عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
صراخنا يعلو هذا اليوم

كُتب : [ 12-13-2007 - 04:10 PM ]


يا إلهنا الحي
صراخنا يعلو هذا اليوم من أجل الانشقاقات التي ما لها حصر تخنقنا
وشعورنا الحزين يطغي علينا بسبب غيابك عن قلوب كثيرين
فامتلأت قلوبهم غرور وحب الذات وطلب كرامتهم الخاصة ورفض شخصك الحلو فيهم
يا ترى اليوم أين نحن وإلى أين نذهب بهذه الحال

الغريب أننا اليوم نرصد الأخطاء بل نتصيدها لنحاكم في تصلف وعجرفة من أخطأ ومن لم يخطئ !!!

أننا اليوم نفتخر بالسيف الذي نشهره في الوجوه للترهيب والعقاب والسوط الذي في أيدينا للعنة والحرمان، بدلا من الصليب للبركة والغفران.

أننا اليوم نتحايل على وصاياك ونحور كلماتك بالأقوال والأفعال ،ونترجم كلامك المقدس حسب أهوائنا الخاصة ، بما يتفق مع رغباتنا ومتطلبات عصرنا.

أننا اليوم قد استغنينا عن الروح المدبر ، وأصبحنا ندبرها نحن عن طريق العقل والكمبيوتر والدراسات المقارنة بمجهودنا الخاص وبذكائنا وكبرياء قلوبنا لأننا نرى أنفسنا الأفضل دائماً من جهة كل شيء ، ونحسب بذلنا وعطائنا أنه مجهود مضني نقوم به ونضحي بوقتنا الثمين ونعطيه وصرنا مثل الفريسي الذي يفتخر بأعماله التي يعملها ..

الروح كان مع الرسل وآباء الكنيسة العظام لأنهم لم يكونوا متحذلقين أو لهم فخر بذواتهم أو بعلمهم ، فكنت أنت بشخصك من ترشدهم وتوجههم كيفما شئت وهما يطيعونك بمحبة وخضوع تام ويتفقوا مع وصاياك بانسجام

أما نحن فأذكياء نستطيع أن ندير الدفة بأنفسنا ونسيرها بحسب مشيئتك التي هي في الواقع مشيئتنا وليس لها أي علاقة بمشيئتك لأننا لا نتعمق في معرفتك ، ونريد أن نكون المصدر والغاية هي إكرام أنفسنا في أعيننا !!!

أين الكنيسة اليوم من الأمس ، وأين خدام اليوم من خدام أمس وأين آباء اليوم من آباء الأمس ؟!!

أننا اليوم في أمس الحاجة للأمس ،لآبائنا الأوليين ، للأصولية المسيحية الأولى ،لا لقوانين الآباء الرسل فقط ولكن إلى روح الآباء الرسل والقديسين الذين حفظوا الإيمان حتى من كبريائهم وذواتهم !!!

نحن اليوم نصرخ
وكل يوم نئن كاشفين أننا نحتاج إلى محبتهم المفتقدة اليوم ،
إلى تماسكهم وتعاونهم من أجل مجد الكنيسة لا للأشخاص ولا لمديح الآخر الكاذب الذي اتسم به عصرنا وابتلى ،
أننا في اشد الحاجة إلى الهدف الأعظم الذي لم يكن يعطلهم عنه أية مظاهر خادعة ووقتية لأنهم كانوا ينظروا للأبدي لا الوقتي.

آه يا إلهي الحي
أن أمجادنا الأرضية مهما ارتفعت وتعظمت جداً وزادت ملياراتها التي ُتزيد في تعظمنا وكبريائنا المستتر داخل ثوب الخدمة وشكل التقوى ، ومهما زادت ثقافتنا وزاد علمنا ووعظنا وكلماتنا أصبحت رنانه تزيد من مجدنا أمام الآخرين ،
سيأتي يوما ونتعرى أمامك
وسنسقط أمام وجهك المملوء مجداً ولا نستطيع أن نتحلى ونتزين وَنلبس إلا أعمالنا التي سوف تفضحنا وتكشف عورتنا التي طالما أخفيناها لا عنك إنما عن أنفسنا ...

عيناك كلهيب نار تفحصان أستار الظلام وكل شيء عريان ومكشوف أمامك
أنت وحدك ستكشف كل واحد وتعريه من مظهره الباطل وثوبه الرث ،
ولن يفيد في تلك الساعة المظهر أو مديح الناس أو ذمهم ، أو قبولهم لنا أو رفضهم ، لأنك لا تأخذ بالوجوه أو تحكم على الشكل أو المظهر

مهما كنا أتقياء في أعين الآخرين ستأتي ساعة نفضح أمامك ونظهر كم نحن عراه وليس لنا إلا مظهر خادع ووهم باطل !!!

اليوم ولأننا عارفين الوقت
ساعة لنستيقظ من النوم
أنها الآن ساعة لتهتز الأرض كلها
أن صراخنا يعلو كي ما تمد يدك إلينا وتعيننا
لأن ليس لنا طلبة إلا قوة التوبة ومعونتك السرية لتنخسنا بمنخاس التوبة الصادقة لنستيقظ وننتبه إليك قبل أن تأتي ساعة نجد أنفسنا بلا سند ونتعرى من الصورة المزيفة التي ظهرنا بها في هذا العالم الحاضر

إلهنا الحي القدوس المحب
نفتح أفواهنا لأننا نشتاق جدا لدسم نعمتك الحلو
نريد أن نشبع ونشتري منك فضة وذهب التقوى واقتناء الروح القدس في إناء نفوسنا فيكون هو ثوبنا الحلو الذي به نقرب إليك

أكشف عارنا الآن أمامك وأمام قلوبنا حتى نعرفه فنأتي إليك طالبين أن نكتسي بثوبك الذي نسجته بآلامك وصليبك المحيي وبهجة قيامتك
لنكون بالحق والصدق خليقة جديدة تمجد أسمك وتتكل عليك وتصنع مشيئتك
لنكون عن صدق وبالحق نور العالم ، ملح الأرض
ونصير وجه منظور لشخصك الغير منظور

بكل محبة وبدالة البنين نقرب إليك ونقدم أنفسنا ونعريها أمامك
وبكل أمانه نعترف بأخطائنا لأنك أنت برنا الحقيقي
لنكتسي ونأخذ منك الثوب الجميل الذي صنعته لنا
بشفاعة أمنا العذراء كل حين وصلوات سحابة الشهود المحيطة بنا
أسمع لنا واستجيب يا إله المعونة
بك يليق كل تمجيد آمين



رد مع إقتباس
Sponsored Links