الموضوع: إلهى الشخصى
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
nady_7
ارثوذكسي جديد
nady_7 غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 84177
تاريخ التسجيل : Nov 2009
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 5
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : nady_7 is on a distinguished road
RG6 إلهى الشخصى

كُتب : [ 08-03-2012 - 11:01 PM ]


إلهى الشخصى


إلهى الشخصى images+(17).jpg



وقف ملك احدى البلاد امام شعبه فى خطابه الوداعى متحدثاً إليهم قائلاَ :
شعبى الحبيب :
أنى احبكم جداً وسهرت طيلة حياتى على راحتكم لأوفر لكم المأكل والمشرب والراحة والرفاهية
جملت مدينتكم حتى صارت أجمل المدن
حكممت للمظلوم واعتنيت بالفقراء وعنايتى شملت الأرامل والأيتام
أتيت لكم بالأطباء ليعتنوا بمرضاكم
وفرت لكم كل شئ تحتاجون إليه
باختصار صرت لكم وكأنى إلهكم
وهنا انتهى خطاب الملك لشعبه بجملة رنانة تحتاج لتفسير وإيضاح (صرت لكم وكأنى إلهكم )
لقد ظن الملك بأنه عندما يوفر لشعبه كل احتياجاته يصير هو كالله الذى يوفر كل احتياجاتنا !!!
فما رأيك عزيزى القارئ ؟
أعرف رد فعلك ستضجر من العبارة الأخيرة التى قالها الملك
ولكن يؤسفنى ان اقول لك أننا فى الكثير من الأحيان يكون لنا نفس هذا الفكر الذى ضجرت منه !!!
فهذا الملك ظن أن علاقة الإنسان بالله هى علاقة يلبى فيها الله احتياجات الإنسان ففى تصوره أن الله يجلس فى السماء ويعتنى بكل البشر ويهئ لهم كل شئ فيعطيهم المأكل والمشرب و الأمان والشفاء فقط
هو يراه إله يتعامل مع البشر كجماعة وليس افراد يهتم بهم اهتمام عام
ونحن فى اغلب الأحيان نكون مثل هذا الملك إذ نتعامل معه فقط فى وقت احتياجنا ظناَ منا انه يلبى احتياجتنا فقط
ولكن الله لا يمكن ان يكون كذلك وإلا اصبح كل الملوك الصالحين آلهة !!!
فالله لا يتعامل معنا كجماعة كبيرة فحسب بل يتعامل مع كل فرد داخل هذه الجماعة ايضاَ أنه يتعامل معك أنت كشخص يعرفك باسمك يعتنى بك وكأنه لا يوجد فى الكون غيرك وهذا ما ختبره القديس اغسطينوس حينما صارت بينه وبين الله علاقة شخصية حيث قال ( الهي انت تحتضن وجودي برعايتك تسهر علي وكأنك نسيت الخليقة كلها تهبني عطاياك وكأني انا وحدي موضوع حبك)
فهذه عظمته انه يتعامل مع كل واحد منا وكأنه لا يوجد غيره يتعامل مع كل فرد بحسب ما يناسبه من احتياجات مادية وروحية ونفسية
أنه إله شخصى لكل واحد فينا
ليس كالملوك لا تستطيع أن نتحدث معه لكننا فى أي وقت نكلمه يسمعنا ويحدثنا فى كل وقت
لا يجلس فى قصر او سماء بعيد عنا ولكنه داخل كل واحد فينا فهو ذلك الحب الذى فى قبلك
أنه الأب والصديق والحبيب
فاحترس من أن تعامله كملبى لأحتياجاتك فقط ولكن عامله كإله شخصى لك


بقلم :

إكليركى نادى شحاته

سجل اعجابك بصفحة الأكليريكى نادى شحاته على الفيس بوك







لقراءة المزيد من مقالات الإكليريكى نادى ىشحاته أضغط هنا



رد مع إقتباس
Sponsored Links