الموضوع: ما هى الحرية
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي

كُتب : [ 06-26-2007 - 03:09 AM ]


إن ربطنا عصفور بخيط طويل فلو حاول الطيران وهو مربوط ، حتماً سيطير ويفرح بطيرانة وشعوره بالحرية ، ولكن حينما يصل لسرعتى ويأتي مدى الخيط ، سيسقط حتماً وينكسر جناحية ويترضض جسدة ، بحيث لو فككناه بعد ذلك فلن يقوا على الطيران ولو لمسافة صغيرة جداً


كم من النفوس تفرح بأنها حرة وتقدر أن تطير وتتجه نحو الله بحرية وتعيش في المجتمع بكل حرية القلب والضمير ...
ولكن عبثاً يحاول الإنسان أن يرتفع نحو الله وأن يغلب العالم في داخلة إن كان موثوق بربط العالم وكبرياء النفس ، ومهما حاول الإنسان أن يتحرر من كل الأشياء ما عدا أتفه الأمور وأصغرها فلن يقدر على النمو في الحرية نحو الله !!!

كثيرون حاولوا أن يسيروا تجاه الله بالعبادة والصلوات بمواظبة ، ولكن فجأة تتوقف مسيرتهم ويتجمدوا في أماكنهم ، والسبب هو وجود إحدى الرباطات الخفية أو العادات أو اي شهوة من الشهوات التي لم ينتبه إليها ، أو ربما محبة لإنسان ما ، وهذه كلها ممكن أن تكون معوقات فلا يستطيع الإنسان أن ينطلق في جو الصلاة وحياة التأمل ...

فلا ينخدع أحد إذا حس أنه تحرر من خطاياه ومعوقاته الأولى والكبيرة الواضحة أمام عينيه ، كثيرين وثقوا في أنفسهم عندما أكرمهم الله ورفع عنهم أثقال خطاياهم وشرورهم فأحسوا أنهم قادرون على تحرير الآخرين بإمكانياتهم ، وانغمسوا في أوساط الخدمة والعمل قبل النضج الذي يجعل حريتهم إلهية وليست بشرية تعمل لمجد الله وليس لشهرة النفس والإسم ، فكانت النتيجة أن قفزت عليهم خطاياهم الأولى وتملكت في نفوسهم أنواع جديدة من الشرور مع انقسام داخلي والظهور بمظاهر التقوى فكانت أواخرهم أشر من أوائلهم

وعلينا أن ننتبه أن الحرية لا تشمل النفس من ناحية واحده فقط ، بل الحياة الداخلية كلها
علاجنا الآن هو أن نعيش في دائرة إرادة الله ونتمسك بها تمسكاً شديداً وعنيداً ، في خضوع وشكر واستسلام كامل بإصرار ، وحينما تبلغ عملية خضوع النفس لإرادة الله درجاتها الصحيحة ، يصبح الإنسان غير مستعد لقبول أي مسرة أو لذة أو راحة أو غواية مفسدة تبعده عن حالة خضوعه لله والتمتع بطاعته ، وهذا هو منتهى الحرية ...

ولمعرفة إرادة الله تأتي بقراءة الكلمة والصلاة المستمرة


شكراً يا احلى غالي على أروع موضوع هام للغاية
وقد أثرت نقاط في منتهى الأهمية البالغة جداً
النعمة معك كل حين آمين

رد مع إقتباس