عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 7 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 04:52 PM ]


3 - قصيدة מַ֫שְׂכִּ֥יל (مسكيل) – Συνέσεως Skilful Maskil
(وقد أتت في 13 مزمور: 32، 42، 44، 45؛ 52 – 55؛ 74، 78، 88، 89، 142)
==========
سميت بعض المزامير تحت اسم قصيدة وقد أتت كعنوان لـ 13 مزمور، والمعنى يشوبه بعض الغموض، ويختلف الكثيرين في معناه وترجمته، ولكن في الترجمة السبعينية ترجمت بمعنى: [الفهم، الفطنة، كلي الإدراك، بصيرة، دراية، سريع الفهم، يلاحظ (بتدقيق)]، عوماً هي كلمة تختص في عناوين المزامير بمعنى الفهم والدراية الروحية، وفي ترجمات أخرى أتت بمعنى البصيرة أو الرؤية الصائبة بمهارة والفهم والتأمل الخصب (من جهة الرؤيا العميقة والسليمة بالتفرس في المنظر والشكل) والاستيعاب والذكاء الروحي.

==========
ونجد أن الكلمة في العهد القديم تأتي بعدة مرادفات مرتبطة ببعضها البعض، إذ أنها في بعض الأسفار نجدها مرتبطة بالحكمة: عنده الحكمة والقدرة له المشورة والفطنة (أيوب 12: 13)، (أنظر: أمثال 1: 17؛ أشعياء 11: 2؛ 29: 14)

==========
عموماً تأتي الكلمة مشروحة بدقة في بعض الأسفار، وتأتي لتوضح أنها مرتبطة بالوحي الإلهي وعطيته، لأنه هو من يعطي الإلهام الذي منه الإدراك والفهم، أي أن الفهم والإدراك كبصيرة لعقل الإنسان هي عطية يمنحها الله كاستجابة لطلبه لها: وهو يغير الأوقات والأزمنة يعزل ملوكاً وينصب ملوكاً يُعطي الحكماء حكمة ويُعلِّم العارفين فهماً؛ فأعطِ عبدك قلبا فهيما لأحكم على شعبك وأميز بين الخير والشر لأنه من يقدر أن يحكم على شعبك العظيم هذا. (دانيال 2: 21؛ 1ملوك 3: 9)
==========
وفي العهد الجديد تأتي لتُأكد نفس ذات المعنى، بأن البصيرة (من الاستنارة) هي عطية الله، وقد أتت كاقتباس في العهد الجديد (قارن أشعياء 6: 9 – 10 بـ متى 13: 14 – 15؛ تثنية 6: 5 بـ مرقس 12: 33؛ مزمور 14: 2 بـ رومية 3: 11)؛ والكلمة اليونانية قد استخدمها القديس بولس الرسول بأسلوبه البارع، مما أعطانا معنى دقيق لها إذ قال: وتفهموا درايتي σύνεσιν بسرّ المسيح (أفسس 3: 4).

==========
عموماً الظن السائد للمعنى في عناوين المزامير: هو مزمور ذو مهارة خاصة Skillful للفهم والإدراك، وهي تُستعمل بهذا المعنى في المزمور (47: 6 و7) "رنموا لله رنموا. رنموا لملكنا رنموا.. لأن الله ملك الأرض كلها رنموا بفهم משׂכּיל (مسكيل)"، وهي تعني أن هذا المزمور ذو قوة وفهم ونعمة خاصة، ويلزم أن الموسيقى تستجيب لخدمة المزمور على نفس المستوى الفني.

==========
ونجد هذه اللفظة في عناوين المزامير مترجمة بـكلمة (قصيدة)، وعلينا حينما نجد هذه الكلمة في عنوان المزمور نعرف أن الكلمات التي ستأتي فيه مهمة للغاية، لذلك ينبغي أن ننتبه لكلمات المزمور جداً ونتعمق فيها ونطلب من الله الفهم والإدراك حتى نفهم القصد الباطني وسرّ المعاني العميقة الموجودة فيه لنُدرك القيمة النبوية التي يحملها النص لكي تُثمر فينا حسب القصد الإلهي المستتر فيها.

رد مع إقتباس