عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 5 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم والنسك في التدبير الروحي - الصوم والنسك من جهة التدبير الروحي وضبط النفس

كُتب : [ 05-28-2020 - 08:29 AM ]


(2) المعنى الصحيح للنسك المسيحي الأصيل
أولاً ما معنى كلمة النسك:
بالنسبة للمعنى العام في القواميس العربية تعني: نَسُكَ الرَّجُلُ أي صَارَ نَاسِكاً أي: زاهِدًا مُتَعبِّدًا، والزُّهْد: الانْصِرافَ إلَى العِبادَةِ وَتَرْكَ مَلَذَّاتِ الدُّنْيا [الإِعْراضَ عَنْها احْتِقاراً لَها]، ويأتي أيضاً بمعنى: أعرض عنه وتركه مخافة الحساب أو العقاب، لاحتقاره أو قلَّته أو التّحرُّج منه.

==========
طبعاً هذا المعنى العام في القواميس والمعاجم العربية ليس لهُ أي علاقة بالمسيحية، مع أن هذه المفاهيم موجودة في ذهن البعض بسبب التشويش والتشوية الحادث في الفكر نفسه نتاج التربية الشرقية بشكل عام وكثرة الوعظ من فوق المنابر المختصة بأعمال الإنسان تحت الناموس كما في العهد الأول، لأن النسك والزهد عندنا لا يأتي بمعنى التحرج من شيء ما في الجسد، لأنه الله خلقة على أكمل صورة وليس فيه شيء مُحرج أو فيه أي عيب، ولا الزهد أيضاً عندنا هو التخلي التام عن الحاجة الطبيعية للإنسان، لأن حياتنا في المسيح تجعلنا نُكرِّم الجسد ونحفظه هيكلاً مقدساً للرب، كما أننا لا نحتاج أن نخاف لا من حساب ولا من عقاب، لأن ليس شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح (أنظر رومية 8)، ومن هذه الآية (لا دينونة) نستطيع ان نفهم النسك في المسيحية على مستوى البرّ في شخص المسيح الرب، لأن كل ما نفعله هو أننا لا نسلك حسب الجسد خاضعين لشهواته ورغباته المنحرفة، أو نعيش بالإفراط في شيء يجعلنا نخرج عن سلامة التدبير الروحي، بل سلوكنا بالروح يجعلنا نقوِّم الجسد ونُقنن احتياجاته لكي يكون في كمال صحته وقدرته البدنية ونشاطه العقلي الكامل، لكي يخضع للروح القدس، لأننا لا نعبد الله بأرواحنا والجسد بعيد، بل بالجسد والنفس معاً، لأن كل ما نفعله أننا نحيا في حالة من المصالحة ما بين الجسد والروح، بمعنى أننا نحيا غير منقسمين ما بين شهوات الجسد ورغباته وبين صوت الروح القدس والخضوع للوصية، لذلك فنحن نضبط الجسد ولا نهلكه، نحترمه ولا نُحقره، نقوته ونُربيه ونحفظه صحيحاً سالماً ولا نهمله ونستهلكه: [فإنه لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويُربيه كما الرب أيضاً للكنيسة] (أفسس 5: 29)

رد مع إقتباس