عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
افتراضي النفوس التي تطلب تقديس الروح الذي هو من خارج طبيعتها تعلق حبها كله بالرب (14)

كُتب : [ 07-09-2011 - 04:36 PM ]


عظات
القديس مقاريوس الكبير
النفوس التي تطلب تقديس الروح stmacarius2eg6.jpg
تابع العظة الرابعة
السعي للملكوت الأبدي – محبة الله الشديدة للإنسان
"ينبغي على المسيحيين أن يتمموا سعيهم في هذا العالم بحرص وحذر
لكي يربحوا المديح السماوي من الله والملائكة "
للعودة للجزء السابق اضغط هنــــــــــــا
مثل العذارى


6 – أنظر وفكر في الخمس عذارى الحكيمات اللواتي كن ساهرات مستيقظات وقد أخذن في أوعية قلوبهم ذلك الذي لم يكن من طبيعتهن الخاصة – وهو الزيت ، الذي يعني نعمة الروح المنسكب من فوق ، أولئك العذارى تمكنَّ من الدخول مع العريس إلى العُرس السماوي ، ولكن الأُخر الخمس الجاهلات اللواتي أكتفين بطبيعتهن الخاصة فلم يتيقظن ولم يشغلن أنفسهم بنوال "زيت البهجة" (مزمور45: 7) في آنيتهن أثناء وجودهن في الجسد ، بل غرقن كما في نوم الإهمال والتغافل والكسل والجهل ، أو لادعائهن البرّ ، ولذلك أُغلق أمامهن عُرس الملكوت إذ لم يتمكنَّ من إرضاء العريس السماوي .

فإذا قد رُبطن برباط العالم وبمحبة أرضية ، لم يوجهن كل حبهنَّ ولم يقدمنَّ عواطفهنَّ الحارة للعريس السماوي ، فلم يُزودن بالزيت ، فالنفوس التي تطلب تقديس الروح الذي هو من خارج طبيعتها تعلق حبها كله بالرب وتسير في الرب ، وفي الرب تُصلي ، وبه تنشغل أفكارها ، تاركين كل ما هو سواه ، ولهذا السبب تُحسب أهلاً لنوال زيت النعمة السماوية ، وتنجح في عبور هذه الحياة بلا سقوط مقدمين إرضاءً وإشباعاً كاملاً للعريس السماوي . وأما النفوس التي تكتفي بما لطبيعتها الخاصة فقط فإنها تهبط بفكرها على الأرض . وتنشغل أفكارها بالأرض ، ويكون عقلها كله في الأرض . وهي تظن في ذاتها أنها تطلب العريس وتتزين بكمالات برّ الجسد ، ولكنها غير مولودة من الروح القدس من فوق ، ولم تنل زيت البهجة .



7 – فحواس النفس الخمس العاقلة ، إن هي حصلت من فوق على النعمة وتقديس الروح كانت حقاً عذارى حكيمات حاصلات على حكمة النعمة من فوق . ولكن إن بقينَّ في راحة مكتفيات بطبيعتهن فإنهن يكنَّ جاهلات وينكشف أنهن من أبناء العالم . إذ لم يكنَّ قد خلعن روح العالم ، رغم أنه في ظنهن أنهن عرائس العريس بسبب بعض المظاهر الخاصة والشكل الخارجي . فكما أن النفوس التي تلتصق بكليتها بالرب . تكون فيه بفكرها ن تصلي فيه وتسير فيه ، وتشتاق لمحبة الرب ، هكذا من الجهة الأخرى ، تلك النفوس المُقيدة والمربوطة بحب العالم ، تُريد أن تصرف وجودها على الأرض وتسعى وتفكر فيها وهناك يسكن ويوجد عقلها . ولهذا السبب فإنهم لا يقدرون أن يتحولوا إلى حكمة الروح الصالحة التي هي غريبة عن طبيعتهن – أعني النعمة السماويةالتي يلزم أن تلتحم بطبيعتنا وتمتزج بها ، لكي نستطيع الدخول مع الرب إلى عُرس الملكوت السماوي ولننال الخلاص الأبدي .



8 – لأنه بمعصية الإنسان الأول دخل فينا شيء غريب عن طبيعتنا ، الذي هو كارثة الفساد والأهواء ، وقد اتخذ هذا الفساد مكانه كأنه جزء من طبيعتنا بطول العادة والميل ، وهذا الشيء الغريب يجب أن يُطرد ثانية بواسطة الضيف الآخر ، ضيف طبيعتنا أي موهبة الروح القدس السماوية ، لكي ما نستعيد النقاوة الأصلية ، وإن لم نحصل الآن على محبة الروح من السماء بالتضرع الكثير ، والتوسل ، والإيمان ، والصلاة ، والتحول عن العالم ، وإن لم تلتصق طبيعتنا – التي كانت قد تلوثت بالشرّ – إن لم تلتصق بالمحبة ، التي هي الرب ، وتتقدس بمحبة الروح ، وإن لم نثبت إلى النهاية غير عاثرين ، سالكين بجد وتدقيق في كل وصاياه ، فلا يُمكننا الحصول على الملكوت السماوي .


عن كتاب عظات القديس مقاريوس الكبير
مترجم عن Fifty Spiritual Homilies
St. Macarius the Great
A.J.Mason, Translator
With The Life of st. Macarius
إصدار مؤسسة القديس أنطونيوس
المركز الرثوذكسي للدراسات الآبائية - نصوص ىبائية 85
ترجمة دكتور نصحي عبد الشهيد - يناير 2005 - الطبعة الخامسة
العظة الرابعة - من فقرة 6 إلى فقرة 8 - ص 51 - 53

للرجوع لفهرس العظات أضغط
هنـــــــــــــــــــــــ ــــــــــا



رد مع إقتباس
Sponsored Links