عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
يا أحبائي كلنا نُسلم بأن الشعب كله يُعاني من نكبه فادحة

كُتب : [ 01-05-2011 - 09:30 AM ]


سلام من رب المحبة والمجد الذي أهلنا لميراث لا يفنى ولا يضمحل ؛ ميراث محفوظ لنا في السماوات بدم حمل وديع بلا عيب ، قد طهر ضمائرنا من أعمال ميتة لنخدم الله الحي ، وأنار لنا أعيننا الداخلية حتى نبصر مجد الرب بوجه مكشوف لنتغير لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح ... [ مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته ] (أفسس 1: 18، 19)
يا أحبائي ، أن الذين يركزون على مجرد مواساة المتألمين أو تعزية الحزانى بمجرد كلمات ، أو إشباع احتياجات الأفراد ، قد يحكمون على هؤلاء بالخمول والضمور ثم الموت ، لأنهم في الحقيقة لم يعلنوا لهم القوة الساكنة فيهم والقادرة أن تعمل فيهم بقوة حياة الله ليشبعوا من المائدة السماوية بخبز حي يُشبع القلب ويعطي قوة عزاء بانفتاح البصيرة الداخلية في سر التقوى وقوة التوبة وتجديد القلب ....

يا أحبائي كلنا نُسلم بأن الشعب كله يُعاني من نكبه فادحة ، وأن السيف والعنف الغير مُبرر قد تسلط على الشعب ، الأمر الذي لا يقدر أن ينكره أحد ، حتى ولو كان رجل كلام غليظ القلب ، ولا يشعر بالآخرين !!!

والآن أقول لكم أنه يلزم على الذين ضُربوا بالحزن ألا يقضوا كل حياتهم في النحيب والعويل من جراحاتهم ، وتلتهب نيران حزنهم ويشتعلون بالغضب ، بل عليهم أن يعالجوا جراحاتهم لئلا بإهمالهم وانحصارهم في الحزن تزيد دموعهم وتلتهب نيران حزنهم وينسوا رجاءهم في المسيح الرب القيامة والحياة ، وينحصروا في الغضب ، بل وقد يبرروا موقفهم ويعززوه بآيات من الكتاب المقدس على غير معناها الصحيح [ أغضبوا ولا تخطأوا ] ، مع أن الكتاب المقدس بارتباط آياته يقول بوضوح :

+ لاتنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء بل أعطوا مكانا للغضب (أي اتركوا الغضب لله في يوم الغضب أي يوم الدينونة) لأنه مكتوب لي النقمة أنا أُجازي يقول الرب - رو 12 : 19
+ اغضبوا و لا تخطئوا لا تغرب الشمس على غيظكم - أف 4 : 26
+ ليرفع من بينكم كل مرارة و سخط و غضب و صياح و تجديف مع كل خبث - أف 4 : 31
+ و أما الآن فاطرحوا عنكم أنتم أيضاً الكل : الغضب السخط الخبث التجديف الكلام القبيح من أفواهكم - كو 3 : 8
+ فأُريد أن يصلي الرجال في كل مكان رافعين أيادي طاهرة بدون غضب و لا جدال - 1تي 2 : 8
+ إذاً يا إخوتي الأحباء ليكن كل إنسان مسرعاً في الاستماع مبطئاً في التكلم مبطئاً في الغضب - يع 1 : 19
+ لأن غضب الإنسان لا يصنع برّ الله - يع 1 : 20




