عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الغضب الإلهي وتقويم النفس - خبرة نمو وتربية النفس التي سمعت الدعوة الإلهية

كُتب : [ 09-14-2018 - 12:35 PM ]


الغضب الإلهي وتقويم النفس
غضب الله الأبوي

+ وتعلَّق إسرائيل ببعل فغور فحمي غضب الرب على إسرائيل؛ فحمي غضب الرب على إسرائيل فدفعهم بأيدي ناهبين نهبوهم، باعهم بيد أعدائهم، حولهم ولم يقدروا بعد على الوقوف أمام أعدائهم؛ فحمي غضب الرب على إسرائيل وأتاههم في البرية أربعين سنة حتى فني كل الجيل الذي فعل الشرّ في عيني الرب؛ فهوذا أنتم قد قمتم عوضاً عن آبائكم، تربية أُناس خطاة، لكي تزيدوا أيضاً حمو غضب الرب على إسرائيل – وَهَا أَنْتُمْ نِتَاجُ تَرْبِيَةِ قَوْمٍ خُطَاةٍ، تَرْتَكِبُونَ وِزْرَ آبَائِكُمْ، لِتَزِيدُوا مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ. (قضاة 2: 14؛ عدد 25: 3؛ 32: 13، 14)
+ ملامح الغضب الإلهي من خلال الآيات السابقة +
(نظرة سريعة على ملامح الغضب الإلهي ونتيجته وغرضه)
قبل أن نوضح معنى الغضب، ينبغي أن ننظر للآيات السابقة التي توضح سبب وجود الغضب الظاهر في التخلي عن شعب إسرائيل الذي اختاره الله ليكون سفيراً أميناً لشخصه العظيم وسط الشعوب، فأسباب الغضب هنا: (تعلَّق إسرائيل ببعل فغور؛ تربية أُناس خُطاة) فالموضوع هو عبادة الأصنام عوضاً عن الإله الحي الذي عرفوه وتلامسوا معه في واقع معجزات حدثت أمام أعينهم صدقوها فآمنوا به، وسمعوا لموسى وقطعوا عهداً في البرية أنهم سيطيعون الله ويحيون بالوصايا وخاصة التي تقول: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد، لذلك يقول في سفر هوشع، ليُظهر نتيجة ما فعله شعب إسرائيل، وهو يوضح ملامح طبيعة التأديب القاسي بسبب غلاظة القلب وعناد شعب أصر إصراراً على الخيانة وبسببها انطلق في طريق الخطايا والفجور التي تعبر عن سلطان الظلمة التي ملكت على شعب الله الحي [أَفْعَالُهُمْ لاَ تَدَعُهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَى إِلَهِهِمْ لأَنَّ رُوحَ الزِّنَى فِي بَاطِنِهِمْ وَهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الرَّبَّ – هوشع 5: 4] فوقع تحت دائرة الغضب:

+ اِسْمَعُوا قَوْلَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّ لِلرَّبِّ مُحَاكَمَةً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ لأَنَّهُ لاَ أَمَانَةَ وَلاَ إِحْسَانَ وَلاَ مَعْرِفَةَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ. لَعْنٌ وَكَذِبٌ وَقَتْلٌ وَسِرْقَةٌ وَفِسْقٌ. يَعْتَنِفُونَ وَدِمَاءٌ تَلْحَقُ دِمَاءً. لِذَلِكَ تَنُوحُ الأَرْضُ وَيَذْبُلُ كُلُّ مَنْ يَسْكُنُ فِيهَا مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ وَأَسْمَاكِ الْبَحْرِ أَيْضاً تَنْتَزِعُ. وَلَكِنْ لاَ يُحَاكِمْ أَحَدٌ وَلاَ يُعَاتِبْ أَحَدٌ. وَشَعْبُكَ كَمَنْ يُخَاصِمُ كَاهِناً. فَتَتَعَثَّرُ فِي النَّهَارِ وَيَتَعَثَّرُ أَيْضاً النَّبِيُّ مَعَكَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَا أَخْرِبُ أُمَّكَ. قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي.وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلَهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضاً بَنِيكَ. عَلَى حَسْبَمَا كَثُرُوا هَكَذَا أَخْطَأُوا إِلَيَّ فَأُبْدِلُ كَرَامَتَهُمْ بِهَوَانٍ. يَأْكُلُونَ خَطِيَّةَ شَعْبِي وَإِلَى إِثْمِهِمْ يَحْمِلُونَ نُفُوسَهُمْ. فَيَكُونُ كَمَا الشَّعْبُ هَكَذَا الْكَاهِنُ. وَأُعَاقِبُهُمْ عَلَى طُرُقِهِمْ وَأَرُدُّ أَعْمَالَهُمْ عَلَيْهِمْ. فَيَأْكُلُونَ وَلاَ يَشْبَعُونَ وَيَزْنُونَ وَلاَ يَكْثُرُونَ لأَنَّهُمْ قَدْ تَرَكُوا عِبَادَةَ الرَّبِّ. اَلزِّنَى وَالْخَمْرُ وَالسُّلاَفَةُ تَخْلِبُ الْقَلْبَ. شَعْبِي يَسْأَلُ خَشَبَهُ وَعَصَاهُ تُخْبِرُهُ لأَنَّ رُوحَ الزِّنَى قَدْ أَضَلَّهُمْ فَزَنُوا مِنْ تَحْتِ إِلَهِهِمْ. يَذْبَحُونَ عَلَى رُؤُوسِ الْجِبَالِ وَيُبَخِّرُونَ عَلَى التِّلاَلِ تَحْتَ الْبَلُّوطِ وَاللُّبْنَى وَالْبُطْمِ لأَنَّ ظِلَّهَا حَسَنٌ! لِذَلِكَ تَزْنِي بَنَاتُكُمْ وَتَفْسِقُ كَنَّاتُكُمْ. (هوشع 4: 1 – 13)

وطبعاً من خلال هذا السفر نجد أن الله عاقب شعب إسرائيل بالتخلي، أي بالمعنى الكتابي الشهير: [حول وجهه عنهم]، تركهم لشر أفعالهم، وطبيعة الشر يأكل نفسه ويهلك صاحبه
[يَذْهَبُونَ بِغَنَمِهِمْ وَبَقَرِهِمْ لِيَطْلُبُوا الرَّبَّ وَلاَ يَجِدُونَهُ. قَدْ تَنَحَّى عَنْهُمْ؛ لا تحجب وجهك عني، لا تخيب بسخط عبدك، قد كنت عوني فلا ترفضني ولا تتركني يا إله خلاصي؛ تحجب وجهك فترتاع، تنزع أرواحها فتموت وإلى ترابها تعود]
(هوشع 4: 6؛ مزمور 27: 9؛ 104: 29).
وبالطبع لا يُخفى علينا الغرض الحقيقي من هذا التأديب القاسي:
أَذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي حَتَّى يُجَازَوْا وَيَطْلُبُوا وَجْهِي. فِي ضِيقِهِمْ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ (قائلين) هَلُمَّ نَرْجِعُ إِلَى الرَّبِّ لأَنَّهُ هُوَ افْتَرَسَ فَيَشْفِينَا، ضَرَبَ فَيَجْبِرُنَا، يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ، فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا، فَنَحْيَا أَمَامَهُ. لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَالْفَجْرِ. يَأْتِي إِلَيْنَا كَالْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي الأَرْضَ. (هوشع 5: 15، 6: 1 – 3)

رد مع إقتباس