي ، وستكون عداوة قوية كالصخر بينها وبين والديك أو أحدهم على الأقل وتعيش في جحيم لا ينتهي أبداً مهما ما بذلت من جهد لتحسين الصورة أو تصحيح الوضع ....
* وان وجدت أحد والديك تعصب في الحديث وفي حالة عدم إصغاء إليك ، انهي الحديث فوراً بهدوء و قل لهما بكل احترام وتقدير : سأتركك الآن لأنك لا تريدي أن تصغي لكلماتي وسوف أجلس معك حينما تكون هناك فرصة أفضل : واستأذن قبل أن تنهض ، فاحذر من أن تقوم غاضباً أو مسرعاً لئلا لا يكون هناك مجال للاستماع إليك مرة أخرى ...
وأركز مرة أخرى وأقول : استأذن في الانسحاب بحب وأبقى ارجع للمناقشة معهم مرة أخرى ولا تتوقف ولو كانت المناقشة ها تأخذ أيام وشهور مش مشكلة المدة المهم والديك يقتنعوا بحاجة مهمة جداً :
أولاً أنك راجل يُعتمد عليك وتتحمل المسئولية ولا تتهرب منها أو تأخذها بشكل غير عقلاني ...
ثانياً لك القدرة أن تواجه مشاكلك بكل حزم وجدية دون الخروج عن أعصابك
ثالثاً أن قراراتك أنت المسئول عنها وصانعها
رابعاً مستقبلك في يديك أنت وحدك فقط مع حفظ الاحترام لوالديك واخذ رأيهم في الاعتبار والأولوية ...
أرجو أن أكون وضعت نقاط هامة جداً وبسيطة لكل شاب وشابة وفي كل الظروف أو المواقف المصيرية الذي يريدها هو وليس أي آخر وعلى الأخص الأهل ...
لأنه ليس من حق أحد مهما كان أن يتخذ خطوة المستقبل لشخص آخر ، ممكن أن يكون ناصح ومرشد وموجه فقط بأنه يُشير على الطرق السليمة وأن يقول وجهة نظرة بوضوح وشفافية دون الانحياز لرغباته الخاصة الذي يريد أن يحققها في غيره أو أبناءه على الأخص ...
هذا ظلم وتعدي على حرية الآخر ولم يعلمنا المسيح يسوع إلهنا القدوس هكذا على الإطلاق لأن هذا حب أناني جداً ، فلا يرى الآخر بل يرى نفسه فيه محققاً كل ما يتمناه ...
والأهل عادة يظلوا مربوطين ارتباط مريض بالأبناء ولا يفسحوا لهم المجال للاختيار لأنهم يروا أنهم صغار مهما نضجوا ، فمن وجهة نظرهم أن أبنائهم دائماً غير قادرين على الاختيار الصحيح ، ونسوا معاناتهم مع أهلهم أيضاً في نفس ذات المشكلة !!!
ربنا معكم جميعاً يا أحلى وأغالي أحباء وليعمل فيكم دائماً لمجد اسمه العظيم ؛ غنى النعمة ووافر السلام لكم جميعاً كل حين
التعديل الأخير تم بواسطة ماروجيرافك ; 10-29-2011 الساعة 05:09 PM
|