[وردة حزينة]

10-ادم بعد السقوط:



بعد ان سقط ادم واصبح عليه حكم الموت بدات طبيعه ادم المقدسه التى خلق عليها لانه خلق على صوره الله (تك27:1)فى البر والقداسه والكمال تفسد وتتندنس نتيجه عدم تنفيذ وصيه الله وفعل الشر
وبالتالى يولد نسل ادم (اولاد ادم)بطبيعه فاسده غير مقدسه (مز5:51)فمثلا اذا زرعنا شجره برتقال من نوع ردى فان ثمارها ستكون رديئه واذا اخدنا التقاوى من هذه الثمار الرديئه فسيكون المحصول الناتج
رديئا ايضا هكذا اصبحنا نحن اولاد ادم بطبيعه فاسده تميل الى الشر نتيجه لسقوط ابونا الاول ادم واصبح علينا نحن ايضا حكم الموت لان الموت دخل عم طريق ادم الى جميع نسله كانما باانسان واحد
دخلت الخطيه الى العالم وبالخطيه الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذا اخطا الجميع (رو12:5)كل هذا لاننا ولدنا من ادم بعد خطيته فكنا جميعا فى صلبه عند سقوطه
فكما حكم على ادم بالموت حكم علينا نحن ايضا بالتالى لاننا لم نكن قد ولدنا بعد ذلك بدا ادم يشقى ويتعب وحواء تلد بالوجع واصبح كل اولاد ادم فى تعب وضيق
فاقدين السلام والسعاده محكوما على الجميع بالموت فاانحط كل الجنس البشرى فى الارض حتى نسى الانسان خالقه فتعبد للجماد والحيوان بعد ان كان سيدا عليه


11-عداله الله ورحمته يرافقان ادم وحواء عند طردهم



تنفيذ الحكم بالطرد من الفردوس لم يكن اجراما فى حق ادم لانه هو الذى اظهر عدم امانته بااكله من الشجره التى حرمها الله عليه استحق الطرد من الفردوس كما كان طرده تفرضه الضروره لانه بعدم امانته ادخل

الفساد والموت الى حياته فصار غير مناسب للبقاء فى الفردوس وحتى لايمد يده ويااخد من شجره الحياه وياكل ويحيا الى الابد وهو محكوم عليه بالموت لانه لايمكن ان تجتمع الحياه والموت او نور الحياه وظلمه
الموت معانا ونلاحظ انه قبل ان يقوم الله بتنفيذ احكام عقوبته بالقوه الجبريه بالطرد من الفردوس اكد محبته لاادم وحواء بان قام بستر عريهما حيث صنع لهما اقمصه من جلد والبسهمااياها\
عوض المازر التى صنعاها لنفسهما من اوراق التين التى تجف معلنا لهم طريق الستر الحقيقى لعرى الخطيه وهو الذبيحه الدمويه التى سيقدمها نسل المراه الكلمه المتجسد بذاته على الصليب
حسب وعده الاول لهما ومنها تعلم ادم اهميه الذبيحه كرمز لذبيحه الخلاص وعرف كيف يقدم ذبائحه فيما بعد من خلال ايمانه بالذبيح الحقيقى
الذى سيستره سترا ابديا بدم صليبه الذى يطهر من كل خطيه ويهب حياه للعالم (1)

12- السقوط ونتائجه:



