عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 6 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الغضب الإلهي وتقويم النفس - خبرة نمو وتربية النفس التي سمعت الدعوة الإلهية

كُتب : [ 09-14-2018 - 12:36 PM ]


ثانياً ما هي توبتنا وتأديب الله بغضبه الأبوي لتقويمنا
(1) توبتنــــــــــــا
طبيعياً ونحن متورطين في عمق الخطية المُدمرة وحب اللذة لا نقدر ولا نستطيع أن نسمع الصوت الإلهي الذي يُنادينا بالرحمة والمحبة، لأننا في تلك الحالة نكون كالمغيبين من كثرة شرب الخمر، منغمسين في حياة الجسد، تائهين عن البرّ وليس لدينا تقوى، وآذاننا منغلقة تماماً عن الصوت الحسي الذي لله الحي، منفتحة على رغبات شهوات النفس بشكل عظيم مثل الجائع الذي يتلوى من الجوع ولا يهدأ أو يرتاح إلا عندما يأكل ويشبع.
لذلك عادةً لا نحس بكل ما هو روحي،
لأن الإنسان الطبيعي المنغمس في اللذة الحسية وله أحلام ورغبات تتعلق بكل ما هو تُرابي زائل، عنده جهالة بكونه ميتاً عن الحياة، لا يستطيع أن يستوعب غنى النعمة المُخلِّصة، بل ولا يهتم بالله كشخص حي وحضور مُحيي، لأن الخطية والاعتياد عليها يجعل الإنسان في حالة لا مبالاة أو اهتمام بالأبدية، لأنه مصاب بعمى شديد يجعله يرى كل شيء عكس حاله، بمعنى انه يرى كل شيء صالح كأنه غريب عنه فيراه ساذجاً بلا قيمة، فيُضحكه ويسخر منه، وكل ما هو شرّ وفساد وحرام يراه صالحاً ونافعاً بل ومحبباً لقلبه بكونه صار كنزه وموضوع مسرته، لأن حيثما يكون الكنز هناك يكون القلب (متى 6: 21).
ولذلك ونحن على هذا الحال لا نستطيع أن نفكر يوماً في حياة البرّ والتقوى والرجوع لله الحي،
أو حتى الإصغاء والاستماع لأي شيء ينبهنا ويوقظنا من غفلتنا، لذلك يفتقدنا الله بنفسه ويتعامل معنا أولاً من بعيد ثم من قريب، أحياناً في حلم وأحياناً في مواقف وشدائد معينة يُظهر يده المعتزة بالقوة، وبالطبع ما أكثر الطرق التي يستخدمها الله معنا ولا نستطيع ان نحصرها ولكنها ليست موضوعنا الآن، ولكن – عموماً – أكثر وقت نحس به ونستشعر حضوره واقترابه منا جداً، حينما نقع في حالة حزن مُدمر للنفس بسبب فقدان عزيز لدينا أو بسبب مشاكل الخطية التي تورطنا فيها بشكل مؤلم للغاية، لأن باطنها مملوء موت، أي لعنة وغضب، شدة وضيق ظلام الموت الأبدي، لأنها تحمل كل غضب إلهي لأنه معلن فيها، وذلك بكونها تحمل سم الحية القديمة المُميت للإنسان.
لذلك في الوقت الذي نشعر ببرودة الموت تسري في داخلنا وتُقيدنا
وتقبض علينا بسلاسل اليأس والإحباط القاتل للنفس، ومن شدة الضغطة والدينونة التي تشل كل حركة صالحة فينا، نصرخ بصرخة وجع القلب الداخلي – المشتاق لحضن أبوي يحتضنه ويُريحه ويغسله من هذا الهم والغم والنكد المتعب والمؤلم جداً – قائلين: ويحي أنا الإنسان الشقي من يُنقذني من جسد هذا الموت!!
حينئذٍ – بكوننا صادقين – نجد المُخلِّص الأمين يُظهر ذاته لنا في تلك الساعة،
مثل المُنقذ الذي يركض نحو الغريق – بلهفة شديدة – لينتشله ويُنجيه، وبالتالي نرتمي عليه (بثقة الإيمان) بكل ثقل حمولتنا الصعبة فنرتاح بين يديه جداً، ويدخل الفرح الحقيقي لأول مرة في قلبنا، لأننا حصلنا منه على لمسة شافية فيها قيامة من بعد لما كنا أموات بالخطايا والذنوب، ومن هنا يُخرج شكر عميق على إحسان الله الفائق ومحبته التي غمرتنا بشدة وطردت منا الظلمة وروت نفوسنا العطِشة وأراحت قلبنا المُتعب وأعطت قوة شفاء لنفوسنا المريضة، التي لا يُمكن أن تُشفى من أحد غيره وحده: وليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلُّص (أعمال 4: 12)

رد مع إقتباس