البتراء...
ان تهافت السياح على زيارة البتراء يعبر عن اعجاب العالم باسره بحضارة الانباط وعن تقديره العلمي والتاريخي والفني لعاصمتهم الفريدة من نوعها بموقعها وفنها واثارها والوانها. فالانباط قبائل عربية قدمت من الجزيرة العربية في القرن السادس قبل الميلاد, واستقرت في منطقة البتراء وتعايشت مع الادوميين اهل البلاد, ثم قهرتهم وجعلت من جبال الشراة قلب مملكتهم التي امتدت في اوج ازدهارها, الى غربي الحجاز والبحر الاحمر والبحر المتوسط وبادية الشام.
وقد اعتمد الانباط تجارة القوافل واستفادوا من موقع بلادهم حيث تتلاقى اهم الطرق التجارية ونظموا شؤون القوافل وبنوا عددا من المدن والحصون لحماية القوافل وضمان الامن على الطرق والراحة والماء وفرضوا المكوس على العبور وعلى البيع والشراء. حفروا عاصمتهم البتراء في الصخر في مكان يصعب الوصول اليه وبنوا لانفسهم مملكة قوية غنية وصلت الى قمة ازدهارها التجاري في القرن الثاني قبل الميلاد وطوروا الزراعة وتفننوا بطرق الري واقاموا السدود والابار فاستفادوا من مياه الامطار الشحيحة.
وفي العصر الهلينستي(333-63 ق.م) اخفق البطالمة ثم السلوقيون في اخضاع المملكة النبطية. وقد ارسل انتيجون(306- 301 ق .م) احد قادة اسكندر الكبير جيشا لاحتلال البتراء فلم يفلح في مسعاه.
وقد كان لليهود في بادىء الامر علاقة صداقة ومودة مع النبطيين وذكر سفر المكابيين الاول (5/25) ان يهوذا المكابي ويوناتان اخاه عبرا الالاردن وسارا مسيرة ثلاثة ايام في البرية فصادفهما النبطين فقبلوهما بسلام. وبعدما هرب يوناتان من وجه بيكدس الى برية تقوع ارسل يوناتان اخاه يوحنا قائد الجنود يسال النبطيين اصدقاءه ان يسمحوا بايداعهم امتعته الوافرة لكن بني عمري الذين من مادبا خرجوا وقبضوا على يوحنا وجميع ما معه وذهبوا بكل ذلك. الا ان علاقة الصداقة هذه انتهت عندما استولى المكابيون على ميناء غزة وهددوا مصالح الانباط الاقتصادية.
في سنة 93 قبل الميلاد دارت معركة بين عبيدة الاول ملك الانباط وبين الملك اليهودي اسكندر جانوس عند مدينة جادارا (ام قيس) انتصر فيها عبيدة الاول واحتل المنطقة الجنوبية من سوريا اي شمال الاردن الحالي وجبل الدروز.
كذلك انتصر عبيدة الاول على السلوقيين بقيادة انطيوخس الثاني عشر ديونيزيوس وذلك في معركة جرت في النقب سنة 85 قبل الميلاد ولقي انطيوخس حتفه في المعركة وتشتت جيشه.
وقد دار النزاع بين الانباط وهيرودس الذي نصبه الرومان ملكا على اليهود لان هيرودس طلق امراته ابنة ملك الانباط ليتزوج من هيروديا امراة اخيه التي لا تحل له (وكان يوحنا المعمدان يحذره من الوقوع في الخطيئة). ومن ابرز ملوك الانباط الحارث الرابع(8 ق.م-40م) الذي يعد عهده اطول العهود وازهاها.
ووقعت دمشق تحت حكمهم سنين قليلة وقد ذكر بولس الرسول في الرسالة الثانية الى اهل كورنتس ان:"عامل الملك الحارث في دمشق امر بحراسة المدينة للقبض عليه ولكنه دلى في زنبيل من كوة على السور فنجا من يديه" (2كو11/32).
وقد ظل الرومان يهددون مصالح الانباط الاقتصادية ووجودهم السياسي الى ان انتصر عليهم الامبرطور تراجانوس سنة 105 للميلاد والحق بلادهم ببصرى الشام وسماها "المقاطعة العربية" الهة الانباط ترمز الى عناصر الطبيعة والى بعض القيم التي كانوا يفاخرون بها كالشجاعة والعدالة. ومن الهتهم ذو الشرى وهو منسوب الى جبال الشراه والعزى واللات ومناة.
بعد نهاية الانباط السياسية استمرت حضارتهم ولكن بمظهر روماني وقد تواجد المسيحيون في البتراء منذ فجر المسيحية وفي القرن الرابع للميلاد بعد انتهاء عصر الاضطهاد اصبحت البتراء مسيحية ومقر لرئاسة اساقفة. ويبدو ان الزلزال الذي حدث سنة 746/748 قضى على البتراء وعلى مدن المنطقة فهجرها اهلها واصبحت خرابا.
بقلم: المطران سليم الصايغ
من كتابه "الآثار المسيحية في الأردن
الكولوسويوم ، مكان استشهاد المسيحيين الاوائل
الكولوسيوم أو الكولسيوم أو الكلوسيم أو ما يسمى بالأصل المدرج الفلافي (بالاتينية: Amphitheatrum Flavium، بالإيطالية Anfiteatro Flavio أو Colosseo). هو مدرج روماني عملاق في وسط مدينة روما يسع في الأصل حوالي 45000-50000 مشاهد. كانت الساحة تستخدم في قتال المصارعين (الجلادياتور) والمسابقات الجماهيرية. تم البدء في بناءه ما بين عامي 70 و 72 بعد الميلاد تحت حكم الإمبراطور فيسباسيان وتم الإنتهاء منه بسكل أساسي سنة 80 في عهد تيتوس، ولكن تمت بعض التغييرات الإضافية في عهد دوميتيان.
منذ تاريخ البدء في البناء وحتى الوقت الحاضر مر المبنى بالكثير من التطورات من حيث الاستعمال وأيضا شكل المبنى معماريا حتى أنه يعتقد أن الساحة كانت مغطاة بقبة سماوية كبيرة. ويعد المبنى أشهر مثال للمسارح الرومانية على هذه الشاكلة والتي تتميز بكونها كاملة الاستدارة أو بيضاوية تماما. وظل المبنى مستخدما لما يقرب من 500 عام وسجلت أخر ألعاب أقيمت فيه في القرن السادس، بعد التاريخ التقليدي الذي يعتقد سقوط روما فيه وهو عام 476.
وفي كل عام يحتفل قداسة البابا ، يوم الجمعة العظيمة بدرب الصليب ، استذكارا لصلب السيد المسيح ، وإحياء للتعذيب حتى الموت الذي كان المسيحيون الأوائل يلاقونه في هذ المدرّج.
تمثال يسوع المخلص
يصل ارتفاع تمثال يسوع المسيح المخلص الى 38 مترًا، فوق جبل كوركوفادو حيث يطل على مدينة ريو دي جانيرو. وقد صمم التمثال الفنان البرازيلي هيتور دي سيلفا كوستا، وقام بتنفيذه النحات الفرنسي باول لاندويسكي، ويعتبر التمثال من أشهر المعالم الأثرية في العالم أجمع. وقد استغرق بناؤه خمس سنوات وكان حفل الافتتاح في 12 أكتوبر 1931. وقد أصبح التمثال رمزًا للمدينة ويحتل مكانة متميزة في قلوب الشعب البرازيلي الذي يستقبل الزائرين بذراعين مفتوحين.