الإبسال ( الحرمان ) الخامس: ليكن مبسلاً ( محروماً ) كل من يتجاسر فيقول أن المسيح هو إنسان متوشح بالله وليس هو الله حقاً حسب كونه الابن الوحيد بالطبيعة. لأن الكلمة صار جسداً واشترك مثلنا باللحم والدم.
تعليق بيتافيوس:
لا ريب في أن هذا الابسال ( الحرمان ) الخامس موجه ضد تجديف نسطوريوس القائل أن المسيح كان بهذا المعنى عمانوئيل ، أي أنه إنسان اتحد واشترك مع الله كما كان يقال أن الله كان مع الأنبياء وغيرهم من القديسين ، وأنه أقام ساكناً فيهم ولذلك دعوا بحق متوشحين بالله فإنهم كانوا يحملون الله معهم أين ساروا. ولكنه لم يكن واحداً مؤلفاً من الاثنين. بل ادعى أن ربنا كإنسان كان مرتبطاً ومتحداً مع الله بالاشتراك في الكرامة لا غير.
ونسطوريوس، في رده على هذا الإبسال ( الحرمان )، يعلن المعنى الخفي لبدعته إذ يقول أن ابن الله ليس واحداً بعد اتخاذه الناسوت. فبإنكاره أنه واحد لا شك في أنه يعني أنه اثنان.
وثيودورس، في انتقاده لهذا الإبسال يقول أن كثيرين من القدماء ومنهم القديس باسيليوس استعملوا العبارة "المتوشح بالله" ذاتها صفة للرب (1). على أن هذا القول لا يستند على أساس لأن أرثوذكسية كلمة كهذه أو عدم أرثوذكسيتها يجب أن تحدد حسب النص الواردة فيه وما يعرف من أراء مستعملها. فإن العبارات التي تحسب أرثوذكسية على بسيط الحال وجائزة قبل ظهور بدعة يمكن أن تؤخذ فيما بعد دليلاً بارزاً على ضلال مستعمليها.
وقد أبان بيتافيوس أن عدداً وافراً من قدماء الكتّاب المسيحيين قد جنحوا جنحواً ظاهراً عن الرأي القويم على الأقل بمثل هذه الألفاظ.
_______________
(1) طبعاً نسطور حور كلام القديس باسيليوس لمعنى آخر تماماً على خلاف ما يقصد مقتطعاً هذه اللفظة من كلامه لكي يؤيد بدعته ...
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري