عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Smilie دراسة الكتاب المقدس (1)

كُتب : [ 06-29-2007 - 12:58 PM ]


دراسة الكتاب المقدس (1)
أولاً: كلمة الله
1- في العهد القديم


" لهم فم ولا ينطقون" (مز115: 5)
هذا تهكم على آلهة الأمم الصامتة: "أنتم تعلمون أنكم كنتم أمماً منقادين إلى الأوثان الْبُكم.." (1كو2: 2)
هذا التهكم يُشير إلى إحدى الخصائص التي تُميز،أكثر من غيرها، الإله الحي، كما يكشفه لنا الكتاب المقدس:
"إنه يُكلم البشرّ.
وتكمن أهمية كلمته في العهد القديم في دورها الإعدادي للحادث الأساسي في العهد الجديد، حيث أن كلمة الله يصير بشراً أي يتخذ جسداً.
" والكلمة صار جسداً.." (يو1)

والكلمة الإلهية في العهد القديم، ليس موضوع نظري، كما هيَّ الحال عند الفلاسفة أو أديان أخرى، وإنما قبل كل شيء هوَّ حَدث حقيقي: (( الله يُكلّم أشخاصاً مختارين(الأنبياء)، وبواستطهم يُكلم شعبه(الآباء) وسائر البشر)):
" الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة" (عب1: 1)

عموماً نستطيع أن نلقي الضوء على كلمة الله في العهد القديم باختصار في أربعة نقاط:

1- كلمة الله ليست مجرد رسالة، أو هيَّ رسالة يُدركها العقل ويُخضعها للفحص والمنطق، بلّ هيَّ قوة تحقق مقاصد الله: "لم تسقط كلمة من جميع الكلام الصالح الذي كلم به الرب بيت إسرائيل بل الكل صار(أي تم)" (يشوع21: 45) " ليس الله إنساناً فيكذب. ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي؟" (عد22:19) "لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هُناك بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعاً للزارع وخبزاً للآكل، هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع إليَّ فارغة بلّ تعمل ما سُررت به وتنجح في ما أرسلتها لهُ" (إش55: 10و11)

2- أما المستمعون لكلمة الله، أو قارئيها، يجب عليهم أن يستعدوا لقبولها في قلوبهم بثقة وتسليم.
فمن حيث إن الكلمة كشف لطريق الله وقاعدة سلوك فهيَّ نور لنا، نحن الذين نسمعها ونقرئها:
" سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز119: 15)
ومن حيث أنها وعد، توفرّ لنا ضماناً للمستقبل، وينبغي الإصغاء لها بكل انتباه وتركيز:
"أسمعوا كلام الرب...أصغوا إلى شريعة إلهنا..." (إش1: 10)
والاستماع دائما يكون على مستوى الحفظ في القلب:
"ولتكن هذه الكلمات التي أنا موصيك بها اليوم على قلبك" (تث6: 6)
ويكون أيضاً للعمل بها وتطبيقها في الحياة الحاضرة والاعتماد عليها ووضع الرجاء فيها:
" بل الكلمة قريبة منك جداً في فمك وفي قلبك لتعمل بها" (تث30: 14)
بِمَ يُزكي الشاب طريقه. بحفظه إياه حسب كلامك..أحسن إلى عبدك فأحيا وأحفظ أمرك.. من كل طريق شرّ منعت رجلي لكي أحفظ كلامك" (مز119: 9و17و101)
" ..أتكلت على كلامك..متقوك يرونني فيفرحون لأني انتظرت كلامك.. تاقت نفسي إلى خلاصك كلامك انتظرت" (مز119: 42و74و81)

3- كلمة الله ليست كلمة عادية ينطقها الله، بل كلمة الله تعطي التاريخ معنى، بصفتها خالقة:
فالخليقة كلها محصورة في كلمة: "قال الله....وكان كذلك" (تك1: 9)
فكلمة الله لها فعل قوي أي فعل الخلق، وليس ذلك فقط بل هيَّ أيضاً تُثير الإيمان في قلب الإنسان حين يقبلها من كونها خارجة من فم الله شخصياً "يُرسل كلمته في الأرض سريعاً جداً يُجري قوله " (مز147: 15)

4- كلمة الله أيضاً كلمة مشخصة أي لها كيان شخصي أي هيَّ شخص يسوع المسيح كلمة الله الذي يتنبأ عنه العهد القديم بأنه سوف يأتي في ملء الزمان ليشفي الإنسان من أوجاع السقوط المؤلم، وليُنجي الإنسان من الهلاك:" أرسل كلمته فشفاهم ونجاهم من تهلكاتهم"(مز107: 20)

* وسوف نتحدث لاحقاً عن كلمة الله في العهد الجديد .



رد مع إقتباس
Sponsored Links