عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية ماروجيرافك
ماروجيرافك
ارثوذكسي ذهبي
ماروجيرافك غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 15340
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 7,184
عدد النقاط : 43
قوة التقييم : ماروجيرافك is on a distinguished road
+++ أحـــــد الســـامريـــــة +++

كُتب : [ 04-07-2013 - 09:56 AM ]


أحـــــد الســـامريـــــة 2wl3vu2.jpg

جاء السيد المسيح إلى اليهودية بعد أن حفظ العيد فى أورشليم ( يو 3 : 22 ) ، والآن يتركها بعد أربعة أشهر من الحصاد ؛ فى الطريق عبر السيد المسيح على السامرة ، والتقى عند البئر بأمرأة سامرية تزوجت قبلا بخمسة رجال والذى معها ليس برجلها ، دخل معها السيد فى حوار بالرغم من العداء بين اليهود والسامريين ، فاجتذبها إلى خلاصها ، بل وجعلها كارزة بالخلاص ، اجتذبها فتمتعت بالمعرفة ، وأدركت أنه المسيا الذى يخبرنا بكل شىء ، وبعد دقائق تركت جرتها لتجتذب المدينة بأسرها ويؤمن كثيرون بالسيد المسيح ، حقا من يلتقى برابح النفوس العجيب يشاركه سماته ، فيصير هو أيضا رابحا للنفوس .

خلال هذا اللقاء يحثنا السيد المسيح على العبادة الجديدة ، حيث قدم لها ولأهل مدينتها ماءا حيا يفيض فى داخلهم ، لقد أعلن السيد أنه عوض بئر يعقوب يقدم المياة التى من يشرب منها لا يعطش إلى الأبد ، إذ تهب حياة جديدة أبدية ، وأن الساعة قد أتت لتتحقق العبادة على مستوى أعظم من جبل جرزيم أو الهيكل ، حيث يسجد العابدون للآب بالروح والحق ، وأن له طعام جديد وهو أن يفعل مشيئة الذى أرسله ...

مجيئه إلى السامرة

" ....... وكان لابد له أن يجتاز السامرة " يو 4 : 4

أبرز السيد المسيح اهتمامه بالسامرة والسامريين ، فمدح الأبرص السامرى غريب الجنس ، الذى وحده دون التسعة اليهود البرص عاد ليشكر السيد على تطهيره له ( لو 17 : 15 – 18 ) . كما قدم لنا مثل السامرى الصالح الذى تحرك قلبه بالحب العملى ليهتم بجريح يهودى أكثر من الكاهن اليهودى واللاوى ( لو 10 : 33 – 36 ) وأخيرا قبل صعوده وضع على عنق الرسل الألتزام بالخدمة فى السامرة : " تكونون لى شهودا فى أورشليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض " ( أع 1 : 18 ) .

" ....... وكانت هناك بئر يعقوب ، فإذ كان يسوع قد تعب من السفر ، جلس هكذا على البئر ، وكان نحو الساعة السادسة " يو 4 : 6

نحو الساعة السادسة ، أى الظهيرة ، تعب السيد المسيح بسبب السير فى وسط حر الظهيرة ، كإنسان حقيقى خضع للضعف الجسدى فتعب ، ..... ليس عجيبا أن نسمع عن السيد أنه تعب وعطش فى وقت الظهيرة ، وهناك تركه تلاميذه ، فإن هذا المنظر يحمل صورة للسيد المسيح على جبل الجلجثة حيث استراح على الصليب فى وقت الظهيرة وقد حمل أتعابنا وأعلن عطشه لكل نفس بشرية ، هناك أيضا تركه تلاميذه هاربين ، ليجتاز المعصرة وحده .

إنه يسأل أن يشرب ذاك الذى فى طريقه أن يعطى ، لكنه يشرب لا من ماء جدول يفيض ، بل يشرب من تصرفاتك الصالحة ، يشرب الكأس أى الآلام التى يكفر بها عن خطاياك ، حتى إذ تشرب من دمه المقدس تروى عطش هذا العالم !!

هكذا تمتع إبراهيم بالله بعد أن حفر بئرا ( تك 21 : 30 ) ، واسحق تقبل زوجته وهو سائر بجوار البئر ( تك 24 : 62 ) ، التىكانت قادمة إليه كرمز للكنيسة ... رفقة وجدت من يبحث عنها عند البئر ، ....

+ قوة المسيح خلقتك ، وضعف المسيح ( تعبه ) جدد خلقتك ، ............

