من كتاب بستان الروح لانبا يؤانس اسقف الغربية
ماهو الباب الضيق الذى يدعونا رب الجد الى الدخول منه؟
الباب الضيق او الطريق الكرب هو التطبيق الاختيارى على النفس مع احتمال الضيقات والضغطات التى علينا بصبر وفرح وشكر وهو يعبر عنه رب المجد ايضا بحمل الصليب
بين محبة المسيح والدعوة للدخول من الباب الضيق:
الا تتعارض محبة الله الشديدة للانسان مع لا اقول السماح لاولاده ان يتضايقوا ويتالموا بل دعوتهم دعوتهم للدخول اختياريا من الباب الضيق وحمل الصليب
ما اكثر ما قاله السيد المسيح عما هو عتيد ان يحل باولادة والمؤمنين به من الضيقات بمختلف صورها فالى جانب دعوتة لاتباعه ان يدخلوا من الباب الضيق ويسلكوا الطريق الكرب
والسؤال هنا هو كيف تتفق دعوة الله لنا للدخول من الباب الضيق مع محبه الله للانسان؟؟
ان كان الله يسمح بدخول الضيقات الى البشر فلا يعنى هذا ان الله يسر بتضايق الانسان وتالمه بل على العكس فان الله يريد خير الانسان الروحى ولانه يعرف طبيعة الانسان وميله للارضيات والجسدنيات فانه يتعامل معه بالطريقة التى تناسبه..بعد ان اغرق الله العالم بالطوفان وبعد ان انتهى كل شىء فتنسم الله رائحة الرضا وقال فى قلبهلا اعود العن الارض ايضا من اجل الانسان لان تصور قلب الانسان شريرا منذ حداثته ولا اعود ايضا اميت كل حى كما فعلت)
يقول بولس الرسول (اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد لان الجسد يشتهى ضد الروح والروح تشتهى ضد الجسد وهذان يقاوم احدهما الاخر حتى تفعلون ما لا تردون )وهكذا نرى ان الانسان بحسب تكوينة وطبيعة الضعيفة فضلا عن وجود عوامل جذب كثيره وقويه وتشده الى كل ما هو ارضى ترابى وجسدى
لذا فان الضيقات نافعه للانسان تفيقةوترده الى صوابه وتعرفه ضعف ذاته وطبيعته فيرفع قلبه وعقله من حيث ياتى عونه من عند الله
اى ان الله بواسطة الضيقات ينقى الانسان من الاخطاء والضعفات
وهنا دليل قوى على مدى حب الله لنا حينما كان يدعونا للدخول من الباب الضيق...