عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 10 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التدبير الإلهي والخلاص (1)

كُتب : [ 05-02-2011 - 10:20 AM ]


بالنسبة لحالة الحرية التي خُلقنا عليها : فأن صورة الله فينا = حرية إرادة الإنسان
يقول القديس إيرينيئوس تلميذ يوحنا الرسول في بداية القرن الثاني الميلادي : [ الإنسان حُرّ في إرادته منذ البداية ، فقد خُلِقَ على صورة الله الذي هو حرّ في إرادته ] ، أي أن الله أراد أن يكون الإنسان حُراً في إيمانه وطاعته لله باختياره الخاص وليس بالإرغام أو خلق فيه ما يُجبره على الطاعة ، حتى يكون هذا الإيمان وهذه الطاعة ذات معنى حقيقي وليست مجرد شكل والإنسان مُقيد كعبد ، لأن الله لا يخلق مُقيدين بل على صورة حريته يخلق الإنسان ، اما الشيطان يُريد أن يُقيد الجميع ويضعهم تحت سلطان ، فكل من يُسلم نفسه لعدو الخير يخضع لقيده إلى أن يطلب الله ويعود إليه فيفكه من هذا القيد ويعطيه الحريه ، لذلك قال الرب يسوع [ أن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً ] ...
ويقول ايضاً نفس ذات القديس الرسولي [ إذن فقد كان الإنسان حُراً كسيده ، لأن الله قد خلقه ليكون سيداً على كل الأشياء التي على الأرض ]
ويقول العلامة أوريجانوس : [ لقد ثبت ذلك أيضاً في تعليم الكنيسة ، أن كل نفس عاقلة تمتلك إرادة حرة الاختيار ... وينتج عن ذلك اقتناعاً بأننا لسنا خاضعين للاضطرار ، كأن نكون مُجبرين لأي سبب من الأسباب ، حتى لو كان ضد إرادتنا لأن نعمل شيئاً خيراً أو شراً . لأنه إن كنا نمتلك الإرادة الحُرّة ، فإن من الجائز جداً أن تحثنا بعض القوى الروحية على فعل الخطية ، بينما تُساعدنا الأخرى في سبيل الخلاص ، إلا أننا في كلا الحالتين لسنا مُجبرين على التصرُّف بالصواب أو الخطأ ... ]

ولنلاحظ شيئاً هاماً للغاية ، أن الشيطان عدو الخير لا يقدر إطلاقاً على أن يُجبر إنسان على وجه الأرض ، حتى لو بيحب كل شر وفساد ، على أن يصنع شيئاً ضد إرادة ذاته إطلاقاً ، لأن الإرادة الحرة - رغم سقوط الإنسان - ظلت فيه كقوة ممنوحة من الله لا يقدر أن يقهرها أحد ولا حتى الشيطان بكل قواته الروحية ، ومن يتحجج بحجة أن الشبطان هو الذي ارغمه على فعل شر فهو كاذب حتماً ، لأنه هو الذي يُريد ذلك أو بسبب خبرة الشر الذي عاشها فحن للذة خطيته فعاد إليها بحريته وإراداته ... أو بسبب أنه لم يدخل في عهد حرية أولاد الله في المسيح يسوع ، ولنلاحظ أن هناك كثيراً من الناس وبعض عينات من البشر لا يحبون الشر ولا يتعاملون معه رغم عدم إيمانهم بالمسيح ولكن بغرادتهم يرفضون كل شر ويراعون ضميرهم بشدة وقد نرى بعضهم من المُلحدين ... الخ ...

ويقول القديس كيرلس الكبير عامود الدين (القرن الخامس) : [ كان آدم حُراً في تقرير مصيره ومُسلَّماً لزمام إرادته الخاصة ، لأن هذه أيضاً هي جانب من الصورة ، مثل الله الذي يُمارس سيادته على إرادته الشخصية ] ، فكان آدم سيداً على نفسه وعلى مصيره ... والفضيلة ليست شيئاً إجبارياً ...

هذا الكلام هو اختصار لكتابات الآباء ومفهوم الكنيسة بالنسبة لحرية الإنسان في صميم خلقته ، كما أن الكنيسة ابعدت تماماً على مر العصور كل فكرة مغايره عن طهارة الجسد بكل غرائزة لأنها من صميم طبيعة خلقته قبل أن يسقط ، لذلك فالإنسان منذ البدء وقبل السقوط أخذ قوة البركة من الله في التكاثر والإنجاب ، لذلك الجنس مقدس وليس فيه عيبٌ ما قط ، ولم يكن بسبب السقوط إطلاقاً ، بل بعض النساك منذ القديم في الكنيسة رفضوا الجنس وقالوا انه بسبب السقوط ، وطبعاً لا يُخفى علينا هذا القول أنه صدر من النساك بتشدد وذلك لطبيعة عطيتهم من الله لأنهم كرسوا أنفسهم له وقالوا هذا التفسير من جهة شعورهم الخاص وليس حسب طبيعتنا المخلوقين بها منذ البدء .... آسف للإطالة ولكني أختصرت بشدة .... النعمة مع الجميع آمين

رد مع إقتباس