عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
قسمة يا حمل الله

كُتب : [ 06-11-2008 - 08:43 AM ]


الموضوع منقول من مجلة مرقس
رسالة الفكر المسيحي للشباب والخُدَّام
يصدرها دير القديس أنبا مقار
ببرية شيهيت

مقالات شهر يوينو 2008




صلاة القسمة هي صلاة ”كسر الخبز“: «الخبز الذي نكسره، أليس هو شركة جسد المسيح؟ فإننا نحن الكثيرين خبزٌ واحدٌ، جسدٌ واحدٌ، لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد» (1كو 10: 17،16). وهي الصلاة التي يتلوها الكاهن قرب نهاية أي قداس أثناء التقسيم، وهذه الصلاة هي الجزء الوحيد من القداس الذي يتغيَّر حسب المناسبات الكنسية المختلفة، فهناك صلوات للقسمة تخص الأعياد السيِّدية وأعياد العذراء والملائكة، وصلوات قسمة لأصوام الكنيسة المختلفة.
قسمة يا حمل الله
(1):



هذه واحدة من أجمل صلوات القسمة وأعمقها، إذ أنها تشرح أهم التعاليم اللاهوتية بصورة مبسطة يسهل على أي مشترك في القداس أن يتابعها ويسبر أعماقها دون أي مجهود عقلي. ففي هذه القسمة يتوجَّه الكاهن بالصلاة للرب يسوع المسيح بصفته: ”حمل الله الذي قدَّم ذاته ذبيحةً عن حياة العالم كله“. وباشتراكنا نحن في هذه الذبيحة نتحد معاً ومع الرب يسوع لنصير جميعنا جسداً واحداً وروحاً واحداً (أف 4: 4). ومن المعاني الجميلة التي تضمها صلاة القسمة هذه:


ألقاب المسيح في صلاة القسمة:
1 – حمل الله: كما دعاه القديس يوحنا المعمدان: «هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم» (يو 1: 29).
2 – مسيح الله: كما جاء على لسان القديس بطرس الرسول: «فقال لهم: وأنتم مَن تقولون أني أنا؟ فأجاب بطرس وقال: مسيح الله» (لو 9: 20).
3 – وحيد الله: كما دعاه القديس يوحنا الإنجيلي: «الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر» (يو 1: 18).
4 – قابل القرابين: كما يدعوه العهد القديم عند تقديم ذبائح وتقدمات الشعب في الهيكل، بل وقبل الهيكل منذ تقدمة هابيل (عب 11: 4).
5 – الغنيُّ بالمراحم: كما دعاه أنبياء العهد القديم، وعلى رأسهم داود النبي (2صم 24: 14).
6 – الرؤوف: وهو من الألقاب كثيرة التكرار في الكتاب المقدس كله، كما اختبره الأنبياء، مثل يونان النبي: «علمت أنك إله رؤوف ورحيم، بطيء الغضب، وكثير الرحمة، ونادم على الشر» (يون 4: 2).
7 - ربنا وإلهنا: وهو لقب الرب يسوع في كافة الصلوات الكنسية، كما سبق ودعاه بذلك الرسل القديسون: «السيِّد الوحيد الله وربنا يسوع المسيح» (2تس 1: 12؛ يهوذا 4).


الطلبات في صلاة القسمة:
تمتاز الطلبات أو المناجاة التي يُردِّدها المُصلِّي للرب يسوع في هذه القسمة أنها تستند على العمل الخلاصي الذي أكمله الرب يسوع:
1 – بتحنُّنك امْحُ آثامنا، (لأنك) بأوجاعك حملتَ خطايا العالم.
2 – بمراحمك طهِّر أدناس نفوسنا، (لأنك) بدمك طهَّرتَ أدناس المسكونة.
3 – بقوَّتك أَقِم ميتوتة نفوسنا، (لأنك) بموتك قتلتَ الموتَ الذي قتل الجميع.
4 – اقبل توبتنا نحن الخطاة، (لأنك) بدلاً من الخطاة قدَّمتَ ذاتك.


المقابلات في صلاة القسمة:
يُناجي المُصلِّي الربَّ يسوع بنوع من المقابلات البديعة التي بها يستدر مراحمه على المؤمنين:
1 – حبُّك أنزلك إلى هبوطنا. وبالتالي: نعمتك تُصعدنا إلى علوِّك.
2 – أظهرتَ استتارك للعيان (أي عدم إمكانية رؤية جوهرك). وبالتالي: أَظهِر في نفوس عبيدك مجدَ أسرارك الخفية.
3 – وهبتَ لنا أن نأكل لحمك (أي جسدك) علانية، أهِّلنا للاتحاد بك خفية.
4 – وهبتَ لنا أن نشرب كأس دمك ظاهراً، أهِّلنا أن نمتزج بطهارتك سراً.


