عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

رد: هو مفيش امل فيا ؟!

كُتب : [ 01-22-2012 - 11:19 PM ]


سلام في الرب لأجمل أخ حلو حبيب الله والقديسين
صديقي الحلو، مشكلتنا كلنا بلا استثناء هو أننا دائماً نتسرع في حمل نير الخدمة قبل أن نتعمق في حياة الشركة مع الله بالرؤيا والاختبار متذوقين عمق النعمة التي ترفعنا وتطهر أعماق القلب من الداخل من أشياء صغيرة لا ننتبه إليها تسكن قلبنا، وقبل أن نتمرس في حياة التوبة ونحترفها، وأحياناً بسبب سهو منا وعدم التأصل في طاعة الوصية والتدقيق في التعليم والسعي الدائم للنمو في شركتنا مع الله نُضرب ضربة الخطية والانحراف عن طريق التقوى ...
ولكن الله لا يدعنا نضل أبداً عنه، ولكننا نحن الذين نترك يده ولا نعترف أمامه فور وجود أي فكر صغير يظهر فينا، لأنه كفيل أن يزيله من داخلنا، لأن بالإيمان والثقة فيه وحده ننتصر ونغلب، والروح القدس يعمل في داخلنا ويحثنا على التوبة لكي نأتي إلى الرب وننال منه المعونة، لأننا لن ننالها من إنسان مهما ما على شأنه حتى ولو كان قديس عظيم، لأن القديسين هما موجهين لنا بسيرتهم العطرة وإرشادهم الحي بالخبرة وعمل الله، ولكن بدون أن نأتي لله بأنفسنا فلن تنفعنا المشورة، لأن المعونة من عند الله وحده بيسوع المسيح في الروح القدس، فأعلم يا أجمل أخ حلو
، أنه إذا مال الإنسان وانعطف نحو الخطية وسقط، فإنه يمر بمرحلة ظلام روحي على قدر قوة وتسلُّط الشهوة على قلبه وسيادتها على فكره مؤثرة في مشاعره ورغباته حتى يفعل ما لا يُريد منجذباً ومنخدعاً بها، ومتى ضاع أثر اللذة وأفعال الإنسان مثل النائم من شرب الخمر، يقترب الروح القدس في هدوء، ويُحدث النفس في القلب شارحاً لها عدم جدوى الخطية، وكيف أفسد التعدي الحياة الداخلية. هنا يعمل الروح القدس مثل طبيب يكشف عن المرض ويقدم الدواء...

فأنت الآن في مرحلة كشف المرض الذي يحتاج لدواء إلهي وليس بشري، لأن من منا يستطيع أن يغير نفسه ويجدد قلبه، سوى خالقنا الحبيب وحده فقط القادر لا أن يُقيم الميت الذي أنتن فقط بل أيضاً يخلق من جديد، فأن صدقت المسيح الرب أنه حي يُقيم من الأموات ترى مجد الله، لأنه قال لأخت لعازر سيقوم أخوكِ، مع أنها كانت غير مصدقه، ولكن قال لها ألم أقل لكِ أن آمنتِ ترين مجد الله !!!

ولك أن تعلم يا صديقي الحلو، مستحيل أن يندفع الإنسان ويتكلم عن خطاياه لأنه يريد أن يتخلص منها من نفسه، لأن الذي يحركك هو روح الوداعة الروح القدس، لأنه روح التوبة الذي يسند النفس ويقنعها بالاعتراف أمام الله الحي ويجلب دموعاً مقدسة لتبكي أمام الله لا الناس (وربما أيضاً أمام الناس ولكنه ليس الجوهر والأساس)، فالروح القدس لا يترك النفس إطلاقاً، بل يُشجعها في وداعة، ويُعزي القلب بالمثابرة هامساً بشكل غير منظور، ويمتزج صوت الرب مع فكر الإنسان بشكل لا يلاحظه الإنسان حتى أنه يظن أنه هو الذي يتحدث مع نفسه باشتياق لتوبة حقيقية لأنه يجد حب الله لازال في قلبه يعمل ويحركه. وإذا ثابر الإنسان واستمر في حياة الشركة بإصرار مع الله، أعطاه الروح القدس العزم وبذلك يستطيع أن يَعبُر بحر تجارب العالم وينتصر على شهواته الخاصة، لأن الله لا يريد مجرد اعتراف فقط، بل يريد توبة لندخل في شركة معه لنتغير إليه ونصير معه واحداً، أنت كففت عن عمل الشر واعترفت وهذا جيد جداً، ولكن يعوزك شيئاً واحداً أن تمسك في الله، لأن الطريق الروحي كله يتلخص في كلمة [ مش هاسيبك يا رب مهما ما كنت ]، وأعلم أنه مكتوب: [ حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً ] (رومية5: 20)....

