لماذا يهوذا؟
ما الذي يشد انتباهنا إلي تلك الشخصية المكروهة التي هي رمز للخيانة في أبشع صورها، لماذا يهوذا ولدينا من تلاميذ يسوع من هم صورة أفضل من ذلك الخائن البشع. والإجابة على ذلك السؤال ليست صعبة فإنني ببساطة كتبت تلك الشخصية لأنني كثيرا ما أجدها تتشابه مع شخصيتي في عدة أشياء.. فماذا فعل يهوذا؟ انه إنسان يستخدم عقله دون الله كثيرا. لا أستطيع أن أقول أنه لم يكن يحب الله .. ولكنه يحب أشياء أخرى بجانب الله وكثيرا ما يعلوا صوتها .. يعلو ويعلو حتى يصبح الله كمن لا وجود له في حياته.
ذلك الرجل عندما جاءته تلك الكلمة السحرية والتي لم يذكرها أي من البشيرين الأربعة ولكني أثق أنه سمعها مثله مثل بقية التلاميذ.. (اتبعني ) لم يترك كل شئ بين يدي يسوع ولكنه تبعه وفي ذهنه خطة للعمل.. خطة يجب أن يسير عليها يسوع وإلا تركه.. ولكن يسوع لم يأتي إلى العالم كي ينقاد من أحد وهو كانت له خطة أخرى.
يهوذا.. ذلك الرجل الذي أحب إسرائيل أكثر من الله وكره الرومان واحتلاله أكثر من كراهيته للشيطان.. لذلك عندما جاءه الشيطان استمع له .. لأن خطة الشيطان وجدها أكثر جمالا ومنطقية من خطة يسوع.
هل كانت مشكلة يهوذا هي احتياجه لثلاثين من الفضة ؟ لا أظن.. لقد كان يهوذا معه الصندوق ويستطيع أن يحصل على أضعاف ذلك المبلغ إذ كان كما وصفه يوحنا الإنجيلي سارقا للصندوق. إذا المشكلة لم تكن مادية ولكن هي عدم اتحاد في الفكر فكان ما كان.
أجد نفسي أبتسم ساخرا من نفسي أيها العزيز القارئ.. فماذا يحدث معي؟!! أنني كثيرا ما أكون معاندا لمشيئة الله في حياتي ، كأني أقول له أن أفكاري هي الأفضل يا رب.. أتبعني أنت في مشيئتي وفي أفكاري.. ألست في هذا صورة من يهوذا؟ .. الفارق الوحيد أنني سرعان ما أرجع واعترف ليسوع قائلا سامحني يارب .. لتكن مشيئتك يا رب ) واعترف أن هذه هي نقطة الخلاف الوحيدة التي ميزتني عن يهوذا.. إنني أكتب تلك القصة ولسان حالي يقول ..." رفقا بيهوذا أيها الأحباء .. فكثيرون منا يمكن أن يدعى يهوذا.. فلماذا نلومه؟ ونلوي شفاهنا قائلين (كيف يسلم رب المجد) ونصدر حكما قاص شديد
هو باع سيده بالفضة لمرة واحدة
وأنت
كم مرة
وبأرخص سعرا تبيع