مفاعيل سرِّ التناول:
ثم يأتي المُصلِّي إلى ذِكر مفاعيل سرِّ التناول، أو البركات التي ينالها مَن يتقدَّم للتناول من جسد الرب ودمه. فيُصلِّي الكاهن طالباً الشفاء والبرء ومغفرة الخطايا بحلول الروح القدس علينا: طهِّر أجسامنا، اغسلنا من آثامنا، اجعلنا أهلاً لحلول روحك الطاهر في نفوسنا:
1 – عند إصعاد الذبيحة على المذبح، تضمحل الخطية من أعضائنا بنعمتك.
2 – عند نزول مجدك على أسرارك، تُرفع عقولنا لمشاهدة جلالك.
3 – عند استحالة الخبز والخمر إلى جسدك ودمك، تتحوَّل نفوسنا إلى مشاركة مجدك وتتحد نفوسنا بألوهيتك.
ماذا يعوز المؤمنين بعد هذه البركات التي وصلت بهم إلى مشاركة مجد ابن الله والاتحاد بألوهيته، سوى أن يُسارعوا في تقبُّل هذه البركات، فاحصين ذواتهم متقدِّمين بكل شوق للتناول من الأسرار الإلهية صارخين: ”صيِّرنا أهلاً لموهبتك، من كأس دمك نشرب“.






نص صلاة القسمة

يا حملَ الله الذي بأوجاعك حملتَ خطايا العالم، بتحنُّنك امحُ آثامنا. يا وحيدَ الله الذي بدمك طهَّرتَ أدناس المسكونة، بمراحمك طهِّر أدناس نفوسنا.
يا مسيحَ الله الذي بموتك قتلت الموتَ الذي قتل الجميع، بقوَّتك أقم ميتوتة نفوسنا.
يا قابلَ القرابين الذي بدلاً عن الخطاة قدَّمت ذاتكَ، اقبل توبتنا نحن الخطاة.
لأننا بدون دالة تقدَّمنا (نحن) إلى حضرتك قارعين بابَ تعطُّفك، فهَبْ لنا يا غنياً بالمراحم البُرءَ من كنوز أدويتك.
اشْفِ أيها الرؤوف نفوسنا الشقية بمراهم أسرارك المحيية. طهِّر أجسامنا. اغسلنا من آثامنا. اجعلنا أهلاً لحلول روحك الطاهر في نفوسنا.
أنِرْ عقولنا لنُعاين سُبحك. نقِّ أفكارنا واخلطنا بمجدك.
حبُّك أنزلك إلى هبوطنا، نعمتك تُصعدنا إلى علوك. تحنُّنك غَصَبَكَ وتجسَّمتَ بلحمنا. أظهرتَ استتارك للعيان، أَظهِر في نفوس عبيدك مجدَ أسرارك الخفية.
عند إصعاد الذبيحة على المذبح، تضمحل الخطية من أعضائنا بنعمتك. عند نزول مجدك على أسرارك، تُرفع عقولنا لمشاهدة جلالك. عند استحالة الخبز والخمر إلى جسدك ودمك، تتحوَّل نفوسنا إلى مشاركة مجدك وتتحد نفوسنا بألوهيتك.
واخلق فينا يا ربنا وإلهنا قلباً طاهراً وأَسكِن روحك في باطننا. وجدِّد حواسنا بقوتك. وصيِّرنا أهلاً لموهبتك. من كأس دمك نشرب.
أعطنا مذاقةً روحيةً لنستطعم مذاقة أسرارك المُحيية. نتقدم إلى حضرتك واثقين برحمتك، وأنت تحلُّ داخلنا بالمحبة.
املأنا من خوفك وألهب قلوبنا بشوقك. ألقِ فينا نعمتك. طهِّر حواسنا برحمتك. هَبْ لنا دموعاً نقية، واغسلنا من أدناس الخطية. صيِّرنا هياكل مقدسة لحلولك، وأواني مُطهَّرة لقبولك؛ لكي بِذَوق جسدك، نؤهَّل لذوق نعمتك؛ وبشُرب دمك، نؤهَّل لحلاوة محبتك.
وهبتَ لنا أن نأكل لحمك (أي جسدك) علانية، أهِّلنا للاتحاد بك خفية. وهبتَ لنا أن نشرب كأس دمك ظاهراً، أهِّلنا أن نمتزج بطهارتك سرّاً.
وكما أنك واحدٌ في أبيك وروحك القدوس، نتَّحد نحن بك وأنت فينا، ويكمل قولك: «ويكون الجميع واحداً فينا». لكي بدالة ندعو الله أباك أباً لنا ونقول بصوت جهوري: أبانا الذي في السموات.

__________________________________________

(1) كتاب: ”الخولاجي المقدس“، إصدار دير السيدة العذراء - المحرق - 1993، ص 610؛ وكتاب: ”الخولاجي المقدس“، إصدار كنيسة القديس العظيم أنبا أنطونيوس - أبو ظبـي، والحاصل على موافقة اللجنة الطقسية بالمجمع المقدس بجلستها المنعقدة في 1/5/2003 بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي، ص 410.


رد مع إقتباس
Sponsored Links