بالطبع هذا ليس مجرد كلام بل أنقل لك خبرتي الشخصية، لأني لم أكن قط أفضل منك على الإطلاق فكل شخص يعرف عورة قلبه، ولكن الله في محبتة حينما نأتي إليه بأوجاعنا الداخلية بدموع القلب يغسلنا ويطهرنا بنفسه ويشفي أوجاعنا، وعلى قدر خطايانا على قدر ما تنسكب النعمة فينا وتستر عورتنا الداخلية فنشعر بقوة غفران الله في محبة أعظم مما كنا نتخيل، فلا تخجل من أن تقف أمام الله الحي، لأنه هو شفاء قلبنا الوحيد وهو الذي يعرفنا لأنه فاحص الكلى والقلوب، لذلك لا يستطع أحد أن يخفي عليه خافية، فلا تخجل في صلاتك، بل بانسحاق قلبك الذي عندك الآن قف به أمامه وهو يستطيع ان يبرء قلبك بالفعل والحق، وليس شرط أن تتكلم وتقول كلاماً لأن الله يسمع همسات القلب الخفي ويحفظ دموع الإنسان لأنها عزيزة عنده، ولا تنسى الخاطي الذي قال : [ الله ما ارحمني انا الخاطي فنزل مبرراً ]، والابن الضال كان ينتظر رجوعه إليه ليفرح والسماء كلها تفرح، فكلنا أحباء الله، وأستطيع ان اقولها بصدق عن نفسي: [ أنا الخاطي الذي أحبه يسوع ]، أو بمعنى أدق: [ أنا الفاجر الذي أحبه يسوع إلى المنتهى ]، وليس لي إلا أن أتمسك بحبه لأنه هو نجاتي الوحيد ومصدر حياتي ونبع خلاصي الأبدي...

ربما يكون الكلام مش جديد عليك، ولكن الفعل هو اللي هايبقى جديد، لأنه مكتوب: [ لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود ] (زكريا4: 6)...

لو كنت قرأت أقوال الآباء المختبرين ستجد أن أوصانا معلمنا باخوميوس الكبير أن تكون لنا شجاعة الأسود التي تعرف كيف تطارد الفريسة وأين تقتلها. ولذلك فأن التوبة هي سعي الشجعان، فعندما نضع الخشب في النار يحترق، وترتفع ألسنة اللهب بقدر ما ترمي من أخشاب، لذلك كلما أدركنا عزَّتنا عند الله، ازدادت حرارة التوبة. أمَّا إذا تملَّك " صغر القلب "، بردت نار التوبة. ومن أين تأتي عزة الإنسان ؟ ليس من المديح، بل عندما يدرك أن ابن الله، محبوب الآب، قد مات من أجله .
واعتمد على ما قاله القديس يوحنا الحبيب: [ أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله ] (أنظر رسالة يوحنا الرسول الأولى)، فادخل لمحضره الإلهي بقلبك وأنت تنال بكل تأكيد سكيب نعمة قوي يستر قلبك ويعزيك بقوة.... كن معافي باسم الثالوث في روح الوداعة آمين


التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 01-23-2012 الساعة 01:15 AM