قوة المسيح أوجدتك حيث لم تكن ، وضعف المسيح جعل ما يلزم دماره ألا يهلك .......

لقد خلقنا بقوته ، وبحث عنا بضعفه .....



" فجاءت امرأة من السامرة لتستقى ماء ، فقال لها يسوع : أعطينى لأشرب ، لأن تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاما " يو 4 : 7 – 8

مجىء المرأة عند الظهيرة بعد أن حمل الرجال والنساء مياههم إلى منازلهم يكشف عن موقف الشعب منها ، إذ لم تكن لها الجرأة أن تواجه أحدا ، فجاءت فى وسط الحر لتستقى ماء من البئر بمفردها ، مسيحنا هو إله المرذولين والمطرودين ، يخرج منهم أبناء الملكوت وكارزين بالحق .

هذا اللقاء يذكرنا برفقة وراحيل وابنة يثرون كيف تزوجن خلال اللقاء عند البئر بزيجات مباركة باسحق ويعقوب وموسى ، هكذا وجدت السامرية عريس نفسها عند بئر يعقوب ، ونحن نجد مسيحنا عريسا لنا عند جرن المعمودية ...

بدأ السيد المسيح حواره معها بطلب متواضع : أن يشرب ماء ، ذاك الذى من أجلنا افتقر ، الآن من أجلنا صار شحاذا لكوب ماء ، ليس لأحتياج شخصى ، وإنما ليكشف لها عن احتياجها هى إليه ، فتشرب وترتوى من ينابيع نعمته الغنية .

بينما مضى التلاميذ إلى المدينة ليشتروا طعاما استغل السيد هذه الفرصة ليدخل فى حوار مع المرأة السامرية ، ويسحبها هى وأهل المدينة لخلاصهم ، هذا هو طعامه الحقيقى أن يتمم مشيئة الآب ، وهى خلاص النفوس .

" فقالت له المرأة السامرية :

كيف تطلب منى لتشرب وأنت يهودى وأنا امرأة سامرية ؟

لأن اليهود لا يعاملون السامريين " يو 4 : 9

دهشت المرأة السامرية لموقف السيد المسيح ، فإنه ما كان يمكن ليهودى أن يطلب شيئا من سامرى ، مهما بلغ احتياجه أو واجه من متاعب ومصاعب ، دون أى استثناء ، كما دهشت كيف يتوقع من سامرية أن تعطيه طلبه بينما يحمل السامريون عداء لليهود ...

لم يكن هناك تعامل بين اليهود والسامريين سواء من جانب العبادة أو التجارة ، بل ولا يجوز لليهودى أن يستعير إناء من سامرى أو يشاركه نفس الطعام .



" أجاب يسوع وقال لها : لو كنت تعلمين عطية الله ،

ومن هو الذى يقول لك أعطينى لأشرب ، لطلبت أنت منه ، فأعطاك ماء حيا " يو 4 : 10

سحب السيد المسيح هذه المرأة إلى طريق الخلاص ، لا بالهجوم على العبادة فى السامرة ، بكونها منشقة ، وأنها قد شوهت الأيمان والعبادة ، وإنما بسحب فكرها من الأنشغال بالعداوة القائمة بين الفريقين إلى الدخول إلى أعماق نفسها لتعطش إلى الماء الحى ، وتدرك حاجتها إلى المخلص .

الآن ليس الوقت للنزاع ، بل للجلوس الهادىء مع النفس والتمتع بعطايا الله المجانية ، فقد حان وقت افتقاد الله للعالم كله بإرسال المسيا المخلص ، شهوة قلب السيد المسيح أن نعرفه ، فنطلبه ونقتنيه ، فنرتوى منه أبديا !

السامرية لم تكن تدرك عطية الله الذى أرسل أبنه الوحيد ليبذل ذاته عن العالم ( يو 3 : 16 ) ، ولا عطية الروح القدس الذى يفيض فى النفس كنهر يرويها ويروى آخرين ، ويقدم الروح مواهب روحية لا حصر لها لخلاص العالم ، هذه العطايا إلهية مجانية قدمها الله من أجل مبادرته بالحب لنا ونحن بعد أعداء ...

" المـــــاء الحــى " : هو نعبير شائع لينابيع المياة التى تفيض بلا توقف ، يقابله " الماء الميت " الراكد فى البرك والمستنقعات ومخازن المياة حيث تتعرض للتلوث ، يشير الماء الحى إلى :

" الــــروح الــــقدس " الذى يروى النفس ويحول قفرها إلى فردوس مثمر ، ويغسل ما فى النفس من دنس



رد مع إقتباس
Sponsored Links