عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 12 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم والنسك في التدبير الروحي - الصوم والنسك من جهة التدبير الروحي وضبط النفس

كُتب : [ 05-28-2020 - 08:31 AM ]


فيا إخوتي ندائنا اليوم من الله،
نداءين مع انهما نداء واحد مكمل بعضه البعض: لنصم عن كل شر، لنصم حسناً لنصم بتقوى، لأننا لن نصوم حسناً بتدبير متقن أن لم نصم أولاً عن كل شرّ، ثم نستطيع ان نصم حسناً حتى نصم بتقوى، أي بالمخافة ومهابة الله، فلا للاستهتار ولا للاستهانة بل نصم بوقار شديد، لأن المحبة تجعلنا نوقرّ الله ونحترمه ولا نستهتر به، ولا نعطيه ثماراً معطوبة، ولا أعمال نصف روحية ناقصة، أي بمظهر جسدي لا بقلب مستقيم، لأنه قال أعطني قلبك وليس أعمال جسدك، فنحن لا نهتم بأعمال الجسد لنقدمها بإتقان بشكل الحرف، بل نرفع القلب إليه مقدمين أنفسنا له ليطهرها ويغسلها لتكون جديرة بمحضره، لأننا لن نستطيع ان نعاين مجده إلا بالتقديس، وهو الذي يقدسنا، لأنه يغسلنا ويطهرنا، هذا وان كنا نُريد أن يطهرنا ويغسلنا فعلاً، لأن الرب يسمع نداء النفس التي تئن تحت وطأة مرضها ومستعد أن يُشفيها لكنه يتساءل أولاً: أتريد أن تبرأ؟ فلو قال الإنسان أُريد من قلبه فعلياً يبرأ في الحال ويُشفى، أما أن قالها فماً وهو في قلبه يضمر شيء آخر، بمعنى انه ما زال يحب مرضه ويتلذذ بوجعه وآلامه، فإني أقول لكم أنه لن يُشفى أبداً، لأن قلبه منقسم، فرجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه (يعقوب 1: 8)، لذلك مكتوب: اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم، نقوا أيديكم أيها الخطاة وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين (يعقوب 4: 8)

==========
طبعاً لستُ في حاجة أن أشرح كيفية ضبط الجسد بقانون طبيعي سليم، لأن لا بد من أن انتبه لطعامي وشرابي من جهة اختيار ما يتناسب ما حاجة الجسد للحفاظ على صحته لا لإهلاكه أو إضعافه، لأننا لا نضعف الجسد ونجعله يشعر بالوهن حتى الأعياء والإصابة بمشاكل مرضية تُطفئ نضارته وتشل حركته الطبيعية السليمة، لأن هذا خطر على حياتنا كلها، ويعتبر أيضاً عدم أمانه في الحفاظ على الجسد الذي لم يعد لنا بل لله، لذلك مكتوب: لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله (1كورنثوس 6: 20)

==========
فالجسد أفضل من الطعام والشراب، وهو للرب، فينبغي أن نجعله للرب فعلياً حينما نسير في القداسة، لأن إكرام الجسد الحقيقي هو في التقديس والطهارة، أما الهبوط به من مستوى المجد للهوان لا يأتي بسبب أنواع الطعام المختلفة ولا اللحوم ولا بأي شكل للصوم.. الخ، بل لا يأتي إلا عن طريق الشهوات المنحرفة عن مسارها الطبيعي والحياة بالملذات المبددة لطاقات النفس الروحية، وهذا كله نتيجة الاستهتار وعدم التقوى.
==========
فلنكرم أجسادنا ونحفظها ولا نبدد طاقتها أو نشلها بكثرة أصوامنا بإفراط أو العمل بما يفوق طاقتنا وإمكانياتنا لأن هذا سيدمرنا، لأن حتى لو نجحنا في هذا الإفراط سندخل في سقطة الكبرياء، فالله لا يطلب نسكنا بل قلبنا، لأنه قال اعطيني قلبك وليس نسكك ولا أعمال جسدك، فقط نحن نضبط الجسد لكي نخضع بالتمام لله، فاحذروا أن تخسروا جسدكم وتضيعوا صحتكم بحجة النسك وأعمال الزهد التي تتبعه، لأن الكل مطالب أن يحفظ جسده لا أن يهمله، بل يقوته ويربيه تحت سلطان الروح القدس بحكمة وإفراز أي بتدبير حسن تحت إرشاد سليم حسب الإنجيل.

==========
فالنسك والزهد الحقيقي هو:
  • من لي (هوَّ) في السماء، ومعك لا أُريد شيئاً في الأرض،
  • كونــــوا مكتفين بما عندكم لأنه قال لا أهملك ولا أتركك.

رد مع إقتباس