عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Unhappy ثورة ميلاد - فن الحوار ( الجزء الأخير )

كُتب : [ 07-25-2007 - 09:51 AM ]


أن "فن الحوار" مع الأبناء هوَّ "أبو الفنون التربوية"، وإليك أيتها الأم الفاضلة و الأب الفاضل بعض جوانب هذا الفن:

لفن الحوار أساليبه وطرقه ووسائله، فمثلاً عليك اختيار الوقت المناسب لبدء الحوار مع الشاب؛ بحيث تكونا – أنت وابنك أو بنتك – غير مشغولين، بل مكرّسين وقتكما للحوار عن موضوع معين
• وإذا تحدثتما جالسين؛ فلتكن جلستك معتدلة، لا فوقية (أنت واقفة وهو جالس)، ولا تحتية (أنت جالسة وهو واقف)، بل جلسة صديقين متآلفين، ابتعدي عن التكلف والتجمل، و احذري نبرة التوبيخ، والنَّهر، والتسفيه..
• غلفي الكلام بأسلوب من يريد أن يصل إلى قلب قبل عقل من يحاوره
• من ممنوعات "فن الحوار مع المراهق (طبعاً ليس المراهق وحده المختص بهذا الكلام حتى الأطفال أيضاً)" التلويح باليد أو المقاطعة بتعليق، بل يترك ذلك إلى نهاية تعبيره عن نفسه..
• حاولي الابتعاد عن الأسئلة التي تكون إجاباتها "بنعم" أو "لا"، أو الأسئلة غير الواضحة وغير المباشرة، أفسحي له مجالاً للتعبير عن نفسه؛ فمثلاً: لا تقولي له: هل أعجبتك الرحلة؟ بل يكون السؤال: ما أكثر شيء استثارك أو لفت انتباهك خلال الرحلة؟..
• لا تستخدمي ألفاظًا قد تكون جارحة دون قصد منك مثل: " كان هذا خطأ" أو "ألم أنبهك لهذا الأمر من قبل؟ مش ماما قلت كده أو بابا قال كده...الخ
• وليس بالضرورة الإجابة على كل تساؤلاته فورًا، ولا مانع من الاتفاق على تأجيل الإجابة لحين تأكدك من صحة ما ستقولينه.. (لا بد من تحديد موعد ولا تُترك الموضوعات مفتوحة، وأهم من ذلك الوفاء بالموعد المحدد حتى لا تضيع مصداقيتك).
• وفي النهاية الأذن الواعية، والقلب المتفهم، والصلاة المستمرة بصلاح الأبناء هم "العصا السحرية" التي ترشد المراهق إلى طريق الصواب.. عيشي معه قليلاً داخل عالمه لتفهميه وتستوعبين مشاكله ومعاناته ورغباته، عيشا معًا بمعنى الكلمة، كلٌّ منكما داخل عالم الآخر، غير منفصل أو بمعزل عنه. هذا لن يفيده هو وحده، بل سيفيدك؛ لأنك - وبدون شعور منك - ستتحولين إلى أمٍّ عاشت خبرات السنين الطويلة، ومع ذلك شابة متعايشة مع العصر

طبعاً الكلام ليس للأم فقط بل أيضاً للأب أيضاً، فلا بُدَّ من تخصيص وقت معين، أضعف الإيمان مرتين أسبوعياً للجلوس مع الأبناء (في أي مرحلة سنيه من حضانة إلى الرجولة) كلاً على حده والتحدث معه في جميع الأمور، الخاصة بحسب كل ما قلناه سابقاً، وأيضاً لا غنى أبداً عن جلسة عامة مرة في الأسبوع على الأقل مع جميع الأبناء والأم معاً، وأيضاً حسب استطاعة ووقت الأب والأم الخروج واللعب مع الأولاد على الأقل ولو مرة في الشهر وهذا في منتهى الأهمية وليس له بديل.

ملحـوظـــــــــــــــة هامة للغاية:

هذا الموضوع ليس موضوع مطروح للدراسة والمناقشة أو حتى للحكم أنه موضوع رائع، ولكن من الأهمية أن ندرك أننا لا بُدَّ من أن ندقق في حياتنا ونفحصها جيداً ونواجه عيوبنا التربوية وذلك لكي نُقيم علاقة حقيقية مع أبنائنا على مستوى الحب الحقيقي، لأننا لا نُربي أبنائنا مجرد تربية، بل نُقيم علاقة مع أشخاص حقيقيين نحبهم لأنهم منا، أي ثمرة حب بين الأب والأم، أننا لا نربي حيوان أليف أو نعتني بنبته صغيرة نُزين بها منزلنا بل نعتني بأبنائنا الذين نحبهم، ولنا أن نسأل أنفسنا لماذا أنجبنا أبنائنا؟، لأي غاية وما هوَّ هدفنا من وجودهم ؟، ولنجاوب على أنفسنا بأمانه، لأن أجابتنا ستحدد علاقتنا مع أبنائنا.
ولابُدَّ أن تدرك عزيزي الأب وعزيزتي الأم أن هذا الموضوع ليس لسن معين ولكن ركزت على المراهقة لأنها هيَّ الأوضح شكلاً وهيَّ التي توضح ثمرة تربية الأهل منذ الصغر، فعلى قدر ما كان اهتمامكم وسلوككم مع أولادكم من الصغر سيثمر عند سن المراهقة وفي الكبر.
فإن كان سلوككم وشخصيتكم ومعاملتكم مع أولادكم سليمة ستكون حياة أبنائم سليمة على قدر كبير من الوعي والإدراك والقدرة على شق حياتهم بطريقة سوية، وعلاقتهم معكم ستقوم على مستوى المحبة الكاملة.
وعلى قدر ما تكون معاملتكم وتربيتكم سيئة، فالنتيجة أنكم حتماً ستخسرون أولادكم خسارة فادحة، ولن ينفع ندم أو شعور بالذنب. فنحن دائماً الذين نحدد مستقبل أبنائنا، فهل سيصبحون على مستوى أخلاق رفيع، أو مستوى من الشخصية السوية وهل يستطيعوا أن يشقوا طريقهم في الحياة بإصرار على النجاح مهما كانت المعوقات أم لا، وهل سينتصرون على روح اليأس أم ينهاروا ويخوروا في أنفسهم ويروا كل الأشياء من حولهم ضداً لهم!!!

مسؤوليتنا كبيرة وعظيمة وسنُحاسب أمام الديان الأعظم، فماذا صنعنا لأبنائنا، ونحن المسئولين مسؤولية كاملة عن نظرة أبنائنا للمستقبل، فلنحذر جداً جداً، وننتبه لأنفسنا لأن الموضوع جد خطير!!!!!!!!!!!!!!!!!



رد مع إقتباس
Sponsored Links