التغرب عن النفس
كُتب : [ 06-17-2007
- 02:35 PM
]
بُعد الإنسان عن المسيح ، وعدم تأصله فيه ، يجعله متغرب عن نفسه وعن الكنيسة جسد المسيح وأعضاؤه وبالتالي عن الحق (( لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم (2تس 2 : 12) ، " يتعلمن في كل حين و لا يستطعن أن يُقبلن إلى معرفة الحق أبدا " (2تي 3 : 7) )) ، وهذا كفيل أن يجعل الإنسان متمسكاً بالمظهر والحفاظ على وضعه الصوري والشكلي في المسيح والكنيسة ، له صورة التقوى وينكر قوتها ، فيبدأ يدافع عن هذا الحق الشكلي – الذي هو الباطل بعينه - بتشدد يصل إلى التعصب المميت وخسارة كل من هم حوله ، بحجة الدفاع عن الحق الذي عاشه الآباء وسلموه لنا بالتقليد والخبرة ، والدفاع المستميت عن الكنيسة الأرثوذكسية التي فيها الحق كله !!!
في الحقيقة هذا لا يدل ألا على شيئاً واحداً هو التغرب عن الله ، ورفض الحق – (( و بكل خديعة الإثم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا " (2تس 2 : 10) )) - والتمسك بالذات ، وكبرياء القلب ، لأن المسيح المحبة غائب عن النفس ، والنفس غائبة عنه ، ولا توجد روح الصلاة وإن وجدت فشكلية صورية تتقوى بالناس ومديحهم الكاذب ، لأن الإنسان أساساً لم يطلب الله لكي يحيا به وفيه ، لذلك لا نستغرب أبداً حينما نجد التعصب والتحزب والانشقاق والكلام الباطل وتحوير الحق لمصلحة الذات – (( انتم من أب هو إبليس و شهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ، ذاك كان قتالا للناس من البدء و لم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق ، متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب و أبو الكذاب (يو 8 : 44) )) - لأن كل هذا لا يُعبر إلا عن تغرب النفس وفقدانها لسرها الحقيقي الذي هو المسيح ، أصل الصورة الذي خلقت عليها أساساً .
لذلك نطلب من الله أن يفتح عيوننا على شخصه لنعرفه عن قرب ونعطي له أنفسنا ونتشح به ، لكي ما نحيا به ونتحرك ونوجد !!! وكما قال القديس بولس الرسول : " لأننا به نحيا و نتحرك و نوجد كما قال بعض شعرائكم أيضا لأننا أيضا ذريته " (أع 17 : 28)
فحينما نطلب المسيح الذي هو الحق : " قال له يسوع أنا هو الطريق و الحق و الحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي " (يو 14 : 6) ، حينئذٍ فقط سنحيا بالحق ونعيش كما يحق لإنجيل المسيح ونستنير ونسير وفق طريق الله الصحيح ، لأن في تلك الساعة سيتجلى الحق ، وكما هو مكتوب : " و تعرفون الحق و الحق يحرركم " (يو 8 : 32) ، " فأن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا " (يو 8 : 36)
فيصبح الحق فينا حرية ، ونطلبه ونتكلم به ونتحرك نحوه ...
+ " روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه و لا يعرفه و أما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم و يكون فيكم " (يو 14 : 17)
+ " و أما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به و يخبركم بأمور آتية " (يو 16 : 13)
وكما هو مكتوب : " أعطِ الحكيم فرصة فيزداد " أي يصير أوفر حكمة ، لذلك أترك فرصة لكم جميعاً أن تتعمقوا في تلك الكلمات بروح الصلاة وطلب المسيح ، لكي ما يكون شارحاً للحق بنفسه ، لأنه هو هو الحق عينه ...
فلنتب إذن ونعود أليه طالبين وملتمسين منه الحرية ، أن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً
فلا بد من أن نستفيق طالبين الحق ذاته معنا الآن أي شخص المسيح الكلمة والحق المطلق ، لكي ما يحررنا ونحيا به ونتحرك ونوجد فيه :
+ " الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضا إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس " (أف 1 : 13)
+ " و تلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر و قداسة الحق " (أف 4 : 24)
+ " فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق و لابسين درع البر " (أف 6 : 14)
+ " و أما نحن فينبغي لنا أن نشكر الله كل حين لأجلكم أيها الإخوة المحبوبون من الرب إن الله اختاركم من البدء للخلاص بتقديس الروح و تصديق الحق " (2تس 2 : 13)
كونوا معافين باسم الثالوث
التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 11-04-2010 الساعة 06:51 PM
|