السقوط كان نتيجه فعل حر للانسان دون سائر الخليقه عندما خالف الوصيه ةوكان من عواقبه الموت والفساد الذى شمل البشريه كلها وساد عليها سياده شرعيه فمع ان البشر قد خلقوا ليحيوا فى سعاده الاانهم انتهوا الى حاله التعاسه الى حاله التعاسه لانهم اهملوا كل ماهو صالح وانجذبوا الى كل ماهو ما مادى وتنكروا لله ولمحبته واسلموا انفسهم لشهواتهم الذاتيه وهكذا فبابتعددهم عن الله وصلوا الى الفناء اذ ان غياب الشركه مع الله تعنى الموت المطلق ويصف المطلق ويصف القديس اثناسيوس الرسولى الحاله التى وصلت اليها البشريه بعد السقوط والتى من اجلها نزل كلمه الله الى عالمنا فيقول ان الكلمه اذا راى الجنس البشرى
العاقل يهلك وان الموت يملك عليهم بالفناء واذا راى ايضا ان عقوبه التعدى الموت قد خلدت الفناء فينا وانه من غير اللائق ان يبطل الناموس قبل ان ينفذ واذا راى
ايضا عدم اللياقه فيما هو حادث بالفعل وهو ان الخليقه التى خلقها هو بنفسه قد صارت فى طريقها الى الفناء واذا راى شر البشر المفرط وانهم يتزايدون فيه شيئا فشيئا الى درجه
لا تطاق وضد انفسهم واذا راى ان كل البشر تحت سلطان الموت فانه رحم جنسنا واشفق على ضعفنا وتراف على فسادنا (2)


13-وسائل فاشله



وعلى هذا الاساس يمكن ان نستعرض الوسائل التى تخطر على فكر البشر لرفع العقوبه عن الانسان وسبب بطلانها
1-هل اعتذار او توبه ادم ونسله او موت احدهم عن الاخرين ترفع العقوبه وللرد على هذا نقول لايمكن لااادم او بنيه رفع العقوبه عن طريق اعتذرهم لله او موت احدهم عن الاخرين لان الجميع
وقع عليهم الحكم بالموت فهم جميعا مذنبين فى حق الله

2- هل يمكن ان تكون الوسيله موت احد الانبياء لا لان جميعهم هم من اولاد ادم فلا يستطيع احد ان يرفع حكم الموت عن الانسان الاكائن ليس من البشر او من مستوى البشر اذا اخطا الجميع
3-اذن فهل الملاك ممكن ان يموت عن البشر لا لانه لاملاك ولا رئيس ملائكه قادر على الفداء كما انه حتى لو امكن للملاك فداء الانسان فسيكون الانسان مدين له بحياته ويصبح الملاك سيده (3)
4- فليرسل الله فادى لفداء الانسان فمن جهه ينفذ حكم الموت ومن جهه اخرى تنال البشريه الغفران ولكن مالمطلوب فى الفادى


14- مواصفات الفادى المطلوب :


يجب ان يكون الفادى انسانا فالانسان هو الذى سقط والفادى سيمثلهفى حمل القصاص
2-يجب ان يموت الفادى لان اجره الخطيه هى موت (رو 23:6)ولان حكم الله على الانسان كان هو الموت موتا تموتا (تك 17:2)
3- ولكن هذا الفادى يجب ان يكون غير محدود ليستطيع وفاء الدين الغير محدود على الانسان وذلك لان الخطيه كانت موجهه ضد الله غير المحدود ولان البشريه كلها ساهمت بنصيب فى هذا الدين فصار
ضخما جدا
4- كذلك يجب على الفادى ان يكون بلا خطيه لان فاقد الشى لايعطيه اذا كسيف يفدينا وهو خاطى يحتاج لمن يفديه
5- يجب ان يكون خالقا لان المطلوب منه ليس فقط الغفران ولكن تجديد خلقه الانسان بالروح القدس وامام هذه المواصفات كان لابد من التجسد (4)




(1)-القمص صليب حكيم ,قضيه خلاص العالم وحتميه التجسد ,مارس 1997,ص.ص 62:61

(2)-القديس البابا اثناسيوس الرسولى ,تجسد الكلمه ,الطبعه الثالثه , نوفمبر 2004,ص.ص 19:18


(3)-جرجس صبحى المنياوى , والكلمه صار جسدا ,طبعه ثانيه ,1965,ص.ص 12:11

(4)-مهرجان الكرازه المرقيسيه 2007 الكنيسه امى مسابقات الخريخين التجسد الالهى ص.ص 18:17

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: القسم اللاهوتي