عيشة القرود !!! بقلم ج . ج
شاهدت علي بعض مكاتب الساسة والمعارضين واليائسين تمثال لثلاث قرود متراصة بجوار بعضها واحد منهم يضع يديه علي عينيه والآخر يسد أذنيه والأخير يضع يديه علي فمه ومكتوب علي قاعدة التمثال لا أري لا أسمع لا أتكلم ...
وشرد الخيال متأملا التمثال والجملة المحفورة أسفله .. آة يا ربي أري شريط حياة معظم البشر ملخصا في هذا التمثال ..
كم منا عاش ومازال يعيش مغمض العينين بإرادته . لا يريد أن يرفع كلتا يديه من علي عينيه .. ليري أنه أمام طريقين لا ثالث لهما طريق ضيق به تجارب وأتعاب وضيقات ولكنه مضاء .. منير .. علي جانبي الطريق أعمدة مضاءة كل عمود يحمل أسم شهيد أو قديس أو ناسك والطريق رغم ضيقه الا أنه مرشوش بدماء الشهداء الأبرار .. مكنوس من النجاسة والآثام بجهاد القديسين ..وفي نهايته باب عظيم خلفه عرش النعمة .. يجلس عليه يسوع منتظر عبورك .. مجرد طريق سوف تعبره في أيام أو شهور أو سنون ولكنه سوف ينتهي .. وأمامك الطريق الرحب الواسع الممتليء ترفا ومتعا ولهوا والوان أرضية باهتة .. الطريق مظلم وهذه أحدي متعه !!! ونهايته باب عتيق ينبعث من خلفه دخان أسود ولفحات من لهب اشتدت نيرانه ..
والقرد الثاني .. آسف النوع الثاني من البشر الذي يضع إصبعين في أذنيه لا يريد أن يسمع صوت المرنم يقول أية اللي فاضل من حياتي أبكي عليه .. والسكة شوك وأقدامي بتخطي فيه .. للازم أرجع حتى لو باقي ساعات دي اللحظة توجع .. أيوة توجع في بعد اللي.. عني مات !! أما زلت ترفض الإنصات ..
والصورة الثالثة لا أتكلم ..تمرد يا أخي علي عيشة القرود .. أصرخ بقوة .. أصرخ بصوت عالي ..أيقظ ربابتك وعودك ..أحمد ربك بين الشعوب والأمم ..أسرع لحضن المسيح اتكأ علي صدره مثل الحبيب فهو المريح مداوي كل جريح .. وردد معي كل واحد فينا يهوذا ...كل واحد فينا خان ...
ربه اللي أداله حبه .. في قلبه شايله من زمان ...