عُرفت الطبيعة الكهربائية للجهاز العصبي البشري ، منذ أكثر من قرن فقد كان العلم الفسيولوجي الألماني ( H.E. دبوا-ريمون ) أول من نشر عام 1849 اكتشاف تفريغ شحنات كهربائية ضئيلة عند تقلص عضلات ذراعه.
مع أنه استعمل للوصول إلى ملاحظاته هذه أداة بدائية لقياس الفولت ( الجهد الكهربي ) تدعى : (( galvanometer )) . لقد ربط دبوا-ريمون سلكي هذا الجهاز بجسمه مستعملاً قطعاً من ورق النشاف المشبع بمحلول مالح لتخفيض مقومة الوصل الكهربائية إلى أدنى حد ممكن .
إلا أنه سرعان ما وجد أن الجلد يشكل عائقاً أمام إشارات العضلات الموجودة تحته . فقام ، هذا الباحث المتفاني ، بإحداث جرح في كلا من ذراعية ورفع الجلد فيهما ليضع سلكي الجهاز داخل الجرحين ، وبذلك تمكن من التقاط الإشارات الكهربائية لقوة تزيد 30 مرة على تلك التي كان قد حصل عليها من فوق الجلد .
لقد وضعت هذه الاختبارات المبكرة أسس التقنية المعروفة اليوم ، المطبقة في مراقبة تقلص العضلات . إذ أصبح من السهل تسجيل الفولت الصادر من نبضات ضعيفة للعضلات – وحتى تلك الخاملة نتيجة مرورها بالجلد – باستعمال مسار electrodes حديثة من كلوريد الفضة إضافة إلى مضخمات amplifiers إلكترونية حساسة . وقد أعتمد باحثو الطب على هذه الظاهرة لأول مرة خلال السبعينات في ابتكار أجهزة صناعية للمساعدة على الحركة تعمل باستشعارها تقلصات العضلات . كما تنبه علماء آخرون إلى إمكانية مساعدة الأشخاص الذين يعانون أمراضاً أو حوادث جعلتهم من الضعف بحيث لا يستطيعون تحريك أي من أعضاء جسمهم ، ويكون ذلك بالاستفادة من النبضات الكهربائية لألياف عضلاتهم الفعالة : إذ إن كل ما يحتاجونه هو وضع مسار عند عضلاتهم السليمة ، وبإتباع مثل هذه الإستراتيجية يمكن حتى للأفراد الشديدي الإعاقة تشغيل المعدات الكهربائية بواسطة إشارة العضلات الكهربائية (( التي تدعى إشارة التخطيط الكهربائي للعضلات electromyography , وهو اسم مستعار من مصطلح الرسم على الورق لمثل هذه النبضات ...