أتعرفون يا أحبائي أن الذات – أي كبرياء القلب - وراء سرّ فتور الحب بين الإخوة في البيت الواحد – وفي الكنيسة الواحدة ... ؟!
وبسبب الفلس الروحي المريع الذي صار حال كثيرين ، أصبح كثيرين يظنون أنهم في حالة كمال لأنهم ينفذون الطقوس في منتهى الدقة أمام الناس ويخدمون وصاروا معلمين ووعاظ وخدام لهم كرامة عند الناس ، وعوض أن يفكروا في خلاص نفوسهم ، مصلين من أجل الجميع ، يفكرون في كيف يتهمون الآخرين ويكشفون عورة حياتهم ، ويحيوا في حالة من النقد اللاذع ، لأنهم يرون أنهم يملكون الحق كله !!!
* آه لو فكرنا لحظة في طاعة المسيح وصلبنا ذواتنا وتذوقنا خبرة : (( مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في )) ، لمَلَكَ السلام على قلوبنا وظهر في حياتنا كلها وصرنا صانعي سلاماً مع الآخرين وربحنا أعدائنا في المسيح يسوع ، وصرنا أبناء الله بالصدق والحق !!!
يا روح ربنا يسوع - روح إنكار الذات - روح الاتضاع - روح الصليب والقيامة ، أعمل فينا اليوم ، في هذه الأيام التي نذكر فيها قوة عمل المسيح له المجد حسب التدبير .
أحبائي أولاد الله بالمعمودية ، المستترين مع المسيح في الله ، أنتم من أعضاء الكنيسة الشامخة المرتفعة على الموت والعالم - ابتهجوا اليوم لأنكم تعيشون بمعموديتكم وبالروح القدس الساكن فيكم ويعمل فينا كلنا بقوة قيامة يسوع ، وبحياة التوبة ، وخلع العتيق والاهتمام بما فوق ...
أتت الساعة وهي الآن لكي نتوب كلنا معاً حتى نتلذذ بأفراح القيامة ، وبالتناول والشركة في جسد الرب ودمه ، ونعيش الأبدية السعيدة الدائمة مع الله في هذا العالم ، صائرين نور حقيقي يشع مجد الله الباهر فنجذب الكل بسيرة عطرة تفوح منها حرارة نار الحب الإلهي فيتمجد اسم الله كل حين .
إذاً يا أحبائي لنقضِي حياتنا كلها بكل اجتهاد ، لنثبت في المسيح لننال كل هذه المواعيد المدخرة لنا ، لأن الرب يسوع قال عن الروح القدس : (( يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم . كل ما للآب هو لي لهذا قلت إنه يأخذ مما لي ويخبركم )) ( يو16: 14و15 )
في النهاية ليس لي إلا أن أقول :
لنبدأ حياة جديدة ، بل نصير خليقة جديدة ، خليقة المسيح الجديدة التي نالت قوة من الأعالي في سره العظيم ...
أختم كلماتي بميراث المسيح الحلو
سلامي أترك لكم ، سلامي أعطيكم
سلام الله الذي يفوق كل عقل يملأ قلوبكم فرحاً