عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 17 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 05:32 PM ]


+ وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ.
==========
عموماً الجزء الأول من العدد الذي شرحناه يتكلم عن الجانب السلبي،
وهو تمهيد لناحية إيجابية فاعلة بقوة، لأن الابتعاد عن الشيء هو جانب سلبي لا بُدَّ من أن يدعمه جانب إيجابي قوي ذات سلطان يحمي ويحرس القلب والفكر في حالة من النور الذي يبغض الظلمة ويبددها، دون جهد أو عناء الصراع من جهة الإنسان، لذلك فأن الجانب السلبي وحده لا يكفي على الإطلاق لكي يحفظ الإنسان قلبه وحياته في طريق البرّ والتقوى، لأنه مهما ما هرب وأينما ذهب سيطوله الظلام بدون وجود الجانب الإيجابي، لذلك استدرك الكلام وقال: لَكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَاراً وَلَيْلاً.

==========
فالذي تكون مسرته في ناموس الرب وهو لهجه وتلاوته وعشق قلبه، كيف يستطيع أن يقف في طريق الخُطاة وفي وسط المستهزئين يجلس، بل ستصير له محل نفور طبيعي، لأن من يرى النور لا يستطيع ان يرتاح في الظلمة أو يسعى إليها أبداً، لأن ناموس الرب مسرته، وهو صار حياته وتلاوته، والدائرة المتسعة التي يحيا فيها ويحبها، لأن حيث يوجد قلب الإنسان هناك يكون كنزه الخاص، فلو هناك حب صادق لوصية الله، فستكون هي كنزه الثمين الغالي الذي يشغله ليلاً ونهاراً، لأنه حياته، يحيا به ويعيشه ويحافظ عليه ويخفيه داخله، وهو الحارس الأمين لفكره وقلبه، ومن أجل ذلك لا يمسه الشرير أو تندو منه ضربة ظلمة تغشى فكره وتفسد قلبه وتملك عليه وتسود، لأن كلام الرب يُنير العينين، وبذلك يستطيع أن يُميز الإنسان النور من الظلمة، فيرفض الظلام ويسير في النور تحت إرشاد ناموس الرب.

==========
ويلزمنا أن نعرف أن نص العدد مرتبطة مع بعضه البعض ارتباط وثيق، من جهة الخبرة والسلوك في النور، فحينما يتم الانعزال عن الأشرار والمستهزئين وعدم الاستماع لمشورتهم يبدأ القلب يتأهل للاستماع لصوت الله الحي وذلك من خلال الوصية المقدسة، وحينما تكون الوصية هي لهج الإنسان وكنز قلبه الخاص يثبت في النور ويُصبح بلا عثرة ويقوى على أن ينعزل عن الأشرار ومجلس المستهزئين، فالآية في تركيبتها متداخله مع بعضها البعض في السبب والنتيجة المتبادلة.

==========
ففي النص هنا يبدأ للإشارة لتمهيد القلب للاستماع لناموس الرب للغرس الصالح، وبذلك يُسر الرجل الكامل بناموس الرب فيظل يلهج فيه نهاراً وليلاً، فيزداد وينمو في القامة والنعمة عند الله والناس.

رد مع إقتباس