فلنفتح آذاننا لا لعزاء الناس إنما لعزاء الروح القدس :
يا أحباء الرب والقديسين ، أن أولئك الذين أوثقوا بالوثاقات الجديرة بالقديسين (أي بالآلام والأوجاع والأتعاب والأحزان وفراق الأحباء بالموت) ، إذ هي أكاليل مجد لمن اختارهم الله في المسيح يسوع الحمل القائم كأنه مذبوح والمتألم في قديسيه ويشع فيهم مجده الخاص ...
لذلك أننا نبتهج – لا من أجل ما صُنع من غدر وإرهاب غير مُبرر – إنما نبتهج لمن أعطوا ثمارهم في ربنا الذي ارتضى أن يُعانق الموت لأجل خطايانا [ فأقامه الله ناقضاً أوجاع الموت ] (أعمال 2: 24) . ومع كونكم لا ترونه ، فكثيرين منكم يؤمنون به بفرح عظيم يعجز عن وصفه الواصفون ، ويود الكثيرين لو أنهم يصلون إليه ويتمجدون بالآلام الخلاصية التي بذلها الرب لأجلهم ، لذلك بمسرة يقبلون الآلام وضيقات هذا الدهر وضغوطه التي لا تنتهي ، ويتغنون باللحن المُقدس مع القديس بولس الرسول في هذا الزمان قائلين : [ لأعرفه و قوة قيامته و شركة آلامه متشبها بموته ] (في 3 : 10)
لذلك يا أحبائي شدّوا احقائكم ، واتقوا الله بالمخافة والحق ، طارحين جانباً كلام الغضب وضلال الأمم الذين يرغبوا في الانتقام لأن ساعتهم وساعة الظلمة هي حياتهم ، أما نحن فلسنا من أهل الغضب ، بل نحن أولاد محبة الله ، وخدمتنا خدمة المصالحة بدم عهد جديد ، فوطدوا الإيمان على من أقام ربنا من الموت وأتاه المجد وأعطانا عرشاً عن يمينه في الابن الوحيد الذي [ له يخضع كل ما في السماء وما على الأرض ] ويطيعه كل من فيه نسمه حياة ، وعندما يأتي ليدين الأحياء والأموات ، سيقضي بالعدل ويُجازي كل واحد حسب عمل الإيمان بالمحبة ، فكل من آمن به وظهرت ثماره فيه بالنعمة يدخل لملكوته السماوي لأن له طابع سماوي لا ينحل ، وأما من رفض أن يحيا له ويمجد صنيعه العظيم وعاش في ظلمة فمصيره للظلمة التي هو منها ، لأنه أحب الظلمة أكثر من النور لذلك كانت كل أعماله شريرة ...

أما نحن فلسنا من ظلمة بل من نور ، لذلك سيُقيمنا معه أيضاً إن امتثلنا لمشيئته وأطعنا وصاياه ، وأحببنا ما يُحب ، وتنحينا عن كل إساءة ، وطمع ، ونميمة ، وشهادة زور ، وعن حب المال المُفرط ، متجنبين مجابهة الشر بالشر ، والشتيمة بشتيمة ، والضربة بضربة مثلها ، ولعنة بلعنة ، ذاكرين تعليم من قال : [ لا تدينوا لئلا تُدانوا ، اغفروا يُغفر لكم ، أرحموا تُرحموا ، بالكيل الذي تَكيلون به يُكال لكم ، طوبى للمساكين والمضطهدين من أجل البرّ فإن لهم ملكوت الله ] (راجع متى 5)


ومن هو الرجل العاقل والإنسان الكامل الذي يعمل بأقوال الرب :
[ فكل من يسمع أقوالي هذه و يعمل بها أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر . فنزل المطر و جاءت الأنهار و هبت الرياح و وقعت على ذلك البيت فلم يسقط لأنه كان مؤسسا على الصخر . و كل من يسمع أقوالي هذه و لا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل . فنزل المطر و جاءت الأنهار و هبت الرياح و صدمت ذلك البيت فسقط و كان سقوطه عظيما. ] (مت 7: 24 – 27)
ليمنحكم الله القادر على كل شيء يا إخوتي ملء الرحمة والسلام بيسوع المسيح مخلصنا الصالح بفيض غنى الروح القدس الرب المُحيي الذي يُعزينا بقوة قيامة يسوع ورجاء حياة الأبد ، مجداً للثالوث القدوس الإله الواحد آمين ...



رد مع إقتباس
Sponsored Links