عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Sm96 خطية الموت التجديف على الروح القدس - دراسة وتحليل (1)

كُتب : [ 06-09-2009 - 09:26 AM ]


كثيرين تحدثوا عن التجديف على الروح القدس ، وبدون دقة أو الرجوع للآباء والتعليم الرسولي المعطى من جيل لجيل ، وأخذوا عل عاتقهم يشرحون ويتكلمون عن هذا ، والبعض قال :
أن التجديف على الروح القدس يحدث عندما يعود الذين حصلوا على نعمة الروح القدس في المعمودية إلى الخطية ، وقد اعتمدوا على ما قاله القديس بولس الرسول في الرسالة إلى العبرانيين :
" لأن الذين استنيروا مرة و ذاقوا الموهبة السماوية و صاروا شركاء الروح القدس . وذاقوا كلمة الله الصالحة و قوات الدهر الآتي و سقطوا لا يمكن تجديدهم أيضاً للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية و يشهرونه . " ( عب 6: 4 – 6 )



ولو أن هذه الكلمات صحيحة ، لماذا القديس يوحنا الرسول يقول : " إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين و عادل حتى يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل إثم " ( 1يو 1: 9 )



وكلمة سقطوا الذي قالها القديس بولس الرسول ، ليس هي السقوط تحت ضعف ، أو زلة خطية عادية ، أو أي سبب يدل على ضعف الإنسان أو حتى تراخيه أو بعده عن حياة التقوى أو حياته في حالة من الشر والبعد عن وصية الله ...


بل كلمة سقطوا هنا موازية تماماً لما قاله الرب يسوع بخصوص " أما من جدف على الروح القدس فلا تُغفر له " ( لو 12 : 10 ) وهي موازية لما قاله القديس يوحنا الرسول : " توجد خطية للموت ، ليس لأجل هذه أقول يُطلب " ( 1 يو 5: 16 )


والكلمة المستخدمة παρπίπτω = الارتداد
وبالطبع المقصود ليس أي ارتاد ، بل الارتداد بإرادة واعية وتصميم ، وليس بسبب خيانة الإرادة أو الخوف أو أي ضعف إنساني ( مثل القديس بطرس الرسول الذي أنكر وهو تحت الضعف الإنساني ولكنه يحب المسيح له المجد ، فكان له سند وقوة غفران ) ، بل المقصود الجسارة وعناد القلب بكل تصميم وعزم ، بالنية والقول والتدبير ... مثل يهوذا الذي سقط بالإرادة والنية والقول والفكر والتدبير وخان وباع بيعاً وقبض الثمن ، وسقوطه كان بعيداً عن ربنا يسوع المسيح إله الرجاء والمحبة ، فلم يكن له سند ، لا حب ولا أمانه ولا ثقة لذلك ينطبق عليه وعلى كل من يسير على نفس ذات النهج قول الكتاب المقدس :
" لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته . فإنكم تعلمون أنه أيضاً بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رُفض ، إذ لم يجد للتوبة مكاناً ، مع أنه طلبها بدموع " ( عب 12 : 16 و 17 )



ونختتم هذا الجزء بقول القديس يوحنا الرسول :
" إن رأى أحد أخاه يخطئ خطية ليست للموت يطلب فيعطيه حياة للذين يخطئون ليس للموت، توجد خطية للموت ليس لأجل هذه أقول أن يطلب (( ليُترك لدينونة الله ليحكم فيه الرب ولكن لا يحكم عليه أحد )) . كل إثم هو خطية و توجد خطية ليست للموت " ( 1يو 5 : 16 – 17 )



في الجزء القادم سوف نقدم شرح وافي للقديس أثناسيوس الرسولي
أقبلوا مي كل حب وتقدر ، النعمة معكم



رد مع إقتباس
Sponsored Links