عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 4 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم والنسك في التدبير الروحي - الصوم والنسك من جهة التدبير الروحي وضبط النفس

كُتب : [ 05-28-2020 - 08:29 AM ]


+ المرحلة الثالثة الآباء الذين صارت لهم الحواس المدربة
الدرجة الثالثة للصوم
أما المرحلة التي تليها هي مرحلة الآباء العارفين الذي كان من البدء، وهذه المرحلة هي مرحلة بذل الذات والدخول في حالة النسك بحسب الإنجيل التي هي: "ومعك لا أُريد شيئاً في الأرض"، فالصوم هنا صوم إخلاء وترك كل شيء مهما ما كان صالح ولا تشوبه شائبة، لكنه إفراغ النفس من كل شيء للامتلاء من الله والدخول في سرّ الحضرة الإلهية لمعاينة ورؤية النور، نور وجه الله الحي: لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ (2كورنثوس 4: 6)

==========
وهنا حالة انفتاح خاص قوي متسع على الله وتذوق قوة شركة الطبيعة الإلهية في حالة من الالتصاق بالرب والثبات فيه وبذل كل اجتهاد، وهي تعتبر الحالة الفردوسية للنفس، وهذا هو التعليم الرسولي والذي ينبغي أن تقدمه الكنيسة وترسخه في هذه المرحلة: كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلَهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ، اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلَهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ. وَلِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى، وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً. لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هَذِهِ هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ. لِذَلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَنْ تَزِلُّوا أَبَداً. لأَنَّهُ هَكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ. (2بطرس 1: 3 – 11)

==========
فهذه بإيجاز – من جهة الخبرة – المراحل التي نمر بها في الصوم لنبلغ قوة الشركة في عمق معناها الروحي واللاهوتي، لذلك فأن نداء الصوم يختلف من مرحلة لأُخرى، وقد كتبت هذا الموضوع بسبب السؤال الذي يقول: لماذا الكنيسة تنادي بالصوم عن كل شرّ، مع أنها المفروض أن تكون حياتنا المسيحية الطبيعية، لأنه ليس منطقياً أن ندعو الناس في الصوم أن تكف عن الشرّ وتتجنب الإثم، لأن هل معنى ذلك أن الإفطار يكون على الشرّ والإثم!

فبسبب التعثر وعدم فهم تعليم الصوم ما بين المبتدئ والمتقدم في الطريق وضعت باختصار شديد الفرق بين الثلاثة مراحل (والتي ليست بحرفية ولا آلية)، فقد تتداخل مع بعض الناس وقد تتواصل مع بعضها البعض، لكن هذا هو معنى نداء الكنيسة للمبتدئين في الطريق لكي يدخلوا في سرّ النصرة والغلبة بيسوع المسيح ربنا، والتي ستستمر معهم على مدى حياتهم كلها أن كانوا أمناء فيما نالوه من نعمة.

رد مع إقتباس