عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 9 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: عودة الابن وقبلة المحبة الأبوية سرّ السقوط واليقظة ورحلة العودة (لوقا 15)

كُتب : [ 10-07-2018 - 10:59 AM ]


(5) الاحتفـــال والتذمر
(1) الاحتفال
فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ. وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ. لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. (لوقا 15: 22 – 24)
وهنا نجد موقف الأب الصالح من نحو ابنه، فالابن يظل ابناً بالنسبة لأبيه، فحينما يعود إليه لا بد من أن يسترد الحالة الأولى التي لهُ، وهي وضع البنين، لأن عمل الله هو أن يردنا لرتبتنا الأولى قبل السقوط، لأننا كلنا مخلوقين في الأساس على صورته كشبهة، وضعنا وضع بنوي وليس وضع العبيد، لأن العبد لا يأخذ شيئاً من صورة سيده، وليس فيه ملامحه الخاصة، لأنها موجودة فقط في البنين وحدهم، لأن الابن يسري فيه دم أبيه ولا بد من أن توجد ملامحه الخاصة فيه وذلك طبيعياً بصفته ابنه الحقيقي، لذلك فأن عمل المسيح الرب هو أن يخلقنا في نفسه خليقة جديدة، فيها ملامحه الخاصة، لأننا فيه نصير أبناء تلقائياً، لأن طالما هوَّ فينا ونحن فيه، وهو بطبيعته ابن الآب فعلياً، فنحن بالتبعية نصير أبناء فيه: [لأنكم جميعاً ابناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع؛ ثم بما انكم ابناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب] (غلاطية 3: 26؛ 4: 6)
عموماً لو تتبعنا هذا الإصحاح
منذ البداية نفهم الأمور في إطارها الصحيح، لأن موضوع ذكر الابن الأكبر هنا يخص تذمر اليهود على موقفه من الخطاة:
+ وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه. فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا يقبل خطاة ويأكل معهم. فكلمهم بهذا المثل قائلاً: أي إنسان منكم له مئة خروف وأضاع واحداً منها ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده. وإذا وجده يضعه على منكبيه فرحاً. ويأتي إلى بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال. أقول لكم أنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة. (لوقا 15: 1 – 7)
ومن هذا المثل يتضح لنا معنى الفرح في مثل الابن المتذمر على أبيه الذي ضل عن طريق الصواب وطعن نفسه بأوجاع الموت،
لأن الرب أساساً أتى ليخلص ما قد هلك، وكان جميع العشارين والخطاة يقتربون منه ليسمعوه، وهذا هو حال النفس الساقطة تقترب من مريح النفوس المتعبة، لأن الكلام الخارج من فم المسيح الرب فيه قوة حياة تجذب النفوس المائتة بالخطايا والذنوب لتحيا، ويدخل قلبها الفرح لذلك مكتوب: فرحاً أفرح بالرب، تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البرّ، مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها، لأنه كما أن الأرض تخرج نباتها وكما أن الجنة تنبت مزروعاتها، هكذا السيد الرب ينبت براً وتسبيحاً أمام كل الأمم. (أشعياء 61: 10 – 11)
فهذا المثل الذي انتهى بالفرح هو إعلان فرح خلاص النفس المأسورة،
فرح رد الضالين واسترداد ما كان لله من الأصل والأساس، لأننا لسنا لأنفسنا بل نحن أساساً لله، لأننا عائلته الخاصة، رعية مع القديسين وأهل بيته، فطبعنا منذ الخلق طبع سماوي، لنا وضع خاص مُميز للغاية فقدناه بالسقوط والرب رده لنا، فصرنا أبناء مقدسين في الحق لنا الميراث السماوي، وكل ما للبنين: أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ (1يوحنا 3: 1)
+ مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ، الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ، إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ. الَّذِي فِيهِ أَيْضاً نِلْنَا نَصِيباً، مُعَيَّنِينَ سَابِقاً حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ، لِنَكُونَ لِمَدْحِ مَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ سَبَقَ رَجَاؤُنَا فِي الْمَسِيحِ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، الَّذِي هُوَ عَرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ. (أفسس 1: 3 – 14)
هذا هو فرح ونشيد العائدين للحضن الأبوي، لأنه من المستحيل يخرج تسبيح الخلاص إلا من واقع عملي مُعاش من جهة خبرة العودة لحالة البنين حسب عمل نعمة الله، وهذا ما بينه بوضوح وبشكل ظاهر هذا المثل العظيم رجاء كل نفس تشتهي أن تعود لله وتحيا معهُ بارتباط وثيق، وهذا لا يتم إلا من خلال شركة التبني في المسيح يسوع.

رد مع إقتباس