عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 7 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: فهرس موضوعي لسفر التكوين – سفر البدايات - الكتاب الأول: بداية الكون والإنسان

كُتب : [ 05-13-2011 - 12:37 AM ]


سلام لنفسك يا أختي الحلوة
أولاً الفردوس الأرضي الأول هو فردوس في الأرض وليس مجرد رمز ، لأن واضح منذ البدء أن الله خلق كل الأشياء في الأرض وكانت حسنة جداً قبل دخول الخطية إلى العالم ، فالله يتحدث عن الأرض في كمال الخلق الذي صنعه وتشكيله لها لأجل الإنسان ؛ لأن الإنسان هو تاج الخليقة وقائدها ، فعوض أن يرعاها حسب صورة الله التي فيه ويقودها نحو الخير الأعظم ، ويُمجدها بأعمال التقوى في قداسة وطهارة ، قادها للخراب ولُعنت بسببه ، لأنها لأجله صُنعت ، ولا يوجد أي رمزية في الجنة التي يسكنها آدم ، والله طرد آدم من محضره وهذا هو معنى النص العام ...
ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم : [ موسى الطوباوي سجَّل حتى اسم هذا المكان (عدن) ، لكي لا يستطيع أولئك الذين يحبون أن يتفوَّهوا بكلمات فارغة (الهراطقة والمنحرفي عن الإيمان) أن يخدعوا البسطاء ويقولوا أن الفردوس لم يكن كائناً على الأرض بل هو في السماء ، ويهذون بمثل هذه الخرافات ... فها أنتم تسمعون أن الله غرس جنَّة عدن شرقاً ، فكلمة "غرس" تُفهم أن الله قد فعل ذلك بطريقة تُناسب قدرته ، أي أنه أمر فكان . ولكن بالنسبة لما تبع من الكلام . فآمنوا أن الجنَّة قد خُلقت وأنها في الموضع الذي أشار إليه الكتاب ] st. John Chryst. Homilies on Genesis 13:3 - 4
ثانياً الإنسان كان في كمال الجسد والروح مثلنا الآن بالظبط وهذا بحسب النص الكتابي لأنه خلقه ونفخ فيه نسمه حياة ، فهو بكامل جسده وغرائزه ما خلا عنصر الخطية ، لأن عنصر الخطية هو الدخليل على الإنسان وسبب تشوه صورة الله فيه وطمس المثال ، وبسبب خبرة الشر التي عرفناها اليوم بسبب طبيعة الخطية التي تسكننا لا كمجرد فعل بل الوقوع تحت سلطان الموت الذي يتبعه الفساد ، فأننا لا نتصور الإنسان منذ البداية أن له نفس ذات الغرائز الطبيعية التي للجسد كما أنكرها الذين يتبعون فكر الغنوصيين وبعض الفلسفات التي اعتبرت أن الجسد سجن الروح ، إذ اعتبروا أن الجسد مصدر الخطية بسبب الغرائز التي فيه والتي تُشبه الحيوانات ، متناسين أن الله خلقه على صورته ومثاله وأن هذا الجسد بكل ما فيه هو حسنٌ جداً ، والجسد للرب ، لذلك كثيرين لا يتصورون آدم بنفس ذات الغراز قبل السقوط والتي هي فينا الآن صارت مشوهه بسبب الخطية والانحراف بها لما هو غير طبيعي فيها ...

أما موضوع الشجرة هنا لتوضيح حرية الإنسان وطاعته لله ، لأن بدون اختيار تسقط الحريه إذ تُصبح بلا وجود وبالتالي بلا معنى، وبالطبع لا يُصح أن نتصور أن الله ممكن أن يخلق شيئاً يتسبب في ضرر الإنسان ، وكما يقول القديس غريغوريوس الثيئولوغوس أي الناطق بالإلاهيات : [ أن هذه هي شجرة التأمل التي هي آمنة ونافعة فقط لأولئك الذين أدركوا النضج لتناولها ، ولكنها ليست صالحة لأولئك الذين مازالوا بسطاء بعد وشرهين ، تماماً مثلما تُناسب الأطعمة الصلبة أولئك الذين مازالوا محتاجين إلى اللبن ] St. Gregory the Theologian, "2nd Oration of Easter" 8,p. 425
عموماً هذه الشجرة تُمثل المعرفة التامة التي لا يُمكن أن تتم بعيداً عن الله الذي هو فقط يُحدد ما هو الشر وما هو الخير على أساس أنه سيد الإنسان وملكه ومصدر وجوده وحياته ، وأمر الله أن لا يأكل منها هو قانون ضبط النفس لكي يعي - كما قلنا - ضرورة خضوعه المستمر لسيادة الله وربوبيته ، ولا يتم الأخذ منها إلا في وقتها ومن خلال شجرة الحياة التي يأخذها الإنسان أولاً لكي من خلالها يدخل إلى المعرفة التامة حسب بعض التفسيرات الآبائية الأخرى والتي من الصعب أن أقوم بسردها كلها الآن .... وعموماً لما الإنسان خُدع بأنه سيحصل على المعرفة التامة بدون الله ومن ذاته ليكون مثل الله وهي الدعوة الرئيسية أنه مثال الله وصورته ، سقط لأنه تقبل أن يكون سيداً لذاته مخالفاً الوصية ساقطاً في عدم الثقة في الله ووثق في كلام الحية التي أغرته بدون أن يتمسك بوصية الله ، لأن هذه هي الحرية الحقيقية والمجد الأسمى ...

أقبلي مني كل تقدير لشخصك المحبوب في الرب ؛ النعمة معك كل حين


التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 05-13-2011 الساعة 05:37 AM

رد مع إقتباس