[aymonded]

ثالثاً: ينبغي أن نعي ونفهم طبيعة النسك المسيحي الأصيل،
ولا نركض وراء خبرات الرهبان الخاصة، لأن هناك فرق كبير بين النسك الرهباني ونسك الذين يعيشون في العالم وهم ليسوا رهباناً، وهناك فرق بين النسك الرهباني العام والخاص، فلا يصح أن نُعمم ما هو خاص على ما هو عام ونخلط الأمور ببعضها بسبب قراءتنا لبستان الرهبان والأفعال الشخصية التي يقوم بها البعض، لأن هذا أخطر ما يكون، لأن الإفراط في أي شيء يؤدي لفقدان الحياة الروحية كلها بل وفقدان النفس كلياً لتسير في طريق آخر غير الطريق الذي دعانا إليه شخص المسيح الرب.

==========
فعلينا أن ننتبه ونعي أن النسك في ذاته لا يُخلِّص أحد ولا حتى مقياساً للقداسة، بمعنى ليس القديس هو الذي يتنسك ويزهد في الحياة أكثر من غيره، ولا من يصوم بأكثر حزم أو بكثرة شديدة أو يعطي ميطانيات (سجود) أكثر، لأن كل حركات الجسد لا تُخلص الإنسان وليست سمة القداسة وطهارة ونقاوة القلب، لأن القداسة تعني تكريس أو تخصيص النفس لله كلياً جسداً ونفساً وروحا لكي تكون إناء مخصص لحلوله ولا يدخل آخر أو شيء غيره وحده هوَّ، ونقاوة القلب لا تأتي بحركات الجسد وأعماله بل بالطاعة والخضوع للوصية والغرض والهدف معاينة الله والدخول في شركة معه في النور، وليس الوصول لحالة من الزُهد والتخلي عن حاجات الجسد كأنها طريق القداسة، لأن الرب بنفسه قال: "طوبى للأنقياء القلب لانهم يعاينون الله؛ أنتم الآن انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به. (متى 5: 8؛ يوحنا 15: 3)