يا احبائى كثيرين منا يصومون ثم يتسخون .. فهناك انسان لا تستطيع ان تفهمه , فهل تحطمه او تسىء اليه ؟
فعلى الاقل تذكر كلمة البهائم الكثيرة التى جمعها الله مع الانسان ..( فى قصة يونان )
فاذا كانت رحمة الله اتسعت لكل هؤلاء , فهل اتضيق انا فى الصوم لاجل انسان مهما كان .
لاجل هذا يصبح جزء من عملى فى اثناء الصوم هو ان اتسع بفضل ذكر رحمة ربنا و شفقته
و الاتساع هنا ليس معناه التساهل فى الحق او المبادىء , بل ان ذهنى يصبح متسعا , قلبى يصبح متسعا ..
فان كانت رحمة الله الى الان تسعى وراء الانسان الذى تسبب فى تعب الدنيا كلها , فهناك بسببه من خسر و من مات و من تعطل رزقه , و مع هذا تظل رحمة ربنا متسعة لى انا و انت .
فهل بعد هذا نجلس انا و انت نتذكر لبعضنا الاخطاء و التصرفات التى فى الصوم ..
ان لم تستطيع ان تصفى مع نفسك فلن تستطيع ان تتنقى مع الاخرين .
لهذا افتكر فى رحمة الله اثناء الصوم , و افتكر فى شفقته على البهائم الكثيرة
افتكر فى ان نفس الرحمة و الشفقة على و عليك الى الان , فمن الممكن الذى نقول عن خطيته و نتائجها , قد تكون خطيته ظاهرة و نتائجها واضحة امام عيوننا بينما انا و انت خطايانا غير ظاهرة , و ذلك لان رحمة ربنا تسترنا .
لذلك فمن اجمل المواسم الروحية لتنقية الفكر و العلاقات الشخصية هى مواسم الصوم ..
لا للعتاب و الاخذ و العطاء , ولا للقيل و القال , و لكن حينما نتذكر رحمة ربنا و شفقته علينا نفوسنا تتسع و تغتسل .
اننى لا ادعوك فى الصوم الى تداريب معينة لتنقية نفسك و علاقاتك ,
و لكن ادعوك لشىء واحد و هو ان تذكر رحمة ربنا و شفقته ,
و اذكرها و انت صادق مع نفسك ,
ان كنت قد نسيت فتذكر كم من مرة عندما تدنست ربنا سترك ,
و عندما سرقت ربنا سترك ,
و عندما مددت يدك حتى على اقرب المقربين اليك و ربنا سترك .
افتكر رحمته باستمرار فهى مازالت تتسع للخطاة فى الارض كلها , فلماذا تتضيق ولا تتسع ..
تعالوا فى اثناء الصوم نتذكر , فلماذا تتضيق ولا تتسع
تعالوا فى اثناء الصوم نتذكر رحمته , و انا نفسى ان تمسك ورقة و قلم و تكشف امواتك الذين فى اعماقك , و ايضا تتذكر كم مرة ربنا ستر عليك فيها
اقول لحضراتكم هذا الكلام و انا متاكد انكم اختبرتم ستر الله و اختبرتم رحمته ,
لهذا فى رحمة ربنا و ستره اتسعوا و اغتسلوا , اتسعوا لتنسوا , و اغتسلوا لكى تستطيعوا ان تقدموا و توسل الصلاة , ...
فنتسع و نغتسل فيصبح ذهننا واسع و تصبح نفوسنا مغسولة
ندخل الى الصلاة و نحن غير متذكرين لانسان شيئا غير رحمة ربنا .
أبونا يوسف اسعد